تقارير وتحليلات
مثيرة للجدل..
ماهي العلاقة التي تربط رئيس تنظيم إخوان اليمن مع تركيا؟
بالتزامن مع الذكرى الخامسة لانطلاق عاصفة الحزم في اليمن، لتحريرها من براثن الحوثيين، يثير رئيس حزب الإصلاح اليمني محمد اليدومي، حالةً من الجدل بسبب طبيعة ارتباطه بالتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين المصنَّف في عدة بلدان عربية باعتباره تنظيمًا إرهابيًّا، وهو الضابط السابق المتهم في قضايا تعذيب عديدة، حسب شهادات مواطنين يمنيين وثَّقتها منظمات حقوقية.
ويواصل رئيس حزب الإصلاح اليمني اتباع نهج الإخوان في التعامل بالمبدأ الميكافيللي (الغاية تبرر الوسيلة)، وهو ما يظهر واضحًا في المواقف المتناقضة التي يتخذها؛ خصوصًا منذ 2011 بعد سقوط نظام الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح، ومحاولة استغلال جميع الفرص لتحقيق أهداف الحزب بالوصول إلى السلطة وجمع المبالغ المالية؛ بما يحقق مصالح الحزب المحسوب فكريًّا وتنظيميًّا على جماعة الإخوان المسلمين.
اتخذ اليدومي، رئيس الحزب الذي تأسَّس بعد الوحدة اليمنية، مواقف متناقضة حتى من التحالف العربي؛ فالرجل الذي تودَّد إلى الحوثيين هو نفسه الذي أشاد بدور التحالف العربي من قبل في حفظ استقرار اليمن. ورغم منحه أكثر من فرصة لإظهار جدية تصريحاته في فك ارتباط الحزب بجماعة الإخوان الإرهابية وتغليب مصالح اليمن واليمنيين؛ فإن هذا الفك العلني للارتباط لم يكن سوى جزء من مخطط مناورة استراتيجية لتحقيق أكبر مكاسب ممكنة.
ولا يزال الغموض يحيط بمصير اليدومي بعد معلومات تحدَّثت، خلال الأيام الأخيرة، عن توقيفه في السعودية خلال محاولته الهرب إلى تركيا سرًّا؛ وهي معلومات تناقلتها الصحافة الأجنبية، بينما لم يخرج نفي أو تأكيد حتى الآن بشكل حاسم من الحزب أو المقربين منه في اليمن.
خلط أوراق
يقول وضاح بن عطية، عضو الجمعية الوطنية الجنوبية، لـ”كيوبوست”: “إن اليدومي كان من ضباط الاستخبارات، وكان يُشرف عليهم غالب القمش، أحد القيادات التابعة لعلي محسن الأحمر”، مشيرًا إلى أن “اليدومي على علاقة بالأفغان العرب الذين عادوا من أفغانستان بعد مؤتمر كابول باتفاق مع سلطات صنعاء؛ بهدف تحرير ما سمّوه جنوب اليمن من النظام الشيوعي”.
وأضاف ابن عطية أن اليدومي يتحرك في إطار إحكام سرية العلاقة بين التنظيمات الإرهابية في اليمن وحزب الإصلاح، ومَن يتابع عمليات الاغتيال في اليمن التي استهدفت غالبيتها الكوادر الجنوبية سيدرك أولًا عدم وجود أية عملية اغتيال لأعضاء حزب الإصلاح، وثانيًا سيلاحظ أن الاغتيالات تطول خصوم حزب الإصلاح بشكل ممنهج.
وأكد عضو الجمعية الوطنية الجنوبية أن اليدومي ترك الرئيس هادي محاصرًا في صنعاء بعد سيطرة الحوثيين عليها، وذهب إلى كهف مران للتحاور مع عبدالملك الحوثي، وبعد ذلك اللقاء اختفى مقاتلو حزب الإصلاح، وعقب إعلان عاصفة الحزم ظل اليدومي يبتز التحالف مقابل إعلان تأييد الحزب للعاصفة، وبعد إعلان موقف “الإصلاح” رحل الآلاف من أتباع الحزب إلى السعودية؛ للسيطرة على مفاصل الشرعية.
