تقارير وتحليلات
صفحاتها ناصعة تذكّر بالمواقف الخالدة للسعودية والإمارات..
صحيفة خليجية: «عاصفة الحزم» عملية إنسانية شاملة لخلاص اليمن
عندما تحل ذكرى «عاصفة الحزم» التي أطلقها التحالف العربي بقيادة السعودية، ومشاركة فاعلة من دولة الإمارات العربية المتحدة، تحضر إلى الذاكرة صفحات خالدة من التضحية، والفداء، ونكران الذات، والنفرة إلى مساندة الشقيق، ودعمه. ولم تكن «العاصفة» موجهة لتحرير اليمن من الانقلاب الحوثي، وحسب، بل وكان من أهدافها ضرب التنظيمات الإرهابية مثل «القاعدة»، و«داعش»، خصوصاً في المحافظات الجنوبية، حيث لعبت القوات الإماراتية دوراً كبيراً في تلك العمليات. كما كانت «عاصفة الحزم» مهمة إنسانية شاملة لم تقتصر على الجانب العسكري فحسب، بل ظلت رسائلها وأهدافها السامية باقية إلى اليوم، بفعل الانسجام والتلاحم بين مواقف الإمارات والسعودية حيال اليمن، وقضايا المنطقة.
بعد خمسة أعوام من انطلاق «عاصفة الحزم»، وحتى الآن، تبدو الصورة مختلفة جداً، عما كانت عليه آنذاك، إثر انقلاب ميليشيات الحوثي، وما لحق ذلك الحدث المشؤوم في سبتمبر/ أيلول 2014 من تجريف للدولة ومؤسساتها، وسطو مسلح على إرادة الشعب اليمني الذي ثار على نظام الرئيس الراحل علي عبدالله صالح. ومع تمدد الميليشيات في المحافظات، لم يكن أمام الرئيس ، عبدربه منصور هادي، سوى الاستنجاد بالأشقاء العرب، وفي مقدمتهم السعودية، والإمارات ، ليعلن عقب خروجه من عدن، عن «عاصفة الحزم» التي تَشكل بموجبها حلف عسكري عربي غير مسبوق لدعم الشرعية في اليمن.
سقوط الوهم
كان الحوثيون، يعتقدون أنهم سيطروا على اليمن، وشعبه، ولكن ذلك الوهم سرعان ما سقط، ومعه غرورهم الملحوظ بأنه لا يمكن ردع تمددهم في كل أنحاء اليمن، وادارة البلد في فلكهم الطائفي، ليتغير المشهد كلياً، بعد أشهر قليلة، من بدء «عاصفة الحزم»، التي تلتها عملية «إعادة الأمل» في إبريل/ نيسان 2015.
في البدء، تولت «عاصفة الحزم» ضرب الطيران الحربي والدفاع الجوي والصاروخي اليمني، الذي صار حينها في قبضة الانقلابيين، وبعدها أصبحت السيادة الجوية لطيران التحالف. وقد كان آخر طلوع حربي للانقلابيين بضرب قصر الرئاسة في معاشيق، بعدن، التي اعلنها الرئيس هادي عاصمة مؤقتة للبلاد.
وبجدارة، وضعت «عاصفة الحزم» وبقدرتها، وبالقوة، حداً لأحلام الحوثيين، وشكلت القدرة الجوية للتحالف العربي السلاح الأمضى لهذه القوة، وما زالت،غير أن اللافت أن «عاصفة الحزم» اقترنت بعملية «إعادة الأمل» منذ بدايتها، وشملت العون الإنساني، والإغاثي، لليمنيين ومنهم النازحون (جراء تعاظم جرائم ميليشيات الحوثي)، الأمر القائم حتى الآن بأذرع إنسانية، قامت بدور غير معهود، تمثل في ما قدمه الهلال الأحمر الاماراتي، ومركز سلمان للإغاثة الإنسانية.
