تقارير وتحليلات
في ظل تفشي فيروس كورونا..
صحيفة: منظمات إنسانية في اليمن تحذر اقتربنا من نقطة الانهيار
تخيم على اليمن في الآونة الأخيرة تبعات كارثية على الصعيد الاقتصادي والصحي والمجتمعي، نتيجة لممارسات وجرائم ميليشيات الحوثي، طوال الأعوام الماضية
حيث لم تكتفِ بابتزاز المواطنين وعدم توفير أقل مقومات الحياة لهم، بل استخدمتهم كدروع بشرية في حربهم، وطالت جرائمهم أيضاً المنظمات الإنسانية العالمية التي تعرضت للاعتداء والابتزاز والنهب مراراً من قبل الميليشيات، ما دفع تلك المنظمات لإعلان تعليق عملها في اليمن، رغم حاجة الشعب اليمني الماسّة لها، لا سيما في هذا الوقت في ظل تفشي فيروس كورونا.
وفي هذا السياق، قالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، أمس، إنّ عملها في اليمن يقترب من "نقطة الانهيار المحتمل" مع انتشار فيروس كورونا، وازدياد عدد الأسر التي تلجأ للاستجداء وتشغيل الأطفال وتزويجهم، وفق ما نقلت وكالة "رويترز" للأنباء.
الأمم المتحدة: نظام الرعاية الصحية في اليمن انهار، وإطلاق نداء من أجل الحصول على تمويل عاجل
وأوضح المتحدث باسم المفوضية، تشارلي ياكسلي، في إفادة عبر الإنترنت "نحن بصدد الوصول إلى نقطة انهيار محتمل في برامجنا، وقد يتعين وقف الكثير من برامجنا خاصة برامج المساعدات النقدية لليمنيين النازحين داخلياً، إذا لم نحصل على تمويل إضافي قريباً".
وأضاف: "نحن نشهد عدداً متزايداً من الأسر التي تلجأ إلى آليات تكيف ضارة مثل الاستجداء وتشغيل الأطفال وتزويجهم من أجل البقاء".
وأكد أنّ المفوضية تقدم برامج مساعدات نقدية لنحو مليون نازح داخلياً، يعتمدون على هذه المساعدات في الحصول على الغذاء والدواء والمأوى.
وقالت الأمم المتحدة، في تصريح سابق الأسبوع الماضي، إنّ نظام الرعاية الصحية في اليمن "انهار فعليا" وإنّ من المتوقع أن ينتشر فيروس كورونا في مختلف أنحاء البلاد، مطلقة نداء من أجل الحصول على تمويل عاجل.
وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أمس، إنّه تلقى حوالي 15 في المئة من التمويل المطلوب البالغ 3.38 مليار دولار لخطة الاستجابة الإنسانية في اليمن لعام 2020 وإنّ الولايات المتحدة هي أكبر المانحين.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم برنامح الأغذية العالمي، إليزابيث بيرز، خلال الإفادة "الوضع الإنساني في اليمن قد يخرج عن السيطرة إذ إنّ مرض كوفيد-19 يهدد السكان الذين أرهقتهم سنوات الحرب"، مضيفة أنّ الجائحة تهدد الواردات الغذائية.
صندوق الأغذية العالمي: فيروس كورونا سيفاقم مشكلة سوء التغذية الحاد عند الأطفال
وتابعت "يتوقع صندوق الأغذية العالمي أن يدفع فيروس كورونا بأعداد كبيرة من الأطفال في اليمن إلى سوء التغذية الحاد"، مضيفة أنّ أكثر من مليوني طفل يعانون منه بالفعل.
وفي سياق متصل، حذرت منظمة الصحة العالمية، من تداعيات تفشي فيروس كورونا على نصف سكان اليمن، الذي يعاني هشاشة في القطاع الصحي جراء حرب مستمرة منذ أكثر من 5 أعوام.
وعلقت منظمة الصحة العالمية قبل 17 يوماً نشاط موظفيها في مراكزها بالمناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، وذلك في خطوة قالت مصادر لوكالة الأنباء الألمانية إنها تستهدف الضغط على الحوثيين للتعامل بشفافية أكبر إزاء الحالات التي يُشتبه بإصابتها بفيروس كورونا.
