تقارير وتحليلات
على ضوء تسريبات عن حوار جدة..
تقرير: قطر والرئاسة اليمنية.. ماذا تريد الدوحة قوله للرياض؟
تسريبات ومزاعم إعلامية جديدة نشرها الإعلام القطري عن "حوار جدة" الذي ترعاه المملكة العربية السعودية، بين المجلس الانتقالي الجنوبي، والحكومة اليمنية.
تحاول الدوحة من خلالها نشر تلك التسريبات "التي يبدو انها غير الصحيحة" القول "ان المتحكمين في الرئاسة اليمنية، هم الحلفاء الحقيقيون لها، وانها تحقق اختراقات في دول المقاطعة، بالدليل حصول قناة الجزيرة دون غيرها على ما اسمته بنود اتفاق جدة.
لكنها في ذات السياق تعزز أهمية إعادة دراسة ما حققته المقاطعة العربية الدوحة، والعمل على معالجة كل الإشكاليات التي إعاقة تحقيق الهدف الرئيس من المقاطعة.
ومن الإشكاليات تلك "الرئاسة اليمنية، التي يتطلب اعادة تشكيل شرعية جديدة" تقوم على أساس الشراكة تعطي الجنوبيين حقهم في السيادة على أرضهم، بعيدا عن وصاية الأطراف اليمنية المرتبطة بأطراف إقليمية عدائية للتحالف العربي.
دون حق الجنوبيين في السيادة على أرضهم، هدف رئيس يخدم اهداف المقاطعة العربية والخليجية لقطر المتورطة بدعم الحوثيين والتنظيمات الإرهابية.
ظلت الدوحة تعتقد انها تمتلك الاستطاعة في مواصلة العبث، وعرقلة الحرب ضد الحوثيين حلفاء ايران، غير ان ذلك يمكن النظر إليه من قبل دول المقاطعة، على انه تصرف غير محسوب العواقب، وقد يصعب من مسألة الوصول إلى تسوية سياسية للأزمة مع النظام القطري الذي يصر على مواصلة تمويله للتنظيمات الإرهابية في المنطقة واليمن بشكل خاص.
تدعم قطر بشكل علانية "تنظيم الإخوان الذي يتفرخ منه القاعدة وداعش، والحوثيين الموالين لإيران" في صورة تعزز أهمية إعادة تصويب الحرب السياسية والعسكرية للتحالف العربي، وفقا للأهداف التي انطلقت من أجلها عاصفة الحزم.
وتعتقد الدوحة ان نشر تسريبات كاذبة عن حوار جدة، قد يربك الجهود التي تقوم بها السعودية والإمارات في إعادة تصويب الحرب ضد الحوثيين، خاصة في اعقاب العدوان العسكري الإخواني على الجنوب واحتلال شبوة النفطية، بعد ان تركت حكومة مأرب الحرب ضد الحوثيين الموالين لإيران واتجهت في حرب شعواء ضد الجنوب صاحب الانتصار الوحيد ضد حلفاء إيران.
أمر لا يعزز اتهام تورط الدوحة في مساعدة طهران بصناعة نسخة أخرى من حزب الله اللبناني في خاصرة السعودية، بل يؤكد ان المسيطرين على الحكومة الشرعية، يعملون وفق الاجندة القطرية الرامية الى تمكين الحوثيين من اليمن الشمالي، مقابل ان تقوم طهران بمساعدة الدوحة في سيطرة حلفائها على الجنوب الغني بالثروات النفطية، وعزل اليمن والجنوب بعيدا عن محيطه الخليجي، وهو أمر ترفضه السعودية والإمارات، وتمتلك قدرة افشاله، واحباط مخططات تحالف "قطر وتركيا وإيران"، الذي يسعى علانية إلى ضرب الشراكة بين السعودية والإمارات، من خلال اثارة الفوضى في المدن المحررة، خدمة لأجندة التحالف الثلاثي.