تقارير وتحليلات
الحكومة والإرهاب..
تقرير: الإخوان يستغلون الوضع اليمني للتمكين للقاعدة في شبوة
وقد أدان المجلس الانتقالي الجنوبي استنكر كميناً لقواته في مدينة أبين السبت الماضي نصبه مسلحون من القاعة. وتزامن مع ذلك احتفل لمن هم محسوبون على الحكومة اليمنية بالكمين واعتبروه نصراً لقوات "الجيش الوطني". وقال موالون للمجلس الانتقالي الجنوبي إن "أنصار الشريعة" (أحد أذرع تنظيم القاعدة في اليمن) أعلن مسؤوليته عن الكمين، ثم نشر آخرون أن تنظيم داعش الإرهابي أعلن مسؤوليته عن الحادث.
الحكومة والإرهاب
رأى المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي، نزار هيثم، في حديث مع "موقع الحرة" أن احتفال شخصيات وأنصار محسوبون على الحكومة اليمنية هو "دليل جديد على علاقة الحكومة والقوات التي يقودها علي محسن الأحمر وحزب الإصلاح (الإخواني) بالتنظيمات المتطرفة واستخدامهم لها ضد قوات المجلس الانتقالي الجنوبي".
من جانبه وصف وكيل وزارة الثقافة في الحكومة اليمنية عبد الهادي العزعزي، اتهام القوات الحكومية بالتعاون مع "أنصار الشريعة" أو غيرها من التنظيمات المتطرفة بأنه "اتهام باطل وزيف".
قوات الانتقالي الجنوبي سيطرت في 10 أغسطس على مدينة عدن، "العاصمة المؤقتة" للحكومة، إثر اشتباكات مع القوات الحكومية قتل وأصيب فيها عشرات، ودفعت القوات الحكومية لمغادرة معسكرين في محافظة أبين القريبة، التي تتمركز فيها قوات "الجيش الوطني"، الموالية لنائب الرئيس علي محسن الأحمر، الجنرال السابق في الجيش اليمني والذي يقال إنه "مقرّب من حزب "التجمع اليمني للإصلاح" (حزب محسوب على جماعة الإخوان المسلمين).
ويقول المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي نزار هيثم، إن "علي محسن الأحمر معروف عنه أنه منذ عام 1994 وقبلها كان يجند الأفراد الذين كان يرسلهم إلى أفغانستان، ثم في حرب 1994 كان رأس الحربة ضد الجنوب وأهله".
ويضيف هيثم أن جزءاً كبيراً يتمثل في "نحو 70% من قوات هادي من العناصر الإرهابية،" مشيراً إلى أن "متشددين من "تنظيم القاعدة" و"أنصار الشريعة" أعطوهم مناصب قيادية في الجيش في 2015 مثل مهران القباطي قائد اللواء الرابع في الحماية الرئاسية" وغيره الكثير.
ويقاتل الطرفان الحكومة وفوات الانتقالي الجنوبي معاً في صفوف التحالف ضد المتمردين من ميليشيات الحوثي التي تسيطر على مناطق في البلد الفقير منذ 2014.
سياسياً
اتهم نائب رئيس المجلس الانتقالي هاني بن بريك ومسؤولون آخرون حزب الإصلاح خصوصاً بالتعاون مع كل من جماعة الحوثي المدعومة من إيران وكذلك "أنصار الشريعة" المرتبطة بتنظيم القاعدة.
تحالف دعم الشرعية في اليمن سعى بقيادة السعودية الذي يقاتل ميليشيات الحوثي في اليمن، إلى تحقيق وقف لإطلاق النار بين حلفائه الجنوبيين الذين اقتتلوا فيما بينهم.
وأصدرت السعودية والإمارات بياناً حث جميع الأطراف على التعاون مع اللجنة المشتركة من أجل فض الاشتباك وجدد دعوة سعودية لعقد قمة في المملكة لتسوية الخلافات.
وأكدت مصادر يمنية لـ 24 استعاد تنظيم "القاعدة الإرهابي" معقله السابق في بلدة الروضة بشبوة بعد عامين من طرده على يد قوات النخبة، التي خسرت الإثنين معركة مع ميليشيات الإخوان الإرهابية، ليعيد إعلان قيام إمارة له في المحافظة اليمنية.
