تحليلات
تسمم المطران عطا الله..
تقرير: هل قررت إسرائيل اغتيال المسيحي الوفي لفلسطين؟
المطران عطا الله
يرقد رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، المطران عطا الله حنّا، على سرير الشفاء بعد وصوله العاصمة الأردنية عمّان، قادمًا من فلسطين، ورغم معنوياته المرتفعة، تحيط به المخاوف من تعرضه لعملية اغتيال إسرائيلية "عن طريق السم".
واليوم الإثنين، نقل المطران عطا الله حنا، الذي يحظى بشعبية واسعة في الأراضي الفلسطينية، إلى الأردن للعلاج، بعد الاشتباه بتسميمه من قبل إسرائيل، بعملية لا تزال خيوطها غير واضحة.
بدأت القصة، عندما تعرض المطران حنّا لوعكة صحية بعد تسممه إثر استنشاقه مواد كيماوية، قامت إحدى الشركات برشها بالقرب من منزله، تم على اثرها نقله إلى أحد مستشفيات القدس.
وقال عطا الله إنه استنشق وعدد آخر ممن كانوا برفقته غازات سامة ومواد أخرى لم يتم التعرف على طبيعتها بعد، مشيرًا إلى أنها شلت قدرته على الحركة بداية استنشاقها.
ولد عطا الله حنا في بلدة الرامة عام 1965، ودرس اليونانية في القدس، وأكمل دراساته في اليونان حيث حصل على ماجستير اللاهوت من جامعة تسالونيكي عام 1991.
وبعد عودته للقدس، عين راهبًا في كنيسة القيامة في العام نفسه، وكناشط في الحياة العامة، حصل على دكتوراه فخرية في اللاهوت من المعهد اللاهوتي بجامعة صوفيا في بلغاريا وبعد ذلك على لقب أرشمندريت.
وداخل المستشفى في عمّان، تبذل الفرق الطبية جهودًا كبيرة، في فحص المادة التي استنشقها عطالله فيما قال الطبيب المشرف على حالته إنه من المبكر التيقن بشأن هذه المادة ومعرفة ماهيتها.
وقال الطبيب المشرف في تصريحات لوسائل الإعلام " كما نعلم أن طريقة الاغتيال بالسم تتم بطرق معقدة وخير مثال على ذلك، اغتيال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عن طريق تسميمه وما زالت ظروف ذلك غامضة".
في أوائل 2010 نادى المطران حنا عطا الله بوثيقة تهدف إلى مخاطبة الغرب وخصوصاً الكنائس الغربية من أجل الدفاع عن القدس والقضية الفلسطينية.
ووجه عطا الله وثيقته للغرب بلغات عدة ما أثارت غضب إسرائيل تجاهه.
وناشد المطران عطا الله حنا، مسيحيى العالم كافة، بضرورة التحرك من أجل حماية المقدسات في فلسطين وتحديداً في مدينة القدس لما تمثله من مكانة دينية خاصة لدى الطوائف المسيحية في شتى بقاع العالم.
وقال في الوثيقة أن الإحتلال العسكريّ لفلسطين خطيئة ضد الله والإنسان لا تغتفر إلا بالسلام العادل وتحقيق المساواة.
حنّا يتهم إسرائيل وأعداء الخارج
وفي حديثه أمام وسائل الإعلام، وكان يحيط به عدد من المسؤولين والنواب وممثلي الكنائس في الأردن، قال عطاالله حنّا، إن إسرائيل وأعداء الخارج يريدون استهدافه بسبب مواقفه السياسية المؤيدة للحق الفلسطيني والكنيسة.
ووقف عطا الله في أكثر من مرة ضد تصريحات لرؤساء كنائس متهمين بتسريب عقارات وأراض كنسية لإسرائيل.
وكان موقف عطا الله صارمًا إزاء قضية الوقف الكنسي هذه وظل مدافعًا عن الحق الفلسطيني حيالها، وهاجم بصريح العبارة الذين تواطؤًا وباعوا الكثير من تلك الأملاك المسيحية والإسلامية لليهود.
اعتقال ومضايقات
تعرض المطران عطا الله حنّا، لمضايقات عدة من إسرائيل، طوال السنوات الماضية، وتم اعتقاله مرات عديدة، كان أولّها في كانون الأوّل عام 2001 وتكرّر ذلك لاحقاً.
كما تعرض لتهديدات ومضايقات من بعض الكنسيين، بسبب ثباته على مواقفه وتأييده الصريح للحق الفلسطيني.
في الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006، وقف المطران علناً الى جانب لبنان والى جانب حزب الله اللبناني رغم حجم التهديدات التي تعرض لها من قبل السلطات الإسرائيلية.
وفي الوقت الحالي، يقول المشرفون على حالة المطران الصحية، إنه لا يستطيع النهوض من فراشه ولا السير بشكل طبيعي، فيما يشتبه الأطباء في الأردن بتعرضه للسم، كما أنه يعاني من مشاكل ملموسة في النطق.
وقبل أيام من تعرضه لحادثة التسمم، جدد المطران عطا الله حنا دعوته للكنائس العالمية والعربية لإنقاذ مسيحيي القدس المحتلة وأوقافهم، ومواجهة محاولات الاحتلال للاستيلاء عليها.
واتهم حنّا، إسرائيل بالعمل على تفريغ المدينة المقدسة من مكونها المسيحي، مؤكدا أن حماية الأوقاف المسيحية بالقدس "ليست مهمة المسيحيين وحدهم".