تقارير وتحليلات
عرض الصحف العربية..
ثقافة التطبيع مع إسرائيل في مسلسلات قناة إم بي سي
ناقشت صحف ومواقع عربية ما وصفته بالمسلسلات التي تروج للتطبيع مع إسرائيل في منطقة الخليج. ووجه كُتّاب الاتهام لقناة "إم بي سي" السعودية، وتحدث آخرون عن "شخصيات مُطبّعة" في دول الخليج تقف وراء بث ثقافة جديدة تغازل إسرائيل.
وكان المسلسلان الخليجيان "أم هارون" و"مخرج 7"، اللذان يتم عرضهما حاليا في شهر رمضان، قد أثارا جدلاً واسعاً وانتقادات بعد اتهام القناة التي تعرضهما بالترويج للتطبيع.
"ثقافة جديدة"
يتهم عماد الإفرنجي في "فلسطين اليوم" دور قناة "إم بي سي"، ويقول: "الأمر أخطر من مجرد مسلسل وتطبيع. إنها تمجد الكيان الصهيوني وتعده صديقا، وتصور الفلسطيني عدواً. تزوّر التاريخ وتقلب الحقائق. إنها تبث ثقافة جديدة عنوانها كراهية الفلسطيني الصامد المقاوم".
ويضيف: "لم يُسجّل لهذه القناة يوماً إنتاجها مسلسلا ًيجسد معاناة الشعب الفلسطيني، أو فيلماً يمجد مقاومة الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، أو برنامجاً يكشف الإرهاب الصهيوني، ولا تلقى فلسطين وشعبها اهتماماً في برامجها ومجالها الإعلامي، وإن وجدت فهي للإساءة والتشويه".
وفي تصريح لجريدة "الميادين" اللبنانية، يقول عبد الباري عطوان إن "دول الخليج وتحديداً السعودية هي أول من سيتضرر من المسلسلات التي تروج للتطبيع"، لافتاً إلى أنها "ليست المرة الأولى التي يتم الإساءة فيها للشعب الفلسطيني من قبل المطبعين في دول الخليج".
وتابع: "هناك شخصيات مطبعة في دول الخليج تتصرف بطريقة صبيانية"، مشيراً إلى أن "الأمة محصنة من الثقافة الاستسلامية التي يروَّج لها عبر المسلسلات التلفزيونية".
"اقتحام التاريخ في الكويت"
ويقول أحمد القطامين في "رأي اليوم" اللندنية إن ما يحدث في الخليج "شيطنة للشعب الفلسطيني وتلميع لقيم الاحتلال والظلم"، وذلك عن طريق "بث مسلسلات درامية رمضانية ومقابلات تلفزيونية تمجد إسرائيل وتثني على تحضرها وقوتها في المنطقة وفي فلسطين".
ويضيف: "مجموعة من الأشخاص محدودي العدد من سياسيين وإعلاميين في منطقة الخليج دأبوا منذ سنوات على تنفيذ مخطط أعد بأحكام للتأثير نفسياً على شعوبهم، بهدف إخضاعها لتقبل فكرة الاعتراف بإسرائيل، ليس فقط الاعتراف باغتصاب إسرائيل لفلسطين بل التغاضي التام عن حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه فلسطين، ليس ذلك فحسب بل شيطنته أيضاً".
من جانبها، تنفي ماجدة العطار في "القبس" الكويتية أن تكون الكويت من الدول الخليجية المتهمة بالتطبيع.
وتقول: "ليس 'أم هارون‛ إلا حلقة في سلسلة طويلة من حلقات التطبيع العربي الثقافي والسياسي مع العدو الصهيوني منذ زمن بعيد. وليس بمستغرب أن تظهر أعمال ومبادرات في هذا الشأن وفي هذا الوقت بالذات، حين يكون مواتياً ومتصالحاً مع التوجه العام لسياسات ما يسمى بصفقة القرن".
وتضيف الكاتبة: "المستغرب والمثير للجدل أن يرتبط عمل كهذا وفي هذا الوقت بالذات بالفنان الكويتي، وكذلك محاولة اقتحام التاريخ الاجتماعي في الكويت من خلال هذه الحبكة عن بعض اليهود الذين عاشوا في الكويت. ذلك أن الكويت هي من أكثر البلدان العربية حصانة في مواجهة التطبيع الفني والثقافي والسياسي".
"التطبيع ليس القضية"
على الجانب الآخر، وتحت عنوان "التطبيع ليس القضية"، يقول عبد الرحمن الراشد في "الشرق الأوسط" اللندنية: "حالياً، رغم كل ما يقال ويتم تفسيره فعلياً لا نرى مؤشرات علاقات أو تطور علاقات مع إسرائيل، حتى يكون هناك توجه للتطبيع. النظام العربي القديم لا يزال يراوح مكانه، وكذلك الحال في إسرائيل. لا توجد هناك حاجة ملحة تفرض تبدلات في الواقع العربي في الوقت الراهن".
ويتابع: "التغيير يمكن أن يحدث في حال كانت هناك ظروف قاهرة، مثل حروب إقليمية تضطر الدول إلى تبني محاور جديدة، أو تحول في السياسة الإسرائيلية حيال التعامل مع الضفة يفرض السلام الجماعي. حينها ستصبح إسرائيل دولة صديقة والعلاقة معها مباحة على كل المستويات، لكن ليس بعد".
وأشارت "الغد" الأردنية إلى أن مجموعة قنوات "إم بي سي" رفضت وقف مسلسلي "أم هارون" و"مخرج7"، وذلك نقلاً عما جاء في مقابلة متلفزة أجراها المتحدث باسم مجموعة قنوات "إم بي سي" مازن حايك مع برنامج "الحكاية" بقناة تابعة للمجموعة.