السلام في اليمن
وفي التفاصيل، تزايدت حالة الترقب في الأوساط اليمنية مع إعلان التوقيع على "اتفاق الرياض" اليوم، وكشفت صحيفة "عكاظ" السعودية، أن نائب رئيس الوزراء عضو فريق المفاوضات سالم الخُنبشي ورئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي سيوقعان خلال الساعات المقبلة على المسودة النهائية لـ "اتفاق الرياض"، بعد أن أقرته ووافقت عليه المكونات السياسية اليمنية.
وأكد مصدر رئاسي يمني رفيع للصحيفة أن توقيع الاتفاق الذي رعته المملكة سيتم بحضور الرئيس عبدربه منصور هادي ونائبه علي محسن الأحمر ورئيس الوزراء معين عبدالملك والمبعوث الأممي مارتن غريفيث.
ولم يستبعد المصدر أن يحضر التوقيع ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الإمارات الشيخ محمد بن زايد، إضافة إلى عدد من القيادات الحزبية والسياسية اليمنية.
وبدوره، قال مستشار الرئيس اليمني ياسين مكاوي، في تصريحات خاصة للصحيفة أن الحراك الجنوبي يرحب بهذا الاتفاق الذي سيسهم في إخراج عدن والجنوب من حالة العبث والتدمير والاحتراب التي سادت خلال الفترة الماضية إلى السلام، حتى تتفرغ الدولة لمهمات إعادة الإعمار ورفع المعاناة بإسناد ومساعدة السعودية الحريصة على إحداث تنمية فعلية واستقرار دائم.
إخوان اليمن
ومع سعيهم لإفساد أي فرصة للسلام والتعايش في اليمن، كشفت مصادر محلية لصحيفة "العرب"، إن الإخوان في اليمن يحاولون عرقلة اتفاق الرياض، وأشارت هذه المصادر في حديثها للصحيفة أن عدداً من نشطاء حزب الإصلاح اليمني وعناصر من ميليشيات الإخوان والتيار الموالي لقطر أدلوا بتصريحات متشنّجة تجاه الاتفاق والتحالف العربي.
وأكدت المصادر أن هذه الخطوة تأتي توجساً من هذه العناصر وخشيتها من إمكانية خسارتها لما وصفته بالمكتسبات التي راكمتها في مؤسسات الحكومة اليمنية خلال السنوات الماضية.
وقال مراقبون سياسيون يمنيون، وفقاً للصحيفة، إن "محاصرة الشرعية والتحالف العربي للتيار الإخواني سيكون بمثابة الخطوة الأولى التي ستكشف عن مدى الجدية في تنفيذ اتفاق الرياض".
وأشاروا في الوقت ذاته إلى أن عدم السماح بالانقضاض على الاتفاق من داخله أو التساهل مع محاولات تشويه هذا الاتفاق سيكون من أهم الاستحقاقات التي ينبغي استيعابها لإنجاح الاتفاق، فضلاً عن ضرورة وقف مسلسل الاستهداف الإعلامي للأطراف الموقعة عليه أو الداعمة له في التحالف العربي.
تحطيم الأذرع الإيرانية
ومن ناحية أخرى، تتصاعد حدة التوتر السياسي في العراق، وقال الكاتب والمحلل السياسي اليمني صالح البيضاني إن "الأنظمة التي تدور في فلك ملالي إيران أعتقدت أنها نجحت في تخدير شعوبها بأفيون الطائفية والمذهبية، وألهتها بالصراعات السياسية والاقتتال الداخلي والشعارات الجوفاء".
وأوضح البيضاني في مقال له بصحيفة "الرؤية" الإمارتية، إن ما شهدته عواصم عربية من حراك شعبي حاشد أكد أن تلك الشعوب شبت عن الطوق وأصبحت أكثر توقاً وجموحاً للتخلص من ضلالات تلك الميليشيات الطائفية، التي ظلت تقتات على أوجاع شعوبها.
وقال: إن "شيوخ ونساء العراق ولبنان بعثوا برسائل كبيرة مفادها: أن تلك الشعوب العريقة والأصيلة ليست ميتة كما اعتقد الجلادون التابعون لإيران، وأنهم فطنوا جيداً لكل حيل، وألاعيب وخدع الميليشيات التي سارعت لاستحضار أساليبها البالية في محاولة لإلهاء الشعوب مجدداً بصراعات سياسية وطائفية ومذهبية - إثنية، كانت سبباً في مآسي الدول التي سقطت تحت براثن الحقد الإيراني".
وأوضح البيضاني أن ثورة العراق ولبنان جعلت الشعوب في مواجهة حتمية مع الميليشيات المدعومة من إيران التي تختطف البلدين، وسواء نجح الحراك الشعبي أو تم إجهاضه إلا أن سقوط تلك الميليشيات بات أمراً مقضياً بمنطق التاريخ، وفقاً للكاتب.
استقالة عبد المهدي
وتزامناً مع الحراك الشعبي الرافض لإيران وميليشياتها، رجحت مصادر سياسية أن تشهد جلسة البرلمان العراقي اليوم مداولات لبحث استقالة رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي.
ورجحت هذه المصادر في حديثها لصحيفة "الصباح" العراقية تخصيص جلسة اليوم لقبول استقالة الحكومة، مبيناً أن مفاوضات تجري بهذا الشأن بين "الفتح"، وسائرون".
وتأتي هذه التحركات في وقت كشف فيه مصادر سياسية بتحالف سائرون عن بدء حوارات جادة وشاملة للكتل السياسية في البرلمان للبحث في إنهاء عمل الحكومة وتشكيل اخرى.
وبدوره، قال النائب عن كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني ديار برواري للصحيفة ان مجلس النواب سيعقد جلسته اليوم لاستكمال قراءة القوانين، مبيناً أن من المحتمل أن تشهد الجلسة عرض استقالة الحكومة لأن هناك مفاوضات بين كتلة الفتح وسائرون.
وأضاف برواري أن" الضغط الجماهيري على الحكومة يحتم تقديم استقالتها وهذا مرهون بالمفاوضات الجارية في الأروقة السياسية"، لافتاً إلى أن قيادات كتلتي الفتح وسائرون تتفاوض لحسم مصير الحكومة التي تواجه الكثير من التحديات السياسية الدقيقة مع تصاعد الغضب بالشارع العراقي.