تحليلات

خلفية النزاع..

تقرير: كيف دخلت أمريكا دينامية الصراع بين تركيا والأكراد؟

عسكريون أتراك في شمال سوريا

وكالات

عن الهجوم التركي على شمال شرق سوريا، كتبت ميغان سبيشيا في صحيفة "نيويورك تايمز" أن النزاع بين تركيا والأكراد يضرب جذوره في ديناميات الصراع بين القوى الإقليمية التي أفرزت شبكة معقدة من المصالح. وزادت ضبابية الصورة بسبب تحالف الولايات المتحدة مع كل من تركيا وقوات سوريا الديمقراطية، التي تتألف في معظمها من فصائل كردية.

التحالف بين الولايات المتحدة والأكراد بدأ عام 2015 عندما اعتبرت واشنطن ان قوات سوريا الديمقراطية هي القوة الأكثر أهلية لهزيمة داعش

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الهدف من التوغل التركي "تدمير ممر الإرهاب" الذي تسعى القوات الكردية إلى إنشائه على طول الحدود الجنوبية لبلاده، وتحقيق السلام.

ولكن قادة قوات سوريا الديمقراطية وآخرين في المنطقة، يقولون إن الضربات التركية تُهدد المدنيين، وحذروا من أزمة انسانية وشيكة.

ونشرت الفصائل الكردية، ومدنيين، صوراً لسكان يخلون القرى التي تصاعد منها دخان القصف بسبب الضربات الجوية.

خلفية النزاع

ولفهم النزاع الحالي تركز الكاتبة على خلفية النزاع بين تركيا والأكراد، وكيف دخلت الولايات المتحدة في ديناميته. 

وأوضحت أنه بعد الحرب العالمية الأولى وسقوط الإمبراطورية العثمانية، ضغط الأكراد لإقامة دولة مستقلة، وحصلوا على وعود مبدئية بإنشاء دولة كردستان. لكن بعد تقسيم المنطقة لاحقاً، لم تر الدولة الموعودة النور. وعلى مر السنين، تعرضت محاولات كردية عدة للاستقلال للسحق. واتسمت العلاقة بين الأمة التركية والأكراد بالجفاء.

تهديد
ترى تركيا في القوات الكردية على طول حدودها الجنوبية تهديداً، ولطالما دعا أردوغان إلى تدخل عسكري في الجيب الكردي بشمال سوريا. إلا أن جذور النزاع تمتد إلى أبعد من ذلك، وترتبط عضوياً بالنزاع الداخلي في تركيا، أين تخوض أنقرة صراعاً ضد حزب العمال الكردستاني، الذي أطلق حركته الإنفصالية في أوائل الثمانينات من القرن الماضي، الحزب الذي تعتبره أنقرة وواشنطن، منظمة إرهابية.

وعلى الجانب الآخر من الحدود تنشط ميليشيا متفرعة من حزب العمل أطلقت على نفسها وحدات حماية الشعب الكردية منذ 2004، وتسعى إلى إقامة حكم ذاتي للأكراد.

داعش
اجتذبت هذه الميليشيا متطوعين من أمريكا ودول أوروبية، عندما بدأ القتال ضد داعش. ولكن عناصر وحدات حماية الشعب يرتبطون بصلات قوية مع حزب العمال الكردستاني، رغم نفي قادة قادة الوحدات ذلك.

ومنذ بداية الحرب السورية، أنشأت الوحدات جيباً سلمياً أطلقت عليه "روج أفا" في شمال البلاد.

وانضمت الوحدات إلى قوات سوريا الديموقراطية، التي انتزعت أراضٍ واسعة من أيدي داعش، فاتسع النفوذ الكردي في الوقت الذي كان فيه قلق أردوغان يتصاعد.

أمريكا والأكراد
وأشارت الكاتبة إلى أن التحالف بين الولايات المتحدة والأكراد بدأ في 2015 عندما اعتبرت واشنطن أن قوات سوريا الديمقراطية، هي القوة الأكثر قدرةً على هزيمة داعش بعد سيطرته على أجزاء واسعة من العراق وسوريا. وتبين صواب هذا التقدير لاحقاً على الأرض. 

وهناك من يخشى أن يؤدي الهجوم التركي إلى زعزعة استقرار شمال شرق سوريا، وعودة الفراغ في السلطة الذي كان سائداً قبل صعود داعش، ما يُمهد الطريق لعودة التنظيم. وحتى في وضع داعش الحالي، وخسارته الأراضي، ثمة دلائل على عودة نشاطه إلى سوريا، وفق ما تقول ميليسا دالتون مديرة مشروع التعاون الدفاعي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، التي تضيف أنه بعد الهجوم التركي فإن قوات سوريا الديمقراطية ستحول تركيزها عن أعدائها السابقين و"هناك احتمال كبير أن يستفيد داعش من تركيز قوات سوريا الديمقراطية ودول أخرى في التحالف الدولي على مضاعفات الجهود التركية".

أولوية الداخل قبل بغداد: قراءة في موقف الحزب الديمقراطي الكردستاني


إسرائيل تكشف عملية خطف داخل لبنان وتعلن إحباط مشروع بحري سري لحزب الله


من الاحتواء إلى الاستباق: لماذا يغيّر قانون استخبارات 2026 قواعد المواجهة مع إيران


خلف الأبواب المغلقة: كيف رفضت واشنطن "حياد أوكرانيا" وفضلت مسار الحرب؟