وأشار ابن عطية إلى أنه بعد عام من إعلان عاصفة الحزم قسَّم اليدومي حزب الإصلاح إلى قسمَين: قسم غادر إلى قطر وتركيا؛ لمهاجمة التحالف، وقسم بقي في الرياض يستحوذ على الشرعية ويمزِّق التحالف ويخلط الأوراق على الأرض.
مواقف متذبذبة
الدكتور صدام عبدالله، الأستاذ بجامعة عدن، يقول في تعليق لـ”كيوبوست”: “إن اليدومي ليس له دور شخصي، وإنما دوره مستمد من دور تنظيم الإخوان التابع له؛ باعتباره قياديًّا في حزب الإصلاح المعروف بأن ليس لديه مواقف ثابتة حول أية قضية وطنية؛ لكون ولائه وتبعيته لقوى خارجية تحركه وقتما تشاء.. وبالتالي أية رؤية أو موقف لهذه الشخصيات ما هي إلا انعكاسات لتلك القوى وليست رغبة وطنية”.
وأضاف عبدالله أن المتتبع لمواقف حزب الإصلاح يجدها متذبذبة منذ بداية الأزمة في ٢٠١١، وقيامه بخذل الشباب الطامح للتغيير والالتفاف على مطالبهم، ثم الغدر بهم، وفي الوقت نفسه تأييد الحزب للحوثي في البداية، وذهاب وفد برئاسة اليدومي إلى صعدة للقاء عبدالملك الحوثي، وتقديم الطاعة له، معتبرًا أن الهدنة التي أُبرمت بين الإخوان والحوثيين هدفت إلى استنزاف التحالف العربي وقدراته بشكل كبير.
وأكد الأستاذ بجامعة عدن أن ولاء اليدومي لتركيا بالأساس؛ لكونها الحاضنة الأساسية للإخوان، وهي المحرك الرئيسي لتنظيم الإخوان في مختلف الدول العربية؛ بسبب أطماعها التوسعية، مشيرًا إلى أن الإخوان منذ توجيه دعوة الحوار في السعودية وهم رافضون المبدأ من الأساس، وبالتالي كان واضحًا الرفض غير المباشر لاتفاق الرياض ومخرجاته، وأوعزت الجماعة إلى خلاياها كافة في الداخل؛ لتعطيل بنود الاتفاق كاملةً ورفضها التنفيذ، ومحاربة أي طرف يسعى لمحاولة تطبيق الاتفاق.
وشدد عبدالله على أن المتابع الحصيف للأحداث خلال الأشهر الماضية يمكنه رصد حجم الحملات التحريضية التي تبنتها قيادات الإخوان على التحالف العربي، حتى وصلت الحال بها إلى اتهام رئيس الوزراء الحالي بالخيانة، وغيرها من الاتهامات التي يرون أنها تخدم مصالحهم.
تبادل أدوار
المحلل السياسي اليمني أنيس شرفي، يقول في تعليق لـ”كيوبوست”: “إن اليدومي هو صانع السياسات في حزب الإصلاح الإخواني، وهو أحد أبرز الشخصيات التي توزِّع الأدوار بين قيادات الحزب، وإن كان ممن يظهر الولاء للتحالف العربي؛ لا سيما المملكة العربية السعودية”، مشيرًا إلى أنه يقوم بتوزيع الأدوار بين قيادات الحزب؛ ليكونوا موجودين في الدوحة وأنقرة والرياض؛ بل وقد يصل الأمر به إلى التواصل مع إيران؛ من أجل تحقيق ما يريده.
-المصدر موقع كيو بوست