تقارير وتحليلات
بالفصل والتجويع..
تقرير: تشريد مدرسي اليمن واستبدالهم بموالين للحوثي
تواصل ميليشيا الحوثي مسلسلها؛ لإحكام قبضتها على كافة المؤسسات اليمنية، فبعد أن أخضعت مجلس النواب والمؤسسة العسكرية وأيضًا البنوك، اتجهت إلى المؤسسات التعليمية، وأصدرت قرارا قضى بفصل 211 موظفًا في ديوان عام وزارة التربية والتعليم الخاضعة لسيطرتها في العاصمة صنعاء، بذريعة انقطاعهم عن العمل.
تشريد المعلمين
ووفقًا لمذكرة تم تسريبها في 30 سبتمبر 2019، عن الإدارة العامة للشؤون القانونية بوزارة التربية والتعليم في حكومة الحوثيين الانقلابية، جاء فيه أن قرار الفصل للموظفين المذكورين أتى لانقطاعهم عن العمل، على الرغم من أن غالبية من أوقفتهم جماعة الحوثي غير منقطعين، بينما تسعي الميليشيا الانقلابية؛ لاستبدالهم بموظفين من الموالين لها.
وهذه ليست المرة الأولي التي تسعي فيها الميليشيا الانقلابية لوضع موالين ليها في المؤسسات التعليمية؛ كي تتمكن من السيطرة الكاملة على ما يتم إعداده من مناهج تدرس للطلبة، فالحوثي يهدف إلى نشر فكره بكافة الطرق والوسائل الممكنة؛ حيث سبق لميليشيا الحوثي أن أصدرت قرارات بتوقيف معلمين وتربويين واستبدلتهم من الموالين لها.
حوثنة التعليم
منذ الانقلاب الحوثي وسيطرته على العاصمة صنعاء في أواخر 2014، تعرض قطاع التعليم في اليمن لأضرار بالغة، طالت بنيته التحتية، كما يواجه قرابة 200 ألف مُعلم في مناطق سيطرتها صعوبات جمة بعد توقف رواتبهم منذ أكتوبر 2016.
في مايو 2018، أسقطت ميليشيا الحوثي نحو 2600 موظف من كشوف الراتب في المحافظة اليمنية «إب»، بينهم 1100 معلم وتربوي، واستبدلتهم بمسلحين حوثيين، وفي أواخر يناير 2019، أفادت مصادر تربوية في المحافظة، بأن سلطات ميليشيا الحوثي قامت بإيقاف وفصل المئات من المعلمين بمختلف مديريات المحافظة وتصفيرهم من درجاتهم الوظيفية؛ حيث قامت بفصل قرابة 500 معلم ومعلمة من أبناء محافظة اليمنية في إطار سعيها لـ«حوثنة التعليم» وبقية مؤسسات الدولة.
واضطر مئات المعلمين في المحافظة اليمنية، للتوقف عن التدريس والانقطاع عن العمل؛ بسبب انقطاع مرتباتهم منذ أكثر من عام، فيما انقطع آخرون؛ بسبب النزوح من المحافظة والملاحقات والمضايقات وحملة الاختطافات التي تعرض لها المعلمون من قبل ميليشيا الحوثي هناك.
إضافةً لذلك؛ أعلن وزير التربية والتعليم في الحكومة الشرعية في يونيو الماضي، أن ميليشيا الحوثي فصلت أكثر من 6 آلاف معلم ومعلمة واستبدلتهم بموالين لها، ومع اقتراب موعد امتحانات المرحلتين الأساسية والثانوية، هددت ميليشيا الحوثي المعلمين والتربويين في العاصمة صنعاء ومناطق سيطرتها، بإجراءات مشددة والفصل من الوظيفة في حال تغيبهم عن حضور اللجان؛ لمراقبة الامتحانات للشهادتين الأساسية والثانوية للعام2018 - 2019م.
وأطلقت الميليشيا الإرهابية هذا التهديد؛ لأنها تعلم أن المعلمين بدون رواتب منذ ثلاث سنوات، ولا يملكون قيمة المواصلات، وذلك بعد نهبها من قبل ميليشيا الحوثي، وتسخيرها في تمويل حربها التي تشنها على الشعب اليمني للعام الخامس على التوالي، كما أن المعلمين في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي لا يستلمون إلا نصف راتب لمرتين في العام فقط.
وضمن خطوات الميليشيا الانقلابية للسيطرة التامة على المؤسسات التعليمية في اليمن، وتجريف الثقافة والهوية اليمنية ضمن خطتها؛ لنشر فكر الملالي، أصدرت في مارس العام الماضي، قرارات تقتضي تعيين قيادات أكاديمية تتبع لها عقائديًّا، وفصل 600 أكاديمي في تخصصات مختلفة في جامعة صنعاء، وأفرغت الكليات العلمية من المختصين، وتم استبدالهم بأشخاص قادمين من مدينة «صعدة»، بعضهم لا علاقة له بالتعليم، والبعض الآخر كانوا يعملون معلمين في مدارس ابتدائية.
إقامة دولة طائفية
أوضح «صالح أبو عوذل» رئيس تحرير صحيفة اليوم الثامن اليمنية، أن الحوثيين ماضون في جعل فكرهم هو المنهج التعليمي، فهم يذهبون نحو إقامة دولة طائفية تقدس «عبدالملك الحوثي» كمرشد أعلى، وهذا التوجه قد بدأه الحوثيون منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي، حين بدأ «بدر الدين الحوثي» جد الزعيم الحالي تدشين الفكر الطائفي باسم الشباب المؤمن.
وأشار «أبو عوذل» في تصريح للمرجع، أنه بعد السيطرة الميليشيا الانقلابية على صنعاء في 21 سبتمبر 2014، تم تغيير المنهج الدراسي بما يتناسب مع فكرهم، وللأسف فشلت وزارة التربية والتعليم التابعة لحكومة الرئيس اليمني «هادي» في فضح ما قام به الحوثيون في تغيير المنهج الدراسي الذي أصبح منهجًا خاصًّا بما كان يعرف بملازم السيد «حسين الحوثي».
ولفت إلى أن قيام الحوثيين بفصل المعلمين، هو إجراء تم في قطاعات أخرى، فالميليشيا الانقلابية تسعي لفصل كل من لا ينتمي إلى فكرهم الهاشمي، وكل من لا يؤمن بهم كمشروع دولة طائفية، والتعليم واحد من عشرات الخطابات التي حوثنتها الميليشيات المدعومة من إيران.