تحليلات
تفاصيل ومعلومات تنشر لأول مرة عن معسكر يفرس..
تقرير: جيش حمد بتعز.. كيف بناه الإخوان في مأرب بأموال سعودية؟
الإخواني حمود المخلفي مع قائد العمليات الخاصة السعودية بالرياض - ارشيف
لا تزال قضية معسكر يفرس بتعز الذي اسسه القيادي الإخواني الموالي لتركيا حمود المخلافي، تكشف حولها الكثير من التفاصيل والاسرار والمعلومات التي تنشر لأول مرة، غير ان هذه المرة تم التأكيد ان معسكر حمد في تعز قد أسس في محافظة مأرب اليمنية المعقل الرئيس لتنظيم الإخوان قد أسس بتمويل من المملكة العربية السعودية التي تقود تحالفا عربيا لمحاربة المد الإيراني، وتتزعم المقاطعة الخليجية والعربية مع قطر.
فالأموال التي سبق للمخلافي واقر بإسلامها والمقدرة بـ 300 مليون ريال سعودي، قد ذهبت بالفعل لبناء جيش اسمها "جيش حمد"؛ نسبة الى حمد آل ثاني والد أمير قطر تميم بن حمد، غير ان تقارير يمنية أكدت ان تمويل تأسيس هذا الجيش، تم بأموال سعودية، حيث دعمت الرياض بناء قوات عسكرية لمحاربة حلفاء ايران، غير انها المرة الأولى التي يخرج فيها تنظيم الإخوان للعلن بتأسيس مليشيات خارج اطار حكومة الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي، المدعومة من السعودية، الأمر الذي دفع احزاب يمنية من بينها ثلاثة من احزاب الإخوان الى اعلان موقفها المناهض لتأسيس مليشيات خارج اطار الدولة اليمنية، غير ان البيان أكد على رفض تلك الاحزاب ان تكون تعز ساعة لصراع اقليمي.
كانت الحكومة اليمنية قد أكدت ان المخلافي استلم دفعة واحدة من الأموال تقدر بـ300 مليون ريال سعودي أكثر من 80 مليون دولار، أقر بها المخلافي لاحقا، بعد ان ذهب نحو تركيا لافتتاح مشاريع استثمارية، ثم عاد مؤخرا لبناء مليشيات طائفية لمحاربة السعودية.
تأسيس المليشيات جاء عقب دعوة وجهها المخلافي لمن وصفهم بابناء تعز في الحدود الجنوبية للسعودية، قبل ان تكشف صحف امريكية عن تحالف سري تم في العام 2014م، قبل تدخل الرياض على راس التحالف العربي لمحاربة الحوثيين.
وقد اتفق الإخوان وجماعة الحوثي بالتشاور مع ايران والتنظيم الدولي للإخوان على تنسيق الجهود لمهاجمة السعودية، تمهيدا لقلب النظام فيها.
لكن التطورات الأخيرة في اليمن، كشفت عن سعي حزب "التجمع اليمني للإصلاح"، الذراع الرئيسي لتنظيم الإخوان في اليمن، بجهد حثيث مستخدما كل وسائله الملتوية لفرض الهيمنة وتحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب في المشهد اليمني، للعودة إلى الواجهة، وتعزيز تواجده على الأرض لضمان لعب دور سياسي أكبر في المرحلة القادمة.
واستعان الحزب المعروف بولائه المطلق لقطر، بالشيخ القبلي، حمود سعيد المخلافي، الذي أعلن في الـ "30" من أغسطس الماضي عزمه إقامة ألوية عسكرية على نفقته تضم أبناء تعز الذين دعاهم للعودة من الجبهات الحدودية بين اليمن والسعودية في صعدة .
وجاء إعلان المخلافي عن تشكيل هذه الألوية بعد زيارة قام بها إلى قطر قادماً من تركيا التي كان يقيم فيها منذ أكثر من عامين، ليكون بذلك الرجل الذي أوكلت له قطر مهمة إستهداف التحالف العربي في اليمن .
حمود المخلافي الذي ظل طوال الفترة الماضية يقدم نفسه على أنه قائد للمقاومة الشعبية في تعز، تحول بعد زيارته لقطر إلى زعيم حرب، حيث أعلن عن تدشين معسكر تدريبي خارج إطار الدولة يحمل اسم "معسكر حمد" في منطقة يفرس بمديرية جبل حبشي، ويدعو أبناء تعز للإنسحاب من جبهات القتال ضد ميليشيا الحوثي الإنقلابية .
وأثبتت هذه التحركات حقيقة إرتباط حزب الإصلاح الذي ينتمي إليه المخلافي بقطر، وأكد تحالفه مع الميليشيات الإنقلابية في إطار تحالف قطر وإيران لإستهداف جهود التحالف العربي في اليمن .
تحركات المخلافي وأن لاقت تجاوباً من جناح حزب الإصلاح المتشدد، إلا أنه أثار إستياء أبناء تعز الذين أضحوا ينشدون إنتهاء الحرب التي أكلت الأخضر واليابس وقسمت المدينة المحاصرة منذ سنوات وباعدت بين مناطقها .
