تقارير وتحليلات
عرض الصحف العربية..
عيد العمال: مطالب بتعديل القوانين لتحقيق التوازن بين العمل والوقاية
رصدت صحف عربية، ورقية وإلكترونية، عيد العمال الذي يصادف الأول من مايو/أيار من كل عام، في ظل تحدٍ جديد هو تفشي فيروس كورونا (كوفيد 19) حول العالم.
وقالت صحف إن الوباء ضاعف الأعباء التي تقع على عاتق العمال، بينما نادى عدد من الكتاب بتعديل التشريعات الخاصة بالعمل حتى تتلائم مع متطلبات المرحلة الحالية والمستقبلية. وطالبت صحف أخرى بضرورة مواصلة العمل وتحقيق "التوازن بين الإنتاج والوقاية" حتى تستمر الحياة.
"ظروف استثنائية"
يقول موقع "عرب 48" الفلسطيني "يحلّ الأوّل من أيّار هذا العام هادئا وباهتا دون تجمّعات وتظاهرات احتفالية إحياء لعيد العمال في ظلّ ظروف التباعد الاجتماعي والعزل المنزلي للسيطرة على انتشار جائحة كوفيد-19".
ويقول موقع "منارة" المغربي: "يحتفل العالم بعيد العمال هذا العام في ظروف استثنائية غير مسبوقة، حيث يجتاح كورونا العالم، واتخذت الكثير من الدول إجراءت حجر شلت الحركة الاقتصادية ما يهدد بتسريح ملايين العمال".
ويقول محمد بركات في "الجمهورية" المصرية: "طوال السنوات الماضية منذ نهاية القرن التاسع عشر وحتى العام الماضى 2019، كان العالم معتادا على الاحتفال فى مثل هذا اليوم، الأول من مايو 'بعيد العمال'... أما اليوم، وفي ظل الوباء الذى يجتاح الأرض كلها فليس واضحا على الأقل، ما إذا كان العالم سيحتفل كعادته أم لا".
ويرى أن الاحتفال بعيد العمال "هو في حقيقته ودلالته إعلاء لقيمة العمل، وتأكيد على أن الطريق الصحيح والوسيلة الوحيدة، لتقدم الأفراد والمجتمعات والدول، هي العمل والإنتاج وبذل الجهد، فقط لاغير".
"بحاجة لمن يشفع لهم"
وتحدث موقع "قدس" الفلسطيني عن معاناة العمال الفلسطينيين في ظل هذه الأزمة.
ويقول "يبدو أن العمال بحاجة لمن يشفع لهم في الأرض قبل السماء... فإننا نجد عشرات الآلاف من العمال الفلسطينيين الذين دفعتهم ظروفهم المادية الصعبة للمجازفة بأرواحهم، والمبيت في ورش العمل في 'إسرائيل' رغم ارتفاع نسب المصابين بفيروس كورونا. فمن يرفع صوته في وجه الفقر والضائقة المادية التي يعاني منها العامل؟".
ويضيف "أوليس لزاما على النقابات والنقابيين التحرك... بإنصاف العاملين وذويهم، خاصة من فقدوا أولادهم وأزواجهم في حوادث العمل، الناجمة عن نقص وسائل الصحة وقواعد السلامة المهنية وإهمال أرباب العمل، والمهن الشاقة، والاغتراب القسري لتأمين لقمة العيش، وماذا عن العمال الذين قام أصحاب العمل بطردهم واعتبروهم فيروسا، لمجرد الاشتباه بإصابتهم بالفيروس".
وتحدث سعد إلياس في "القدس العربي" اللندنية عن معاناة العمال في لبنان هذا العام في ظل الاحتجاجات التي فجرتها الأزمة الاقتصادية ثم فاقمتها أزمة الوباء.
ويقول "عيد العمال هذه السنة في لبنان اسم بلا مسمّى، فقد مرّ العيد على عمال سُلبت حقوقهم وخُفّضت رواتبهم أو فقدت قيمتها الشرائية، وباتت 'ثورة الجياع' تتهدّد المجتمع اللبناني لأول مرة منذ الحرب العالمية الأولى عام 1914، فحتى في خلال الحرب الأهلية وعلى الرغم من كل المعاناة لم يفقد اللبنانيون وظائفهم كما يحصل اليوم ولم تُقفل مؤسسات وشركات أبوابها كما فعلت أمس بسبب الأزمة الاقتصادية والمالية غير المسبوقة".
ويضيف "تزامن عيد العمال هذه السنة أيضا، مع حركة الاحتجاجات التي بدأت تتخذ طابعا عنيفا من خلال استهداف المصارف بعدما استهدفت في وقت سابق المحلات التجارية في وسط بيروت، وجاء وباء كورونا وحال التعبئة العامة ولأكثر من 50 يوما ليزيد من البطالة وحجم الضغوطات المالية والاقتصادية نتيجة توقف المجمعات التجارية وشركات عن العمل لفترة طويلة".
"تحقيق التوازن"
وتقول شذى عساف في "الدستور" الأردنية إن "العامل عموما يمر بظروف صعبة قبل الجائحة، وبعد كورونا أكثر بكثير خاصة عمال المياومة [أي العمال غير النظاميين] والحرف اليدوية وكذلك عمال القطاع الخاص الذين توقفت مصانعهم أو محلاتهم أو ورشهم عن العمل، الأمر الذي يتطلب منا جميعا الوقوف إلى جانبهم ومساعدتهم في مواجهة الظروف الاستثنائية".
وتطالب الكاتبة الجهات المعنية بدعم العمال "ووضع خطط وبرامج لحلول قابلة للتطبيق"، مشيرة إلى أن الأمر "قد يتطلب إجراء تعديلات على بعض التشريعات الخاصة بالعمال لتتلاءم مع متطلبات المرحلة الحالية والمستقبلية المقبلة".
وتضيف "إن التحدي القادم في ظل هذه الظروف الاستثنائية هو كيف يحافظ العامل على عمله مستقرا ثابتا متطورا في ظل تراجع العملية الاقتصادية والإنتاجية في كل دول العالم حتى بات العامل مهددا في لقمة عيشه، الأمر الذي يتطلب خططا تحفظ له الأمان الوظيفي وتخلق له بدائل عما قد يفقده من فرص عمل ربما لم تعد ملائمة بمرحلة ما بعد كورونا".
وتقول "الأهرام" المصرية في افتتاحيتها "لا أحد يمكن أن يشكك في أن جائحة كورونا فرضت واقعا جديدا على العالم كله، وعلينا نحن أيضا، ولعلها المرةالأولى في التاريخ التي يكون فيها على العامل أن يحمل همّين، همّ مواصلة العمل بمنتهى الجدية والانضباط، وهمّ المحافظة على صحته في مواجهة الوباء"، مؤكدة أن الأمر "في غاية الصعوبة".
وتضيف "هذه الأيام، مطلوب الاستمرار في الإنتاج كي نستطيع مواصلة الحياة. ليس من المنطق أن نقبع جميعا في بيوتنا فتتوقف عجلة الإنتاج لا سمح الله، إنما العقل يفرض أن نظل في أعمالنا، لكن مع الالتزام التام بالإجراءات الاحترازية للوقاية من الفيروس اللئيم".
وتتساءل الجريدة "ما المانع من تحقيق التوازن بين الاثنين: العمل والوقاية؟ هذا هو التحدي الذي سينجح فيه عمالنا بإذن الله".