تحليلات

آليات لإسكات صوت المعارضة..

تقرير بريطاني يكشف انتهاكات يواجهها الأساتذة الجامعيون في قطر

جامعة قطرية بعقيدة تركية

واشنطن

عزز تقرير نشرته صحيفة بريطانية إلكترونية حول حقوق الأجانب بدولة قطر ما نشرته في وقت سابق منظمات دولية بشأن انتهاكات جسيمة لحقوق العمال في الدوحة، حيث تجاوزت الانتهاكات العمال لتطال الأساتذة الجامعيين.

ذكر تقرير صحافي أن التعامل مع الأساتذة العاملين في جامعة قطر لا يختلف في بعض الأوجه عن الطريقة التي تتعامل فيها هذه الدولة الصغيرة مع مئات الآلاف من العمال الأجانب الذين يشكلون أغلبية السكان فيها.

وجاء في تقرير كتبه روجر هاردي، الذي عمل محللا لشؤون الشرق الأوسط في هيئة الإذاعة البريطانية لأكثر من عشرين سنة، أن هناك اتهامات حول ارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الأساتذة في أكثر جامعات قطر تميزا حيث يعيش أعضاء الهيئة التدريسية فيها في جو من الخوف يخشون فيه حتى التحدث حول ممارسات تعسفية مطردة.

وفي تقريره الذي نشرته الصحيفة البريطانية الإلكترونية، اوبنديموكراسي، ذكر هاردي أن سيل الشكاوى طفح على السطح في فبراير الماضي من هذه السنة، عندما قدم أستاذ من جامعة قطر استقالته وأرسل رسالة مفتوحة إلى زملائه وطلبته يشير فيها إلى الفساد والمحسوبية في الجامعة، وعلى الخصوص في كلية الآداب والعلوم.


وأضاف الكاتب أن الرسالة التي كتبها الدكتور حيدر بدوي، وهو أميركي من أصول سودانية، وجدت طريقها إلى منصة تويتر، الذي يدمن عليه القطريون.

وذكر هاردي أن أغلب الذين تفاعلوا مع رسالة بدوي على تويتر ساندوا موقفه، مؤكدين على أن الفساد مستوطن على مستوى الجامعة.

وكان بين المسائل التي تطرق إليها الدكتور بدوي في رسالته التي لا تزال على تويتر المعاملة غير المنصفة والقاسية لأعضاء الهيئة التدريسية بسبب شروط التعاقد.

ونقل التقرير عن بدوي في رسالته، إن جامعة قطر “أصبحت مفرخة للضيم! أصبحت مكانا للاعتداء على الحقوق! وفي هذا يمكن أن أروي قصصا كثيرة من الفواجع التي يتحدث بها زملائي في الكلية، من قسمنا ومن أقسام أخرى”.

ويردف بدوي في رسالته أن “مظاهر الظلم في الجامعة أصبحت في ازدياد مستمر في السنوات القليلة الماضية، ليس في القسم فقط، ولا في الكلية فحسب، بل في الجامعة برمتها”.

ومن بين الأمور التي اعترض عليها بدوي كانت الإجراءات التعاقدية التي بموجبها في الإمكان فصل أي أستاذ لأتفه الأسباب.

وأوضح الكاتب أن السلطات الجامعية اتخذت موقفا توافقيا بعد ظهور رسالة بدوي، حيث جرى استدعاؤه في اجتماع مع المسؤولين الذين وعدوه بمعالجة القضايا التي أثارها، ومنها انتقاده لعدم تجديد عقود اثنين من زملائه في قسم الإعلام.

وذكر التقرير أن عميد كلية الآداب والعلوم في حينه، راشد الكواري، الذي كان هدفا لنقد لاذع من قبل حيدر بدوي، عقد اجتماعا مع الهيئة التدريسية لقسم الإعلام، ووعد بأنه سيعيد النظر في قراره بعدم تجديد العقود والنظر في الشكاوى.

وكان الدكتور ليون برخو، الذي يعمل حاليا في جامعة يونشوبنك في السويد، من بين الذين لم يتم تجديد عقودهم. والدكتور برخو وهو عراقي سبق وأن عمل مراسلا لوكالة رويترز ووكالة أسوشتتبرس.

