تقارير وتحليلات
الأجهزة الأمنية تميط اللثام عن بعض المعلومات..
تقرير: خلية الزنداني.. التفاصيل الخفية لهجمات ارهابية ضربت عدن
كشفت مصادر أمنية في العاصمة الجنوبية عدن "معلومات أمنية واستخبارية" تم رصدها في أغسطس من العام 2019 حول بعض عناصر خلية وصفتها بـ "الإرهابية" وقالت إنها "متورطة في أعمال قتل واغتيالات" طالت عدد من الشخصيات السياسية والدينية والأمنية.
وقال المصدر الأمني في بلاغ صحفي "إن الخلية ينتمي جميع عناصرها لحزب الإصلاح الإسلامي في اليمن، ويرتبطون مع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، ويقودها محمد عبد الله سعيد المقطري الحارس الشخصي للزعيم الديني اليمني البارز عبد المجيد الزنداني.
وبحسب المعلومات المسربة فإن ثلاثة أشخاص من عائلة المقطري كانت عناصر فاعلة في الخلية، وتولّى كل فرد فيها عدداً من المهام لتسهيل عمليات تنظيم القاعدة في عدن.
حارس الزعيم الديني لإخوان اليمن
وفي التفاصيل التي نشرتها وسائل اعلام محلية فأن "محمد سعيد عبد الله المقطري، أربعيني العمر، انخرط في صفوف تنظيم القاعدة، وانتقل لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، جاء إلى عدن منذ فترة طويلة وسكن في مدينة التقنية بمديرية المنصورة. فرّ في أوائل العام 2019 إلى مأرب، شمال اليمن، بعد حملات أمنية واسعة طالت أوكار بعض المشتبه بهم في مناطق عدة بعدن.
تشير المعلومات الأمنية إلى أن محمد المقطري كان يتولى مهمة تنفيذ وتخطيط العمليات "الإرهابية". وكان آخر ظهور له في محافظة المهرة شرق عدن، أثناء زيارة للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي قام بها للمحافظة في 1 أغسطس 2018.
وبحسب المعلومات الأمنية، فقد ظهر المقطري بزي عسكري يبدو وكأنه زي للحراسات الخاصة، وهو يحمل رشاشا - كما يتضح في الصورة الرئيسية للتقرير-. مشيرة إلى أنه كان من المتوقع تنفيذ "عمليات إرهابية" تزامنا مع وصول المقطري هناك.
خلية من عائلة واحدة
وكشفت المعلومات أن لدى محمد المقطري شقيق يدعى "جميل المقطري" يعمل مديرا لمكتب مشروع التقنية بعدن، لدى رجل أعمال يدعى "الهمامي". والأخير مكلّف بإدارة أملاك وعقارات أفراد وشخصيات وجنرالات عسكرية من بيت الأحمر (شمال اليمن).
تقول المعلومات أن جميل المقطري كانت مهمته تسهيل ترتيب ملف السكن وتوفير شقق الإقامة في مشروع التقنية لصالح قيادات وأفراد من تنظيم القاعدة مكلفة بمهام لتنفيذها في مناطق مختلفة بعدن.
وإلى جانب محمد المقطري وشقيقه جمال المقطري تُشير المعلومات التي تحصل عليها "سوث24" أن نجل محمد المقطري (بلال)، البالغ من العمر 28 عاما كان متورط في تنفيذ أعمال قتل و "عمليات إرهابية" في عدن، ووصفته المعلومات بـ "الخطر".
وقالت أن بلال المقطري، الذي اعتقلته السلطات الأمنية في 03 يونيو 2018، قيادي في حزب الإصلاح ومرتبط بتنظيم القاعدة، وأنه متورط في "تجارة المخدرات". وأشارت إلى أن تجارة المخدرات كانت مصدر أساس لتمويل "العمليات الإرهابية".
وتقول المعلومات الأمنية إلى أن بلال "متورط بأعمال قتل وعمليات إرهابية"، وكان قبل حرب 2015 يتلقى تدريبه في محافظة مأرب إلى جانب عناصر وصفتها بـ "الإرهابية".