ويرى موقع نافذة اليمن الاخباري ان تأسيس المخلافي لألوية مسلحة خارج إطار الدولة والجيش يأتي في سياق الاتفاق بين إيران وجماعة الإخوان المسلمين والذي عقد في تركيا بهدف توحيد جهود الطرفين في اليمن في مواجهة السعودية، وهو ما كشفت عنه المخابرات المركزية الأمريكية مؤخراً .
وأكد الموقع بان إعلان الشيخ حمود المخلافي عن تأسيس ألوية عسكرية خارج إطار الدولة جاء إثر دعوته للمقاتلين في الحد الجنوبي للمملكة للعودة إلى تعز، مع تكفله برواتبهم وتسليحهم، ليتم تجميعهم في بادئ الأمر في اطار محور تعز وبضوء أخضر من قياداته الموالية لحزب الإصلاح .. مشيرين إلى أن هذا الإعلان أتى بعد أيام قليلة فقط من اغتيال قائد اللواء 35 مدرع العميد ركن عدنان الحمادي الذي كان يقف حجر عثرة أمامهم وأمام مخططاتهم التدميرية لتعز.
وأوضح بان المخلافي استطاع استثمار هيمنته التي صنعتها له جماعة الإخوان في جني الأموال، مستدلين على ذلك بما كشفه رئيس الوزراء الأسبق خالد بحاح عن قيام المخلافي بنهب مبلغ 300 مليون ريال سعودي، بخلاف مبالغ باهظة تم تسلمها من التحالف العربي، بالإضافة إلى الأسلحة التي كانت تسلم للمخلافي ويتم تخزينها في مخازن خاصة تابعة لحزب الإصلاح في تعز وكذا جمعه لملايين الدولارات من دولة قطر وسلطنة عمان خلال الفترة الماضية تحت مبرر علاج جرحى المحافظة في الخارج.
يقوم المخطط القطري على تشكيل المخلافي مليشيات خارج إطار الشرعية تحت مسمى معسكر "حمد" في منطقة يفرس بجبل حبشي محافظة تعز، على مساحة جغرافية محايدة لثلاث مديريات، هي: جبل حبشي، والمواسط، والمعافر، وبالقرب من المسراخ، تحت مزاعم أن هؤلاء انسحبوا من الحد الجنوبي رداً على إستهداف ميليشيا الإصلاح في نقطة العلم أواخر أغسطس الماضي .
ومعسكر حمد، مركزاً تدريبياً للواء 17 مشاة ولقوات الحشد الشعبي، وتم تسليمه للمخلافي ليكون معسكراً له ضمن ثلاثة ألوية تمولها دولة قطر التي سعت لسحب الجنود اليمنيين في صعدة، من خلال وعود بمنحهم مرتبات مغرية مقابل ترك مواقعهم وإخلائها لصالح مليشيات الحوثي التي كثفت هجماتها على جبهات كتاف صعدة خلال الفترة الماضية.
وأكدت مصادر في المكتب الإعلامي للشيخ حمود المخلافي لـ"نافذة اليمن" بأن عدد الذين تم تسجيلهم في تعز بمقر التجنيد الواقع جوار مقرات للواء 22 مدرع في ساحة الحرية وجولة سنان تجاوز 2500 فرد، في حين تشمل المرحلة الأولى بحسب المخطط تسجيل 5 آلاف فرد كجنود مستجدين بينما قوام جيش المخلافي الجديد في تعز بحسب المخطط 15 ألف مقاتل سيتوزعون على ثلاثة ألوية سيتم تشكيلها بواقع لواء من أفراد عائدين من جبهات صعدة ومأرب بالتنسيق مع قيادات الجيش في مأرب ولواء آخر من خريجي المراكز التدريبية في يفرس ومدينة تعز "أفراد الحشد الشعبي" واللواء الثالث مكون من القوات التي كانت تابعة للشيخ حمود المخلافي بداية الحرب في تعز إضافة إلى أفراد مستجدين وآخرين سيتم استقطابهم من مناطق الحوثي في الستين وشرعب الرونة والسلام.
وأضافت أنه تم تحديد ثلاث مناطق للألوية الثلاثة، حيث يكون الأول في مركز تدريب الحشد الشعبي بيفرس في المعهد التقني، وسيكون إطاره الجغرافي مناطق جبل حبشي والمسراخ وصبر والكلائبة والبيربن.. في حين سيتم تموضع اللواء الثاني في ضواحي التربة بالأصابح في موقع تدريب مليشيات الحشد التي شكلت اللواء الرابع التابع للإصلاح في سائلة هيجة العبد مؤكدين ان قطر تعهدت بتوفر الدعم الكامل لهم.
