تحليلات

بعد تصعيد هجمات ضد أصول خاصة في منطقة الخليج..

تقرير دولي: إيران.. لماذا اختارت استراتيجية حافة الهاوية؟

دور أوروبي ودولي

طهران

يرى فائز نور الدين، كاتب سياسي لدى موقع ستراتفور للأبحاث الجيوسياسية، أن هجمات 14 سبتمبر(أيلول) على منشآت نفطية سعودية تسلط الضوء على التهديد الذي تمثله صراعات محتملة في الشرق الأوسط على أسواق الطاقة العالمية. وفي الوقت نفسه، تواجه قوى إقليمية ودولية، كالولايات المتحدة، خيارات صعبة بشأن الرد علي سلوك استفزازي دون إشعال نزاع أوسع.

ترى إيران أن تلك الأنشطة سوف توفر لها شروطاً تفاوضية واعدة، وتسهل رفع عقوبات

ويتساءل نور الدين عما دعا إيران لمهاجمة البنية التحتية النفطية السعودية علماً أنها تخاطر بإشعال صراع أكثر ضرراً من عقوبات تواجهها، وتقوض حسن نية مطلوبة كمقدمة لصفقة مستقبلية.

ويقول الكاتب إن إيران في ردها على عقوبات غير مسبوقة ضد قطاعها للنفط والغاز، تصعد هجمات ضد أصول خاصة بالنفط والطاقة في منطقة الخليج باستخدام استراتيجية حافة الهاوية ما قد يجبر الولايات المتحدة على تعديل سياساتها.

وتشمل نشاطات إيران استيلاء على ناقلات نفط عقب حظر إبحار سفن تحمل العلم الإيراني، ومحاولة تعطيل الملاحة في الخليج، وإسقاط طائرة أمريكية دون طيار في يونيو(حزيران)، وهجوم بواسطة طائرة دون طيار ضد محطتي ضخ وخطوط أنابيب شرق – غرب السعودية في مايو(أيار)، وهجوم أدى لإشعال النيران في حقل الشيبة السعودي في أغسطس(آب).

تسريع
إلى ذلك، يلفت كاتب المقال لتسريع إيران أنشطتها النووية إثر تعليق الصفقة النووية، نظراً لأنها تعزز موقف إيران في مفاوضات تدرك طهران أنها حتمية، في نهاية المطاف.

وحسب الكاتب، ترى إيران أن تلك الأنشطة سوف توفر لها شروطاً تفاوضية واعدة، وتسهل رفع عقوبات، حال إدراكها أن الظروف باتت مواتية لإجراء محادثات، رغم أن تلك الأنشطة تنطوي على خطر انتقام أمريكي أو سعودي. ولكن الكاتب يتساءل عما يعني كل ذلك بالنسبة لاستراتيجية الولايات المتحدة في مواجهتها مع إيران.
ويقول إن أمريكا باقية على التزامها باستراتيجية العقوبات أولاً في تعاملها مع إيران، فيما تحاول إجبارها على التخلي عن صواريخها الباليستية وبرامجها النووية، ودعمها لقوات وكيلة عبر الشرق الأوسط.

ويضيف الكاتب أن أمريكا قد ترى أن انتقاماً عسكرياً ضروري لمعاقبة إيران ومنع هجمات مستقبلية. كما تدرس واشنطن تنفيذ عمليات مشتركة مع السعودية بحيث يقود السعوديون عمليات انتقامية ضد إيران بمساعدة الاستخبارات الأمريكية وعمليات الرصد وتحديد الهدف.

ردّ غير مباشر
ولكن، يرى كاتب المقال أن الرياض قد تفضل مهاجمة إيران بشكل غير مباشر عبر ضرب بعض وكلائها في اليمن وسوريا أو العراق، ولكن شدة الهجوم على بقيق قد يشجع المملكة على شن هجوم إن تلقت تطمينات واضحة بشأن دعم أمريكي.

إلى ذلك يسأل الكاتب ما إذا كان لحكومة إسرائيلية جديدة تأثير على هذا الوضع، وخصوصاً أن إسرائيل تعتبر إيران عدوها الأكبر في المنطقة. وإن لم ترد الولايات المتحدة أو السعودية على تلك الهجمات بطريقة ترضي إسرائيل، فقد تصعد الأخيرة عملياتها ضد برامج إيران الصاروخية والنووية، وميليشيات إقليمية متحالفة مع طهران.

ويشير كاتب المقال إلى أنه رغم نتيجة الانتخابات الإسرائيلية الجديدة، ستواصل الحكومة الإسرائيلية النظر إلى إيران باعتبارها تمثل خطراً رئيسياً، وستواصل عملياتها ضد ميليشيات متحالفة مع إيران في المنطقة.

دور أوروبي ودولي
وحسب الكاتب، ترغب الولايات المتحدة بأن يساعد الاتحاد الأوروبي في فرض عقوبات أشد على إيران، ولكن حلفاء، مثل باريس، يواصلون تطوير علاقات أوثق مع طهران، ما يجعلهم يدعون لضبط النفس وتخفيف التصعيد في أي رد انتقامي.

ويرى الكاتب أن الاتحاد الأوروبي يوفر مساراً محتملاً نحو تخفيف التصعيد عبر إقناع إيران بالامتثال مجدداً للاتفاق النووي، فضلاً عن احتمال إقناع الولايات المتحدة بتخفيف عقوبات، في ما لو هددت توترات بين أمريكا وإيران بإشعال صراع.

ولكن استفزازات إيرانية، كالهجمات ضد منشأتين سعوديتين للنفط، تهدد بإضعاف الدعم الأوروبي للموقف الإيراني، ما قد يدفع الاتحاد الأوروبي لدعم عقوبات أمريكية ضد إيران.     

غوتيريش يحذر من خطورة الوضع في الصحراء والجيش المغربي يؤكد حقه في الرد


اللجنة الدولية تحذّر: النظام الإيراني يطمس معالم مقبرة جماعية بطهران


تهريب الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين.. قراءة في أكبر شحنة مضبوطة قبالة سواحل اليمن


إيران بين صراعات الداخل وضغوط الخارج.. اقتصادٌ يترنّح ووكلاء تحت النار