وتشير المعلومات أن بلال غادر مأرب عقب حرب 2015 الى منطقة مريس بمحافظة الضالع، ثم منها سافر إلى عدن واشترك بعمليات "إرهابية" عديدة، وتم القبض عليه من قبل السلطات الأمنية هناك في 3/6/2018.
تم إطلاق سراح بلال المقطري عقب ستة أشهر، بعد تنظيم حزب الإصلاح وقفة احتجاجية استطاع خلالها جمع أسر المعتقلين أمام مقر التحالف العربي كوسيلة للضغط، قالت المعلومات أنها كانت بأوامر من علي محسن الأحمر، وبعد قيام وزير الداخلية اليمنية أحمد الميسري بمساعدة بعض المنظمات الحقوقية بالضغط على قوات التحالف لسرعة الإفراج عنه.
قالت المعلومات أن المقطري ظل يلتقي بقيادات تابعة لداعش في عدن ويعمل لصالح "الخضر جديب" الحارس الشخصي لوزير الداخلية اليمني، مشيرة إلى أن علاق جديب وبلال ممتدة لفترة ما قبل 2015.
ولم تكشف المعلومات ما إذا لا يزال بلال يتواجد في عدن، أم أنه فرّ إلى منطقة أخرى.
وأظهرت صورة لـ "بلال المقطري"، وهو يقف على حافة جبل وتظهر في الصورة خلفه عدد من الجبال والحقول، التي تبدو في اليمن، ويرفع بيده اليمنى سلاحا شخصيا، ويظهر حول جسده حزاما لمعدات عسكرية.
كما أفصحت المعلومات الأمنية عن شخص رابع ضمن الخلية، يدعى "حسام شائع" يسكن بعدن ويرتبط بتنظيم القاعدة، شارك في استهداف القوات الأمنية، وكانت مهمته رصد التحركات الأمنية داخل عدن ومحيطها، وكان يعمل حارسا مع قائد الخلية محمد المقطري.
وبحسب المعلومات التي أوردها المصدر الأمني، فقد ظل "شائع" على تواصل مستمر بالمقطري، حتى بعد هروبه من عدن.
و نفذت رابطة أمهات عدد من المعتقلين لدى أمن عدن في العام 2019 عشرات الوقفات الاحتجاجية للمطالبة بإطلاق سراح معتقلين، ورد اسمه "بلال المقطري" بين أحد المعتقلين التي طالبت الرابطة بالإفراج عنهم.
وبحسب تقرير لرابطة أمهات المعتقلين في 2019 فإن النيابة أمرت بالإفراج عن 86 معتقلا في عدن، قالت أنهم عانوا من أعمال اعتداءات وتعذيب.
وكان نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي هاني بن بريك أعلن مساء أمس الأحد بأنه سيتم الكشف قريبا عن "اعترافات خلية محمد المقطري الحارس الشخصي لعبد المجيد الزنداني، الخلية التي تخصصت بتصفية أئمة مساجد سلفيين وإصلاحيين سابقين وجمعيات سرورية وكوادر أمنية."
وقال بن بريك أن "الخلية مجندة منذ 2011م وازدادت عملياتها بعد تحرير عدن، ونفذت 40 عملية اغتيال بالكاتم والكلاشنكوف والعبوات الناسفة".
وأشار نائب رئيس المجلس الانتقالي أن من ضمن المستهدفين لهذه الخلية كان محافظ ومدير أمن عدن حينها اللواء عيدروس الزبيدي ومدير أمن عدن شلال علي شائع. وبلغت ذروة حدتها مع تغيير محافظ عدن نائف البكري ومجي اللواء جعفر سعد، الذي قضى نحبه بعملية اغتيال مماثلة.
ويأتي كشف هذه المعلومات بعد أيام من بث تنظيم الدولة الإسلامية داعش فلما وثائقيا تضمن اعترافات لعناصر من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب عن تعاون وثيق بين التنظيم والحكومة الشرعية اليمنية في مأرب.