وأكد أحد أفراد معسكر المخلافي الجديد وهو من أبناء شرعب أنه ومجموعة من زملاءه يقدرون بـ"50" جندياً" كانوا مرابطين في حي الروضة "معقل حمود المخلافي" وتم نقلهم الى جبهة جبل هان غرب تعز قبل أن تأتيهم أوامر من الشيخ حمود بالذهاب إلى مأرب "الوديعة" قبل حوالي ثلاثة أشهر وتم نقلهم على مجموعات عبر باصات نقل صغيرة عن طريق عدن وتم استقبالهم في الوديعة من قبل قيادات عسكرية من أبناء تعز كانت قد استقرت في مأرب منذ فترة.
وأضاف "تم تجميعنا في الوديعة حتى اكتمل النقل لزملائنا من تعز وتم عمل مخيم عسكري لنا وتم تدريبنا لمدة شهرين بإشراف مباشر من الشيخ حمود الذي كان يتواصل مع قياداتنا ومدربينا بشكل شبه يومي .. مشيرا إلى أن مجموعة من زملائهم بالفعل عادوا من حجة وصعدة كانوا مرابطين بالحدود مع السعودية بطلب من المخلافي غير أن مجموعة أخرى رفضت العودة وما زالت مرابطة في مواقعها بجبهات الحدود.
هذا التشكيل المسلح القائم في مناطق محور تعز العسكري وسلطات الشرعية، وعلى الرغم من أنه تشكيل مليشاوي من عدم إعتراف قيادة محور تعز به، إلا أن الأخير لم يعلن أي موقف من تشكيل هذه القوة وهذا الحشد الكبير من المقاتلين في نطاق سيطرتهم كشرعية في تعز.
ولم يستبعد مراقبون عسكريون، أن تحركات الإصلاح المدعومة قطرياً هدفها إستكمال السيطرة على مديريات الحجرية وتحديداً المناطق التي تتمركز فيها قوات اللواء 35 مدرع المعروف برفضه لمشاريع الإصلاح في تعز .
واكدت تقارير اخبارية أن التفاهمات القطرية الإيرانية الأخيرة حولت توجهات العمل العسكري للقوات التي تخضع لقيادة الجناح العسكري الإخواني ولم تعد المعارك مع مليشيات الحوثي ذات أولوية لها وإنما تدمير القوات التي لا تنصاع لها وتعتبرها هي العدو الأول.
والهدف الأول من هذه الميليشيات المسلحة إتمام السيطرة على الحجرية بدرجة أساسية للاقتراب من حدود المحافظات الجنوبية التي إستطاعت قوات المجلس الإنتقالي الجنوبي طرد كافة الألوية العسكرية الموالية للإصلاح منها .
ما يؤكد الدعم والتمويل القطري لهذه المليشيات الاخوانية المستحدثة في تعز، هو عرض قناة الجزيرة القطرية مقاطع فيديو لعناصر المعسكر المستحدث "أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين" وهم يؤدون استعراضات وتدريبات عسكرية وشعارات تعاهد المخلافي على السمع والطاعة في حين عرضت مقاطع لتصوير جوي قالت أنها لعملية توافد الجنود وتدشين طابور التمام ، وتم وضع لافتة على أرض المعسكر كُتب عليها: استعراض القوة والتمام على الأفراد العائدين من الحد الجنوبي.. تعز - يفرس.
وأظهر الفيديو اثنان من عناصرهم يقولون أنهم عادوا من الحد الجنوبي استجابة لدعوة قائد المقاومة حمود المخلافي وأنهم جاهزون لأي أوامر.. وحتماً ليس في حسبانهم أمر تحرير تعز بقدر ما تم غزو رؤوسهم بأفكار التنظيم الإخواني.
مصدر عسكري في تعز أكد "أن هذه القوات التي استعرض بها المخلافي في الحقيقة ليست كلها عائدة من الحد الجنوبي السعودي، لكن المخلافي وقيادات الإصلاح العسكرية في تعز أرادوا اللعب على موجة الاستفزاز بإيصال رسالة للرياض مفادها أن الإخوان المسلمين هم الطرف الأقوى والأقدر على تغيير المعادلة في المشهد اليمني متى ما أرادوا.
وأضاف المصدر بأن قيادات الإصلاح العسكرية العليا أرادت إيصال رسالة للسعودية مفادها أنها تملك معسكرات خاصة وان خصمها اللدود "قطر" هي من تدعمها وتأهلها وأنها قادر بهذه القوة أن تهدد السعودية داخل وخارج اليمن، كما أنها أيضا رسالة لحكومة الشرعية لتهديدها بتعطيل اتفاق الرياض ولو باستخدام القوة.
وأراد حزب الإصلاح وقياداته العسكرية المليشاويه إيصال رسالة استفزاز لمملكة الحزم ودول التحالف لا كن الرسالة التي وصلت لليمنيين وجميع الأطراف المحلية والإقليمية والدولية هي أن الإصلاح يملك معسكرات خاصة، وأن لديه في معسكر "حمد" فقط أكثر من 5 آلاف إرهابي يهددون أمن وسلامة اليمن والسعودية والمحيط العربي على حد سواء.