الأدب والفن

صور في ريف محافظة أبين..

بالفيديو| يا صاحب الناي.. أول فيديو كليب في الجزيرة العربية

ارث فني عريق في عدن - ارشيف

يمتلك الجنوب أرثا فنيا عريقا وضخما، ناهيك عن انه صاحب أسبقية على مستوى الجزيرة العربية، ومن الاعمال التي تظل خالدة في وجدان متذوقي الفن الأصيل، أول فيديو كليب صور سينمائيا في ريف محافظة أبين بعنوان يا صاحب الناي، بإداء العملاقين الفنيين محمد صالح عزاني وصباح منصر.

جسدت الفنانة صباح منصر دور فتاة ريفية ترعى الاغنام (البوش)، حين ذهبت إلى الشاب الريفي محمد صالح عزاني تسأله عن قصة مع (الناي)، تقف أمامه، بصوت شجي "يا صاحب الناي، صوت الناي يذكرني، القلب مجروح، جرح القلب يؤلمني، ويلك من الله ربعك لا تعذبني، كفاي ما نابني، يا بوي يا غبني".

باستغراب، يتجاوب عزاني "الشاب الريفي" يقول على ايقاع مختلف "صاب الله الشوق، كم يتعب وكم يغني، وكم قلوب اكتوت، حتى أنا خذني".

ثم يمضي مخاطبا الفتاة الجميلة "يا زين فتان ، ما شرعي تلاومني، الحال من بعض، شوف الشوق لوعني".

فيما يراقبهما شخصان، أحدهما يتافعل مع الاغنية بالرقص، فيما يحاول الآخر منعه، حتى يتابع تفاصيل الحوار، الذي ينتقل إلى لحن أخر، يبدأه عزاني "ما دام واحنا سوى بالله اتمهل، ابكي معنى وانت ابكي ولا تخجل".

ثم يأتي دور صباح لتسأله "بالله ويش قصتك يا شاب خبرني، دمعك على وجنتك سيال حيرني".

يرد عليها "يعايروني يقولوا الراعي الولهان، وارعي (البوش) قلبك مثل كل انسان، حتى الذي حب قلبي، ينكر الرعيان، وأصبحت منبوذ بين الأهل والخلان".

وبين شكا الشاب الريفي يأتي دور الفتاة لمؤازرته ودعمه معنويا، حين تشدوا بصوت شجي وابتسامة ساحرة "صبرك على الله يا ذا الوجه لا تعجل، الدنيا ما هي لحد، لتصعبت تسهل"، ثم تنتقل إلى طلب تقديم طلبها من الفتى الريفي الشهم.

"يا خوي لي رجاء عندك، ولا تبخل، لا تطلع الناس عن سري وتتجمل"، وهنا يتعده لها بأن سرها في وجه لا يمكن يبوح به "السر في بير هذا وعد في وجهي".. ثم يعتذر لها "العفو لم رضيش الناي واصباعي".

يقول الشاعر والناقد الجنوبي عبدالمنعم شيباني "إن الذين لم يعشقوا عزاني فُرض عليهم اليوم ان يتنكروا لكل القيم الكونية والجمالية التي صدرتها عدن للناس.. مؤكدا أن أغنية (ياصاحب الناي) من روائع الفن والكلمات، القصيدة تصور –بكلمات ريف ابين وشبوة- قصة راعٍ شاب ولهان نبذه اهله وخلانه (أي لم يفهموه) فعبَّر عن هذه الآلام بصوت الناي الذي هزَّ جنبات الوادي فا هتزت له (الراعية) الشابة في الجانب الآخر فراحت تسأله عن سر هذا الناي الذي اثار اشجانها وزاد من عذابها هي الأخرى فيبوح-عبر الحوار الغنائي الشجي والحزين-كلٌّ منهما بسره وقصته للآخر بحوارية غنائية لا نظير لها في تأريخ الفن في الجزيرة العربية.

ووصف شيباني في مقالة – تحصلت عليها صحيفة اليوم الثامن – الفنان الخالد محمد صالح عزاني بأنه "ضمير الجنوب وابن الريف الجنوبي الصافي، ريف يصدر النبل والشهامة والحب العذري والقيم الأصيلة... (اغنية يا صاحب الناي) مقدمة تعريفية بسيطة –لكنها نبيلة- بالجنوب وريفه الأصيل وأن الحب العذري -عبر الحوار بين الراعي والراعية على اصوات الناي- حنينٌ يرتل عبقرية الأصالة الجنوبية بريفها العذري الذي لم تلوثه النزوات الحسية الرخيصة ولا النزاعات العشائرية البغيضة، الريف الجنوبي صدىً للناي الحزين بصوت الإنسانية الخالدة".

وأضاف "هذا الشلال الصافي هو الذي غسل عدن بماء الطهر فانتقل العزاني الى عدن الحضارة والمدنية بلغة الجمال والذوق واللطف والنبل العدني والطهر العدني والبراءة العدنية، انها (اغاني البراءة) لـ عزاني "الراعي الولهان"، في الريف ثم العاشق الجميل في (بندر عدن) هذا هو العزاني بكل تراتيل العشق العدني (الا ياطير يا الاخضر واين بالقاك الليلة) وهذا هو العزاني عاشق الجمال (شفت ناقش الحنَّا)، عدن الليالي الملاح والبراءة والهوى الساحر، عدن الذوق الراقي والسحر الأرقى، لم يكن احدٌ يفكر تفكيراً( شيطانياً) في عدن او يفكر ان يؤذي شعور الآخرين.

وقال "هذا هو العزاني ضمير الجنوب بأقوى اناشيده الكفاحية ضد الإستعمار البريطاني (بالنار والحديد) بألحان وطنية جنوبية ثورية بديعة وأكثر من كونها بديعة، وهذا هو العزاني ضمير الجنوب بواحدة من روائع الأناشيد الوطنية (بلادي الى المجد هيا انهضي)".

 وأكد الناقد والشاعر الجنوبي "أنه من لا يعشق العزاني لا يعرف الجمال ولا عذرية العلاقة العدنية الراقية بين الرجل والمرأة، العزاني ضمير الجنوب بأغانيه الوجدانية في المخادر والحفلات التي لم يقبض منها اي عائد مادي اذ لم يكن المال غاية لأهل عدن ولافنانيه بل غايتهم الحب والسمر والبراءة والقناعة بما تفيض به الحان الجمال والحزن النبيل والعشق العدني البريئ، وهذا هو العزاني الذي نسيه اعداء الجمال واعداء عدن، واعداء الفن والشعر والطرب الأصيل، انها عدن علمت الناس الجمال فخربوه والطهر فلوثوه والحب فغدروابه والعشق فطعنوه والناي فكسروه والأغنية الوطنية فذبحوها والعناق الوحدوي فخنقوه".

الإمارات تطالب بفتح الممرات الإنسانية وتوسيع نطاق الإغاثة في السودان


الانتقالي يؤكد الانفتاح على الترتيبات ووزير الدفاع السعودي يطالب بسحب القوات من حضرموت


خرائط الجمال في شعر عصمت شاهين الدوسكي.. قراءة في كتاب «عناقيد أُنثى»


الانتقالي الجنوبي يوضح دوافع تحركاته في حضرموت والمهرة والسعودية تدعو لخفض التصعيد