على الرغم من كثرة القرارات الرئاسية التي شهدها اليمن، على مدى السنوات الماضية، من عمر الحرب، خاصة فيما يتعلق بالشأن الاقتصادي للبلد، إلا أن تلك القرارات والتعيينات الجديدة، لم تنعكس بشكل إيجابي على حياة المواطن اليمني، لتتواصل مؤشرات الانهيار الاقتصادي والتردي المعيشي في بلد يعيش حربًا منذ 5 أعوام.
وعيّن الرئيس اليمني الانتقالي عبدربه منصور هادي، أمس الخميس، محافظًا جديدًا للبنك المركزي اليمني، هو الخامس في قيادته، منذ العام 2015، إلى جانب تعيين وزيرين جديدين لوزارتي المالية والخارجية.
ويعدّ أحمد عبيد الفضلي، المعيّن يوم أمس، كمحافظ جديد للبنك المركزي اليمني، خلفًا لمحافظه السابق، حافظ معياد، هو خامس الأشخاص المعينين في قيادة البنك المركزي اليمني، منذ اندلاع الحرب اليمنية، في 2015، وقرار نقل البنك من صنعاء، وسحبه من تحت سيطرة ميليشيات الحوثيين عليه، في سبتمبر/ أيلول من العام 2016، ونقله إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن.
وتعاقب على قيادة البنك المركزي اليمني، منذ العام 2016، كل من: محمد بن همام، منصر القعيطي، محمد زمام ثم حافظ معياد، الذي عُيّن في مارس/ آذار، من العام الجاري، قبل أن يتم تعيين أحمد الفضلي، كمحافظ جديد للبنك المركزي اليمني.
ورغم كل هذه الأسماء المتعاقبة على قيادة البنك المركزي اليمني، إلا أن حالة الاضطراب التي تشهدها العملة المحلية ما تزال متواصلة منذ سنوات، بين تدهور سعرها أمام العملات الأجنبية وتحسنها الطفيف والمحدود الذي يسبق عودتها للانهيار، إذ بلغ سعر الدولار الأمريكي الواحد، أكثر من 610 ريالات، حتى مساء أمس الخميس.
ويعتقد رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي في اليمن، مصطفى نصر، أن ”المشكلة الاقتصادية باتت أعمق وأكبر، ولم تعد التغييرات تشكّل فارقًا كبيرًا“.
وقال نصر، في منشور على ”فيسبوك“، إن حافظ معياد، محافظ البنك المركزي السابق، ”تسلم البنك المركزي وسعر صرف الريال 585 ريالًا للدولار الواحد وسلمه وسعر الريال أكثر من 600 ريال، وكان هناك بنكين متنازعين على الصلاحيات في صنعاء وعدن فقط فأصبح لدينا خلاف بين المحافظ ونائبه في إطار البنك الواحد عدن“!.
وأشار إلى أن المحافظ الجديد، أحمد الفضلي، ”لديه خبرة طويلة في العمل المالي لكن تحديات كبيرة ستواجهه في المرحلة المقبلة أهمها الوضع الاستثنائي الذي تمر به البلد واقتراب انتهاء الوديعة السعودية وتراجع الموارد وغيرها“.
من جهته، قال الصحفي اليمني، حسام ردمان، على صفحته بموقع ”فيسبوك“، إن ”إقالة حافظ معياد جاءت كقرار عقابي على موقفيه الأخيرين؛ الأول مطالبته بتوريد أموال فرع مآرب ورفضه صرف أي مستحقات خارج الميزانية.. والثاني إصراره على استئناف العمل من عدن عقب أحداث أغسطس وتحييد المركزي عن الصراع السياسي والعسكري“ .
وكان محافظ البنك المركزي السابق، حافظ معياد، عبّر عقب صدور قرار إقالته أمس الخميس، عن شكره للرئيس هادي، ”لتجاوبه وتفهمه واحترامه لقناعتي بالالتزام بمدة الستة الأشهر المتفق عليها مع فخامته لإدارة البنك المركزي اليمني وإنقاذ العملة من الانهيار“.
وأشاد معياد، في تصريح مقتضب على صفحته بموقع ”فيسبوك“، بقرار تعيين الفضلي بديلًا له، ”كونه من خيرة الناس ومن القيادات الكفؤة القادرة على تولي هذه المهمة، وسنكون عونًا له وفريق العمل مستمر إلى جانبه ولا قلق على استقرار العملة“.
بدوره، اعتبر المحلل السياسي، ياسر اليافعي، قرارات هادي ”عبث يطال الوظائف العليا للدولة“.
وقال اليافعي على ”تويتر“، إن ”هادي وصبيان الإصلاح يعبثون بالقرارات وفق مزاجهم وليس وفق ما تحتاجه المرحلة، تعيين محافظ للبنك المركزي غير مصرفي ومتهم بالفساد كارثة على الاقتصاد سيدفع ثمنه المواطن العادي“، وفق تعبيره.