وبين التقرير أن السلطات في الجامعة انتقمت من بدوي بعد مضي شهرين تقريبا على نشره لرسالته، حيث جرى فصله من العمل وبأثر فوري، وأغلق حسابه البريدي، ووقع منعه من الدخول إلى الحرم الجامعي أو التدريس وحتى التواصل مع طلبته.

وأفاد الكاتب أن الطلبة والأساتذة صعقوا عند مشاهدتهم أن السلطات قد نشرت آليات الشرطة بالقرب من قسم الإعلام في محاولة على ما يبدو لمنع بدوي من التواجد في الحرم الجامعي وثني أي معارضة قد يثيرها قرار فصله. وعند مشاهدتهم لآليات الشرطة، أخلى الأساتذة البناية من الخوف، حسب ما جاء في التقرير.


وقال التقرير إن قضية بدوي ليست منفردة، حيث ينقل عن برخو وصفه للأشهر الستة الأخيرة من تواجده في جامعة قطر بـ“المرعبة”، وقال “لم أشعر بخوف مثل هذا في حياتي. كانوا يعتقدون أنني خلف النقد الذي وجهه لهم بدوي. قال لي العميد إنني سأدفع ثمنا غاليا لأن بدوي خصني بفقرة يدافع فيها عني، ولأنني لم أذهب إليه للتبرؤ من النقد الذي وجهه إلى إدارتها”.

ويقول برخو في التقرير إنه التقى العميد ثلاث مرات وأكد في كل لقاء أن لا ناقة ولا جمل له مع موجة النقد للجامعة على منصة تويتر، بيد أن العميد أصر على إلقاء اللائمة عليه، مضيفا أن المسؤولين في الجامعة حولوا حياته “إلى جحيم” في ما تبقى من الوقت إلى حين انتهاء الفصل الدراسي. وعند عودته للسويد كتب رسالة وداع وعتاب إلى أعضاء الهيئة التدريسية شارحا فيها بعض الشؤون التي تخص قضيته.

ووجدت رسالة برخو طريقها إلى تويتر، وأحدثت موجة من التعليقات كلها تنتقد الجامعة، حيث جرت إعادة تغريدها أكثر من مئة مرة، ما حدا بالمسؤولين في الجامعة لإغلاق حسابه البريدي ورفع أي أثر لرسالته.


ويقول إنه بغض النظر عن المرتبات والمنافع والامتيازات فإنه يجري التعامل مع أعضاء الهيئة التدريسية في بعض الأوجه مثل التعامل مع مئات الآلاف من العمال الأجانب الذين يشكلون أغلبية السكان في هذه الدولة الصغيرة.

ويذكر التقرير أن أغلب أعضاء الهيئة التدريسية من العرب القادمين من دول أخرى في الشرق الأوسط أو يعيشون في الغرب، مضيفا أنه بالنسبة لكثير من هؤلاء فإن فرصة العمل في جامعة قطر تمثل فرصة حياة، حيث تبلغ المرتبات لحاملي لقب الأستاذية حوالي 10 آلاف دولار في الشهر.

ولكن لا يمضي وقت طويل حتى يكتشفوا أن أبسط أنواع المعارضة أو الخلاف مع المسؤولين الكبار في الجامعة -وكلهم قطريون- سيؤدي إلى فصلهم، وفق التقرير.

ويقول برخو إن جوّا من عدم الاستقرار والقلق يسود الوسط الأكاديمي وهناك شعور بأن الكل مراقب، وأن التعيينات وتجديد العقود يكتنفهما الكثير من الغموض والمحسوبية والتسيس لمواءمة التوجهات السياسية للبلد.

ووفقا للتقرير فإن الشكاوى لا تأتي من أعضاء الهيئة التدريسية من الأجانب فحسب، بل هناك عدم رضى واسع حول الأوضاع في الجامعة في صفوف الأساتذة والطلبة من القطريين.