وأعلمت توجيهات منظمة الصحة العالمية موظفيها في صنعاء وميناء الحديدة على البحر الأحمر ومحافظة صعدة في الشمال ومحافظة إب في الوسط بأنّ "جميع التحركات أو الاجتماعات أو أي نشاط آخر" للموظفين في تلك المناطق قد أوقفت حتى إشعار آخر. وقالت المنظمة إنها علقت مؤقتاً تحركاتها في المناطق الشمالية بسبب "تهديدات حوثية ذات مصداقية ومخاطر متوقعة قد يكون لها أثر على أمن الموظفين".
من جهة أخرى، حذر وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، من كارثة صحية في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية بسبب فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في ظل سوء التغذية وضعف الرعاية الصحية وانعدام الخدمات الطبية.
وقال وزير الإعلام اليمني، في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ): "إنّ المدنيين في العاصمة المختطفة (صنعاء) ومناطق سيطرة الميليشيا الحوثية يتساقطون في الشوارع بعد تفشي فيروس كورونا، فيما تواصل الميليشيا إخفاء الحقائق عن الرأي العام والتستر عن الأرقام الحقيقة للوفيات والإصابات بالوباء والاستهتار في تنفيذ الإجراءات الوقائية وتقديم الرعاية الصحية للمصابين".
معمر الإرياني يحذر من كارثة صحية في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية بسبب فيروس كورونا
وحمّل الإرياني، الميليشيات الحوثية، المدعومة من إيران، كامل المسؤولية عن تردي الخدمات الصحية في مناطق سيطرتها بسبب الحرب التي فجرها الانقلاب، وإعاقتها جهود الحكومة ومنظمة الصحة العالمية لمواجهة الوباء ومحاولة استغلاله لابتزاز المنظمات الدولية دون اكتراث بمعاناة ومصير ملايين المواطنين.
وجدد دعوة المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية للتدخل العاجل وتكثيف الضغوط على الميليشيات الحوثية لانتهاج مبدأ الشفافية في التعامل مع جائحة كورونا ونشر البيانات والأرقام الصحيحة بشكل دوري للرأي العام لأخذ احتياطاتهم، وتقديم الدعم والرعاية الصحية للمصابين.
وفيما يتعلق بالمساعدات لليمنيين، كانت السعودية أعلنت في 10 أيار (مايو) الجاري، أنها ستستضيف مؤتمراً للمانحين حول اليمن بمشاركة الأمم المتحدة مطلع حزيران (يونيو) المقبل.
السعودية تستضيف مؤتمراً للمانحين حول اليمن بمشاركة الأمم المتحدة مطلع حزيران المقبل
وقال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، في بيان نشر على موقعه ونقلته شبكة "روسيا اليوم"، إنّه بتوجيهات من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد محمد بن سلمان، تنظم السعودية مؤتمر المانحين لليمن 2020، يوم 2 حزيران (يونيو) المقبل. وأشار إلى أنّ المؤتمر سيعقد افتراضياً برئاسة المملكة.
وأضاف المركز أنّ دعوة السعودية لعقد المؤتمر تأتي "امتداداً لمساهمتها الإنسانية والتنموية عالمياً وفي اليمن على وجه الخصوص، حيث تعد المملكة "الدولة الأولى المانحة لليمن تاريخياً، وخصوصاً في السنوات الخمس الماضية بتقديمها مساعدات إنسانية وإغاثية ومعونات للاجئين اليمنيين ومساعدات تنموية من خلال إعادة الإعمار ودعم البنك المركزي اليمني".
ودعت السعودية الدول المانحة إلى "المبادرة ودعم الجهود الرامية لنجاح هذا المؤتمر الإنساني الكبير بالوقوف مع اليمن وشعبه الكريم".
ويعتمد نحو 80% من اليمنيين؛ أي 24 مليون شخص، على المساعدات الإنسانية، فضلاً عن وجود عشرة ملايين نسمة معرضين لخطر الموت جوعاً، ما جعل اليمن تمر بأكبر أزمة إنسانية في العالم حتى قبل ظهور فيروس كورونا.