تحليلات

تأجيل الحسم في ملف صفقة الصواريخ الروسية..

تقرير: أس-400.. أزمة تركية أميركية مؤجلة لما بعد كورونا

عقوبات أميركية مرتقبة

اسطنبول

خيّرت الإدارة الأميركية تأجيل الحسم في ملف صفقة الصواريخ الروسية مع الجانب التركي إلى ما بعد أزمة كورونا، ولكن ذلك لم يمنع واشنطن من أن تعرب عن قلقها البالغ حيال صفقة المثيرة للجدل ومضي أنقرة قدما في جهودها لتشغيل تلك المنظومة.

ويبدو أن الإدارة الأميركية في طريقها إلى تسليط عقوبات على النظام التركي على خلفية صفقة الصواريخ الروسية بعد التخلص من أزمة تفشي فايروس كورونا.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية مورغان أورتاغوس إن الولايات المتحدة لا تزال تعارض "بقوة" شراء تركيا لمنظومة الدفاع الصاروخي الروسية.

وأضافت أن واشنطن تشعر "بقلق بالغ" إزاء التقارير التي أفادت بأن أنقرة تمضي قدما في جهودها لتشغيل تلك المنظومة.

وجاء في بيان عبر البريد الإلكتروني أورتاغوس "نواصل التأكيد على أعلى المستويات بأن صفقة إس-400 هي موضوع المداولات الراهنة بموجب قانون مكافحة أعداء أميركا من خلال العقوبات ولا تزال تمثل عقبة كبيرة في العلاقات الثنائية وفي حلف شمال الأطلسي".

ويقول مراقبون إن صبر الولايات المتحدة على النظام التركي بدأ ينفذ وستتجه نحو التصعيد بإعلان فرض حزمة من العقوبات ستزيد من معاناة الاقتصاد التركي.

وباءت كل محاولات الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لاستمالة الإدارة الأميركية بالفشل، نظرا لما تشكله الصفقة من خطر على القدرات العسكرية للولايات المتحدة في علاقة بمقاتلات أف-35.

وباتت عضوية تركيا في حلف الشمال الأطلسي مصدر تهديد كبير للتكتل، فالصواريخ الروسية ستسمح لموسكو الاطلاع على معلومات عسكرية سرية.

وبدا أن التوتر بين تركيا والولايات المتحدة، العضوين في حلف شمال الأطلسي، سيصل إلى حد الأزمة بسبب أنظمة الدفاع الجوي أس-400 في أبريل عندما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومته اعتزام تفعيل هذه الأنظمة.

لكن تفشي فيروس كورونا جعل تركيز الجهود الأميركية ينصب على مكافحة الوباء وتحصين الاقتصاد من تداعيات الحجر الصحي والغلق الشامل.

وتعد الولايات المتحدة من أكثر البلدان تضررا من جائحة كورونا، حيث تخطى عدد الإصابات عتبة الـ700 ألف شخص.

ورغم الدعوات الأميركية الرافضة للصفقة، لا زال النظام التركي يصر على المضي قدما في تشغيل المنظومة، حيث قال مسؤول تركي طلب عدم نشر اسمه "لا عودة عن قرار تشغيل أس-400 (لكن) بسبب كوفيد-19... سيتم تأجيل خطة التجهيز التي كانت مقررة في أبريل".

وأضاف أن الأمر قد يستغرق عدة أشهر قبل تفعيل المنظومة الروسية، مشيرا إلى أنه لا يزال يتعين التغلب على بعض المشكلات الفنية.

وتقول الولايات المتحدة إن أنظمة أس-400 لا تتماشى مع دفاعات حلف شمال الأطلسي وستعرض مقاتلات أف-35 الأميركية التي تشارك أنقرة في صناعتها للخطر.

من جانبه، قال ريتشارد آوتزن المستشار الكبير بوزارة الخارجية الأمريكية في ندوة عبر الإنترنت قبل أيام إن نشر أنظمة إس-400 في نفس المجال الجوي للطائرات الأمريكية سيكون "مشكلة كبيرة" قد تثير أزمة جديدة بين البلدين.

ويوجد بسلاح الجو التركي طائرات إف-16 أمريكية وكان من المقرر أن يتسلم طائرات إف-35 الجديدة قبل أن تستبعد واشنطن تركيا من برنامج هذه المقاتلات بسبب تعاقدها على منظومة أس-400.

وأضاف آوتزن إن القضية "ليست محل حديث الآن بسبب كوفيد، لكن قبل أن يهيمن المرض على النقاش كان التفكير في واشنطن هو أن الأتراك سيُشغلون هذه المنظومة على الأرجح في أبريل وأن الكونغرس سيتحرك لفرض عقوبات... لا أعتقد أن أيا من ذلك قد تلاشى".

ويقول محللون إن التأخير في نشر أنظمة أس-400 يمنح أنقرة مزيدا من الوقت للنظر في خطوتها التالية. وربما يكون للتوافق الذي حدث في الآونة الأخيرة بين المصالح الأميركية والتركية في سوريا والتأثير الاقتصادي لأزمة الفايروس أثره على تلك المسألة.

النزاهة على المحك.. تحليل قانوني لفضيحة السيرة الذاتية لرئيس وزراء السودان المؤقت


"كوسباس-سارسات" في الإمارات: تعزيز التعاون الإنساني بتقنيات الأقمار الصناعية


دبلوماسية أم حرب؟ مفاوضات روما تواجه شبح الهجوم الإسرائيلي على إيران


بعد عقود من الفوضى: هل يتمكن لبنان من نزع سلاح المخيمات وحزب الله؟