وينقل التقرير عن برخو قوله إن أغلب زملائه من العرب أوقفوا تواصلهم معه بعد توجيهه رسالته لهم، إلا أنه تلقى الكثير من الدعم من أعضاء الهيئة التدريسية والطلبة من القطريين من خلال الرسائل النصية أو الهاتف أو البريد الإلكتروني.

ويعتقد برخو أن جامعة قطر قد أفلحت في وضع غطاء على هذه التجاوزات كي لا تظهر للعيان، واصفا جامعة قطر بمثابة “مجتمع تحيطه السرية ويترعرع من خلال الرواتب والمخصصات والعطايا المجزية، وليس من خلال الصرامة الأكاديمية”.

وقال الكاتب عرفان نظام الدين في مقاله نشرتها "العين الإخبارية"

أردوغان من "صفر مشاكل" إلى صفر سياسة

في التاريخ القديم دروس كثيرة عن حكام ورثوا أمجاداً وثروات وقيما، أضاعوها بسبب الطمع والغرور، وعن سياسات جلبت الويلات على الشعوب والدول بعد أن كانت تعيش حياة الرخاء والسلام والمحبة.

أما في التاريخ الحديث فهناك أمثلة كثيرة تمثل هذه الحالة الشاذة لكنها أكثرها وضوحاً وسوءاً تلك التجربة التي تعيشها تركيا في عهد الرئيس رجب طيب أردوغان؛ نظراً لأضرارها الفادحة على الشعب التركي، وامتداد أخطارها إلى دول الجوار أولاً والمنطقة بأسرها ثانيا، فقد وصل أردوغان إلى الحكم حاملاً آمالاً كبيرة على مختلف الأصعدة في دولة كبرى لها نفوذ، وتملك قوة عسكرية وبشرية وثروات وطبيعة ساحرة، وبدأ عمله بدعم شعبي سهّل مهمته في تحقيق إنجازات كبيرة على الصعيد الاقتصادي والمالي والسياحي، بدعم من الدول العربية ولاسيما المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ودول الخليج، ودول عربية أخرى بينها سوريا.

بلغ العداء ذروته بالتدخل السافر في ليبيا، وأخْذ طرف بالحرب الناشبة فيها، أما الشعار الفلسطيني فقد تهاوى لعدة أسباب؛ من بينها إعادة العلاقات الودية مع إسرائيل، وتبادل الوقود والمشاركة في تقسيم الصف الفلسطيني بدعم حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة.

كانت البداية مبشرة بالخير وسط الوعود البراقة التي أطلقها وأعلنها للملأ أنه سيعمل على تعزيز قوة تركيا والتخلص من الأعباء، وصولاً إلى ما أطلق عليه وصف "صفر مشاكل"، وحمل أردوغان راية فلسطين مرفقا بحملة إعلامية تروج له وتشيد باعتدال نهجه الإسلامي على رأس حزبه الحاكم (العدالة والتنمية).

واكتملت المسرحية عندما استغل أردوغان فرصة وجوده على منصة واحدة مع رئيس وزراء إسرائيل شمعون بيريز ليطلق تصريحات شعبوية بانفعال شديد جذب الجماهير العربية التي صفقت له ودعت للامتثال به في تعامله مع الكيان الصهيوني.

وكانت تركيا دولة فاعلة كعضو في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وتقيم علاقات وثيقة مع دول العالم ولاسيما الولايات المتحدة، وبالفعل صفق الأتراك لأردوغان وفرح العرب به، وبدأ الغرب يروج لطرحه لدرجة أن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما قدم خلال زيارته الشهيرة لمصر في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك صيغة كانت تعمل عليها الولايات المتحدة لتطبيقها في الدول العربية، على أساس إقامة نظام علماني وحكومة إسلامية معتدلة بزعم قدرتها على مواجهة التطرف والإرهاب، ودارت الأيام واختلطت الأوراق "وذاب الثلج وبان المرج " وسقط القناع عن وجه أردوغان وسياسته ما أدى إلى تحول نظرية "صفر مشاكل" إلى صفر سياسة على مختلف الأصعدة، وبدأت الأزمات والمشاكل تتراكم لتنقلب الآية ويضيّع الرئيس التركي كل ما تحقق بعد أن ضربه الغرور وراح يبحث عن المجد بإحياء الإمبراطورية العثمانية أو ما يسمى بالخلافة الإسلامية بعد تحويل النظام من جمهوري برلماني إلى رئاسي يكون هو فيه الحاكم الأوحد.

