الأدب والفن
بسبب برنامج "دار العجب"..
سلطة الجزائر تنذر قناة خاصة لمساسها بالمصالح الدبلوماسية مع تونس
برنامج "دار العجب"
وجهت "السلطة الجزائرية لضبط السمعي البصري"، اليوم الأربعاء، تحذيرا شديد اللهجة لقناة تلفزيونية خاصة بثت برنامجا فكاهيا أثار موجة غضب في الجزائر وتونس، بسبب تعرضه لشأن سياسي داخلي وآخر دبلوماسي يخص التعاون الإقليمي.
وقالت الهيئة الحكومية في بيان، إن برنامج "دار العجب" تضمن عبارات ازدراء ومساس بالكرامة الإنسانية، مشيراً إلى أن البرنامج التلفزيوني "لم يحترم المصالح الدبلوماسية للبلاد".
ووصلت الانتقادات اللاذعة لقناة "الشروق" الخاصة، إلى حد التنديد بالواقعة التي وصفت بالمسيئة لعلاقة الشعبين والمنافية لتقاليد الدبلوماسية الجزائرية، إثر تناولها هبة مالية مقدرة بـ150 مليون دولار منحها الرئيس عبد المجيد تبون لنظيره التونسي قيس سعيد.
وسارعت القناة، فجر الأربعاء، إلى سحب الحلقات والاعتذار على ما بدر في السلسلة الفكاهية التي بدأت في بثها منذ أول رمضان، مع إعلانها عن قرار معاقبة المتسببين في هذا الخطأ أمام المجلس التأديبي للمؤسسة.
وقال متابعون إن مشاهد سلسلة "دار العجب" تضمنت تلميحات مسيئة لرئيس البلاد عبد المجيد تبون، في تعاطيه مع الشأن المحلي والإقليمي، وأظهرته السلسلة "مسيّرًا غير جيد يمنح المال العام دون مراعاة مصالح مواطنيه".
كما وجه البرنامج المثير للجدل انتقادا لاذعا للناخبين الذين صوتوا على تبون في انتخابات ديسمبر الماضي، وحملهم مسؤولية الوضع القائم بتوصيفهم بمصطلح "جماعة الإصبع الأزرق" وهي كناية على الذين توجهوا للانتخابات في ذروة الانقسام الشعبي الذي كان سائدا في عام 2019، أسابيع بعد استقالة عبد العزيز بوتفليقة في مظاهرات شعبية مليونية.
وقالت مجموعة الشروق الإعلامية في بيان لها إنها: "تعلن للرأي العام أنها فتحت تحقيقا مستعجلا في هذه القضية، بعد صدور قرارها بتوقيف كامل لفريق المعاينة الأولية للبرامج وإحالة أفراده على المجلس التأديبي".
وقدمت اعتذارها للرئيس التونسي وشعبه وشددت على احترامها لعلاقات الأخوة والتعاون بين البلدين، فيما طالبت فعاليات محلية باعتذار مماثل للجماهير التي ناصرت الانتخابات الرئاسية الأخيرة، بعدما جرى اعتباره إساءة للناخبين.