واقع جديد
ومنذ تحرير المناطق الجنوبية ، بدءاً من عدن، بإسناد عسكري من القوات المسلحة الإماراتية في يوليو/ تموز 2015، وما تلاه من تحرير مناطق واسعة في الساحل الغربي لليمن، ومنها مضيق باب المندب، بدعم وإسناد شامل من الطيران وقوات التحالف العربي، ومن ثم توالي تحرير مناطق أخرى في المحافظات الجنوبية، وأبرزها بيحان في محافظة شبوة، فُرض واقع جديد في اليمن. وكانت جماعة الحوثي تراهن بفرض طابعها العقائدي والمذهبي على مظاهر الحياة العامة في صنعاء، والمحافظات الأخرى ، ومع أن بعض المناطق دانت لهذا الفرض بسبب الطغيان، والترهيب، والترغيب، أحياناً، من دون قناعة، فما زالت حالة الرفض الشعبي لهذا المشروع قائمة.
وما زالت «عاصفة الحزم»، وشقيقتها، «إعادة الأمل»، في مساريهما العسكري، والإنساني الإغاثي، عنواناً لمسيرة لم تتوقف، وستستمر بتوجهها نحو السلام، وإيقاف الحرب، وهو ما أكدته خطوات عملية، ومواقف السعودية، و الإمارات ، وتجسد ذلك في الانخراط في جولات المباحثات بين الحكومة اليمنية الشرعية وجماعة الحوثي ، في جنيف، والكويت، والسويد.
وعندما يتكرر الحديث عن جهود نحو السلام، والضغط الدولي استجابة لدعوة الأمم المتحدة والتوجه لمكافحة كورونا، لا يعني أن الاستمرار في «عاصفة الحزم»، و«إعادة الامل» رفضاً لهذا التوجه، خاصة أن جماعة الحوثي ترسل رسائل متناقضة ومتضاربة حيال ذلك، ما يعني أن سلوكاً جاداً وحاسماً تجاه جماعة عدوانية كالحوثي، أمر مسلم به، حتى تنجلي كارثة الحوثي، وكورونا.
حزم ضد الإرهاب
وتزامناً مع عمليات التحالف ضد الانقلاب الحوثي، تولت دولة الإمارات ، ممثلة بفي قواتها المسلحة وأذرعها الإنسانية، وفي مقدمتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، خلال سنوات 2016 حتى 2018، تحرير مدينة المكلا، ومناطق ومدن ساحل محافظة حضرموت، ومحافظة شبوة، شرقي اليمن، من قبضة التنظيمات والجماعات الإرهابية ممثلة في تنظيمي «القاعدة»، و«داعش»، وتطبيع الحياة العامة من خلال توزيع المساعدات المختلفة، وتنفيذ المشاريع الخدمية، والتنموية.
وأطاحت العمليات العسكرية التي قادتها وأشرفت عليها قوات التحالف العربي، ونفذتها قوات يمنية، بأحلام وأجندة مشاريع الوهم الطامحة إلى تأسيس «دولتها» الإرهابية، وبالتالي خلّصت حضرموت وشبوة من كابوس الإرهاب والإرهابيين إلى غير رجعة، لينعم سكانها بحياة آمنة، ومستقرة. وتكللت العمليات العسكرية مجتمعة «القبضة الحديدية»، و«الرمح الذهبي»، و«الفيصل»، و«السيف الحاسم»بالنجاح في إعلان خلو المكلا وساحل حضرموت وعزان، والصعيد، والمصينعة عدن، ولحج، وأبين من التنظيمات الإرهابية.
كما سارعت دولة الإمارات، ضمن قوات التحالف، إلى مد يد العون والمساعدة لمختلف سكان المناطق والمدن المحررة من التنظيمات الإرهابية في محافظات حضرموت، وشبوة، وأبين، وغيرها، من خلال وصول الفرق الإنسانية التابعة لهيئة الهلال الإماراتي إلى تلك المناطق والمدن وتوزيع عشرات الآلاف من السلال الغذائية والمساعدات الإيوائية، وإعادة تأهيل وافتتاح المدارس ، وكذا إعادة تأهيل وافتتاح المستشفيات والمراكز الصحية ، وغيرها من الأعمال الإنسانية والخيرية التي ساهمت في مجملها في طي صفحة إرهاب «القاعدة» و«داعش»، وفتح صفحة جديدة بيضاء مملوءة بالتفاؤل عنوانها الأمن، والاستقرار، والتنمية.