تقارير وتحليلات
إرهاق المواطن بفرض جبايات مالية متنوعة..
تقرير: جرائم الإخوان.. تستمرّ بتعز ومأرب وشبوة وسط صمت دولي
اليمن
تمارس جماعة الإخوان المسلمين في اليمن أبشع الانتهاكات بحقّ معارضيها في مناطق سيطرتها.
ورصدت منظمات حقوقية تصاعد حدّة الانتهاكات في محافظة شبوة، بعد اجتياحها من قوات حزب الإصلاح، فرع جماعة الإخوان في اليمن، وشروع الحزب في تطبيق منهج القمع وترهيب الخصوم وإدارة المناطق بقبضة أمنية، وفق ما نقلت صحيفة "العرب" اللندنية.
وتنوّعت الجرائم التي ارتكبتها ميليشيات الإخوان في شبوة بين قتل المتظاهرين بدم بارد وشن حملات اعتقال واسعة ونهب الممتلكات العامّة والخاصة، وصولاً إلى تجريف مؤسسات الدولة والإقالة التعسفية للموظفين المنتمين إلى تيارات سياسية أخرى واستبدالهم بعناصر موالية.
ووفق شهود عيان؛ فقد شهدت محافظة شبوة، في جنوب شرق اليمن، حالة من الانفلات الأمني وعودة العناصر المنتمية إلى تنظيم القاعدة، في أعقاب اجتياح المحافظة من قبل جماعة الإخوان ومغادرة النخبة الشبوانية التي استطاعت تحجيم نشاط القاعدة في شبوة خلال الفترة الماضية.
منظمات حقوقية ترصد تصاعد حدّة الانتهاكات في محافظة شبوة بعد اجتياحها من قوات حزب الإصلاح
كما رصد ناشطون حقوقيون في عدد من المحافظات اليمنية التي يسيطر عليها حزب الإصلاح، تكرار ذات الأساليب في إدارة تلك المناطق المحرّرة، وتغوّل الإخوان سياسياً وعسكرياً، وتضييق الخناق على المكونات السياسية الأخرى.
ورأى مراقبون للشأن اليمني؛ أنّ سلوك إخوان اليمن في إدارة بعض المحافظات اليمنية يعيد إلى الأذهان طريقة إدارة الحوثيين للمناطق الخاضعة لسيطرتهم؛ حيث تتشابه الوسائل والأدوات والأهداف السياسية والأجندات التي يستخدمونها.
ووفق مصادر مطلعة؛ يعمد الإخوان إلى إرهاق المواطنين من خلال فرض جبايات مالية متنوعة عليهم، بهدف تمويل أنشطتهم العسكرية والسياسية والإعلامية، حيث تنتشر نقاط جمع الإتاوات غير القانونية على الشاحنات في الطريق الرابط بين الجوف ومأرب.
الإخوان المسلمون يقتلون المتظاهرين بدم بارد ويشنون حملات اعتقال واسعة ونهب الممتلكات العامّة والخاصة
وتحدثت تقارير إعلامية وحقوقية عن تعرض صحفيين وناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي للخطف والإخفاء أو الملاحقات والقضايا الكيدية في مأرب نتيجة انتقادهم أداء المؤسسات الأمنية في المحافظة أو قيادات تابعة للاصلاح، أو الإشارة إلى قضايا فساد مالي وإداري وتغول سياسي.
وتشير التقارير إلى انتشار السجون السرية التي لا تتبع وزارة الداخلية في محافظات تعز ومأرب وشبوة؛ إذ يتمّ الإشراف على تلك السجون من قبل عناصر أمنية في الجهاز السري لجماعة الإخوان أو قيادات قبلية وأمنية نافذة، كما تعرّض معتقلون سابقون للتعذيب وسوء المعاملة في تلك السجون، الأمر الذي تسبّب في وفاة بعضهم، وفق تقارير حقوقية وإعلامية.
انتشار السجون السرية التابعة لحزب الإصلاح الأخواني في محافظات تعز ومأرب وشبوة
ويقول مراقبون؛ إنّ ما يصل إلى وسائل الإعلام ويتم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي حول الممارسات والانتهاكات التي يمارسها إخوان اليمن في مناطق سيطرتهم، هو أقل بكثير من الممارسات على الأرض؛ حيث يتم إخفاء أغلب القضايا وحجبها عن وسائل الإعلام.
يذكر أنّ محافظة تعز تقع في جنوب غرب اليمن، وتتربع على رأس قائمة الانتهاكات الإخوانية بحقّ معارضين سياسيين؛ حيث تنتشر الفصائل والجماعات المسلحة التي تدار من قبل الجهاز الأمني للإخوان، الذي يقوم بتنفيذ عمليات اغتيال وتصفية للمعارضين لمشروع الإخوان أو القادة العسكريين الذين يعيقون برنامج إحكام السيطرة على محافظة تعز من قبل التنظيم.
جرائم إخوان اليمن تعيد إلى الأذهان طريقة إدارة الحوثيين للمناطق الخاضعة لسيطرتهم
وشهدت تعز موجة من عمليات النهب المنظمة، التي تقوم بها عناصر تابعة للإخوان، تعمل على إرهاب المدنيين ونهب الممتلكات العامة والخاصة، وفرض جبايات وممارسة وأعمال الترهيب في داخل الأحياء السكنية.
هذا وقد كشفت "العرب"، في تقارير سابقة، تورط قيادات إخوانية بارزة في عمليات بيع الطاقة الكهربائية وتعطيل الشبكة الحكومية من أجل الأموال، وكذلك فرض الجبايات على الأسواق من خلال إطلاق التشكيلات العصابية المسلّحة التي تتبع القيادات الإخوانية النافذة في تعز.