وقال مواطنون إنهم "شاهدوا عناصر من تنظيم القاعدة تقود مركبات دفع رباعي وعليها أعلام التنظيم تدخل معسكر قوات النخبة، ورفعت راية التنظيم على المقر الذي كان يعد المعقل السابق للتنظيم في شبوة، ليقيم أول إمارة له في الجنوب اليمني".
تزامن ذلك مع عودة عناصر القاعدة مجدداً إلى معقلهم الرئيسي في الحوطة، في حين أطلقت عناصر التنظيم الرصاص في الهواء احتفالاً باستعادة مقر ما وصفوه "إمارة" التنظيم السابقة.
علاقة الأحمر
في خضم المعارك الجارية بين المجلس الانتقالي والقوات الحكومية، يطفو على السطح اسم نائب الرئيس هادي والذي يحمل رتبة فريق ركن ونادر الظهور إعلامياً علي محسن الأحمر، ويضعه عدد من المواقع الإعلامية اليمنية على رأس هرم قيادة قوات الجيش اليمني التابع لحكومة عبد ربه منصور هادي.
وتحمل مصادر في المجلس الانتقالي الأحمر مسؤولية التصعيد في محافظة شبوة، وذلك بسبب مخاوف من تحييده سياسياً فيما لو تمكن المجلس الانتقالي الجنوبي من حسم الصراع لصالحه، لاسيما مع وجود وفد له يجري مباحثات في جدة بالسعودية برئاسة عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس.
وأشار الباحث في معهد دول الخليج العربية في واشنطن، بيتر ساليسبري، إلى اتهامات بحق علي محسن الأحمر بإتاحة تربة خصبة للمجموعات والفصائل التي تحولت فيما بعد إلى ما يعرف بـ"تنظيم القاعدة في جزيرة العرب"، وهو فرع القاعدة في اليمن، لاسيما للاستعانة بمقاتلي التنظيم ضد حركة "أنصار الله" الشيعية، المعروفة إعلامياً بالحوثيين.
وأشارت مصادر إلى رسائل تبادلها الأحمر مع زعيم القاعدة في اليمن آنذاك، قاسم الريمي، طلب فيها منه تكثيف تواجد القاعدة لمواجهة الميليشيات الحوثية والجيش اليمني، الذي كان آنذاك تحت إمرة الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، في مقابل تقديم الدعم المالي اللازم للتنظيم الإرهابي.
لكن بياناً توضيحياً من السفارة اليمنية في برلين، نفى الإتهامات ضد الأحمر، أكدت من خلاله، حكومة الرئيس اليمني المعترف به دولياً عبد ربه منصور هادي، على احترامها لمطالب ومشاريع كل التيارات السياسية العاملة في اليمن، ونفت أي صلات ما بين نائب هادي، علي محسن الأحمر، وتنظيمات إرهابية أو متطرفة في اليمن.
البنتاغون
من جانبه شدد المكتب الإعلامي لوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" على أن الوزارة ملتزمة وحلفائها بمقاتلة الإرهابين والقضاء عليهم بما في ذلك تنظيم القاعدة في اليمن"، دون النظر للجهة التي يقاتلون معها.
وأكد بيان صحفي للمكتب الإعلامي أن الولايات المتحدة ماضية في ملاحقة قياديي تنظيم داعش والقاعدة دون هوادة على غرار تصفية لنجل حمزة بن لادن نجل زعيم التنظيم سابقاً".
وأشارت مصادر يمنية لموقع تلفزيون "DW" الألماني إلى أن قوات الحكومة اليمنية برئاسة عبد ربه منصور هادي سمحت بتنامي نفوذ جماعة الإخوان المسلمين وتأثير على قراراتها السياسية والعسكرية، وخصوصا أعضاء ما يعرف بحزب "التجمع اليمني للإصلاح".
واتهم مسؤولون في المجلس الانتقالي الجنوبي حزب "الإصلاح" بقتل قائد في "الحزام الأمني" بمساعدتهم (التواطؤ في هجوم) للحوثيين على القوات الجنوبية قبل شهر تقريباً.