ويوماً بعد يوم بدأت الاحلام تتهاوى وتظهر على السطح دلائل الارتباك والضعف، وبدأ الحلفاء والشركاء يبتعدون عنه الواحد تلو الآخر، وكان آخرهم أحمد داود أوغلو رئيس الوزراء ووزير الخارجية السابق والمنظر لسياسته وحامل شعار "صفر مشاكل".

وتلقى الرئيس التركي عدة صفعات بدأت بمحاولة الانقلاب التي اتهم بتدبيرها الداعية الإسلامي غولين المقيم في الولايات المتحدة وكاد الهيكل ان يتداعى لولا تمكنه من قمعه واعتقال وقتل عشرات الآلاف من الضباط والجنود والسياسيين وكبار الموظفين، وتبع ذلك اشتعال الحرب مع الأكراد والسيطرة على مناطق سورية. وجاءت صفقة الانتخابات المحلية عند فوز مرشح المعارضة عن بلدية إسطنبول إمام أوغلو لتفقده توازنه عندها فشل بإلغاء النتائج وأكمل بالدعوة لانتخابات مبكرة.

وهكذا تراكمت المشاكل، فالاقتصاد بدأ يتجه نحو انهيار، والليرة التركية تفقد قيمتها والمعارضة تكثف نشاطها وأوغلو شكّل حزبا معارضاً "المستقبل" لينافسه في الانتخابات وتوترت العلاقات مع اوروبا بعد أن كان يسعى للانضمام للاتحاد الأوروبي، وساءت العلاقات مع الحليفة الكبرى الولايات المتحدة لدرجة العداء، حاول تعويضها بإقامة علاقات غير ثابتة مع روسيا وإيران، وتهاوى بنيان الحلم بالسيطرة على الدول العربية بشعارات إسلامية تبين زيفها بعد دعمه للمنظمات المتطرفة والإخوان المسلمين، ما أدى إلى توتر علاقات تركيا مع الدول العربية على مراحل، وسوريا بسبب دعمه للمعارضة والمتطرفين بالذات، ومصر بسبب دعمه لنظام الإخوان المسلمين وتعامله مع المعارضة ضد النظام المصري، وساءت العلاقة مع دول الخليج باستثناء قطر.

وبلغ العداء ذروته بالتدخل السافر في ليبيا وأخذ طرف بالحرب الناشبة فيها. أما الشعار الفلسطيني فقد تهاوى لعدة أسباب؛ من بينها إعادة العلاقات الودية مع إسرائيل، وتبادل الوقود، والمشاركة في تقسيم الصف الفلسطيني بدعم حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، بدلاً من سعيه لإجراء المصالحة الفلسطينية وتوحيد الصفوف لمواجهة إسرائيل.

ضاعت الأحلام، وتلاشت آمال العرب بعلاقات أخوية مع الجارة تركيا، وانكشفت حقيقة المطامع في الأراضي العربية ولاسيما سوريا والعراق، وهي قديمة أكدها لي الرئيس التركي الأسبق تورغوت أوزال في مقابلة أجريتها معه عندما قال: إن حلب السورية والموصل العراقية وجوارهما أرض تركية سلبت منها ظلماً، وهذا ما يحاول أردوغان تحقيقه هذه الأيام، وتحول الصفر إلى رقم واحد مرفقا بعشرات الأصفار تحت الصفر

خلف الأبواب المغلقة: كيف رفضت واشنطن "حياد أوكرانيا" وفضلت مسار الحرب؟


انفجار تعز وفضّ الاعتصام: كيف استُخدم الأمن لإسكات مطالب العدالة؟


اليمن.. تفجير إرهابي وسط تعز يوقع ثمانية ضحايا مدنيين بينهم طفل


أرشيف سويسري سري: واشنطن سعت لصناعة «قوة ثالثة» في الجزائر قبيل الاستقلال