تقارير وتحليلات

بعد تصفية الريمي..

تقرير: محاربة الجواسيس أولى مهام باطرفي في جزيرة العرب

الأمير الجديد لتنظيم القاعدة بجزيرة العرب خالد باطرفي

وكالات

"هدم الجاسوسية" والقضاء على عناصرها هي أولى مهام "خالد باطرفي"، الأمير الجديد لتنظيم القاعدة بجزيرة العرب، بعد أن تسللت عناصر داخل تنظيمه لتجسس عليه لصالح دول عربية وتنظيمات أخرى، مثل تنظيم «داعش» الإرهابي، ما جعل تصفية هؤلاء على رأس اهتمامات زعيم التنظيم.

حرب الجواسيس

وبعد مرور يومين من تولي «باطرفي»، كشف إصدار مرئي بثته مؤسسة «الملاحم» التابعة لـ«القاعدة»، باللغتين العربية والإنجليزية بعنوان: «هدم الجاسوسية»، مدته 63 دقيقة، ضمن سلسلة «أفلا يتوبون إلى الله»؛ عن أسماء واعترافات لعدد من هؤلاء الجواسيس، ولقطات لتنفيذ حكم الإعدام قتلًا بالرصاص لعدد منهم، ليرهب من تكرار هذه المحاولات لاختراق التنظيم والتجسس عليه.

وتضمن الإصدار المذكور لقطات لاعترافات بعض الجواسيس دون الإفصاح عن هويتهم، ودون تنفيذ أي أحكام ضدهم، كنوع من الترغيب لأقرانهم للاعتراف مقابل العفو.

 

معاناة قديمة

مشكلة الجاسوسية في تنظيم القاعدة ليست بحديثة العهد بهم، ففي يونيو 2014 أعلن عن قتل أربعة جواسيس بعد أن اعترفوا بزرع أجهزة تعقب بالسيارات؛ لتمكن طائرات أمريكا من استهدافها، فقبل ذلك بشهرين تمكنت الطائرات من استهداف 60 من أعضاء التنظيم.

وفي أواخر 2018 ويناير 2019، نشر التنظيم فيديوهين طويلين بعنوان هدم الجاسوسية أيضًا، والعقوبات المشددة التي تقع عليهم وقتل التنظيم أعضائه بوحشية.

 

مرحلة الانهيار

علقت  إليزابيث كانديل باحثة في الدراسات العربية والإسلامية في كلية بيمبروك بجامعة أوكسفورد في تدوينة لها على تويتر، أن الباطرفي يدرك أن الجواسيس الداخليين لايزالون يمثلون مشكلة كبيرة، وقد أظهر التعاطف والإرادة الحديدية، والعفو الكامل وعدم الكشف عن هوية الجواسيس الذين يستسلمون له.

كما أشارت في ورقة بحثية لها بعنوان «انقسام التنظيم وقدرته على الاستمرار»، نشر في فبراير 2020 بمعهد واشنطن، إلى أن التنظيم يمر بأسوأ مراحل ضعفه، عبر عقد من الزمان، كجماعة متماسكة لها أيدلوجيتها الدينية،  فبعد أن كان في ذروة قوته بين عامي 2015 و2016، يمتلك ميناء المكلا الشرقي، أصبح الآن يقاتل من أجل رقعة صغيرة  بين قمم التلال الوعرة شمال غرب «البيضاء»، كما أن التنظيم- خلال عام ونصف مضت- تشتت انتباهه من خلال جماعة «داعش في البيضاء»، الأمر الذي أثر مؤخرًا على عدد العمليات التي يعلن التنظيم عن مسؤوليته بتنفيذها، بجانب وجود استمالات من ميليشيات مختلفة في الجنوب للمنشقين عن «قاعدة جزيرة العرب» لتجنيدهم.

وأضافت، أن الغارات للطائرات بدون طيار الأمريكية المتتابعة، أوهمت التنظيم بأن جواسيس بين صفوفه؛ ما شل حركته وأثر على العديد من قوات اتصالاته، وجعله مهووسًا بحرب بالجاسوسية إذ بث منذ 2014 عشرة مقاطع فيديو حول «هدم الجاسوسية»، الأمر الذي جعل المؤيدين على منتدياتهم الخاصة يتشككون في الخليفة السباق نفسه «الريمي» بأنه مخبر؛ لأنه لايزال على قيد الحياة طوال هذه المدة رغم الغارات الأمريكية  المتكررة؛ ما أسهم في تجزئة وضعف الجماعة بشكل أكبر.

يذكر أن «باطرفي» تولى منصبه خلفًا لقاسم الريمي، الذي أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقتله في السابع من فبراير 2020م.

مليشيات جديدة تزيد من تعقيد الأزمة في شرق السودان.. هل تتجه الخرطوم نحو حرب أهلية؟


موسم الرياض يتجاوز الخطوط الحمراء.. مجسم الكعبة يثير غضب المسلمين


هل يشير اجتماع ماسك ومندوب إيران إلى تحولات في سياسة ترمب تجاه طهران؟


من صنعاء إلى البحر الأحمر: الحوثيون يختبرون سياسات ترامب الخارجية.. ما المتوقع؟