تقارير وتحليلات
الرياض صامته حيال تحركات أنقرة..
تقارير مصرية وخليجية: تركيا أرسلت مرتزقة للقتال مع «إخوان اليمن»
قالت تقارير صحافية مصرية وخليجية إن تركيا أرسلت مرتزقة للقتال إلى جانب مليشيات تنظيم إخوان اليمن الإرهابي الممول من انقرة والدوحة، فيما التزمت الرياض التي تقود تحالفا عربيا لمحاربة التمدد الإيراني، حيال هذه التحركات الخطيرة والتي جاءت بناء على دعوات رسمية من الحكومة اليمنية المؤقتة.
ونقلت صحيفة الدستور المصرية عن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن قوله " إن المخابرات التركية التقت بقادة الفصائل الموالية لأنقرة في عفرين، وطلبت من 300 مقاتل الذهاب للقتال في اليمن بجانب حزب الإصلاح ضد قوات المجلس الانتقالي الجنوبي".
وأضاف مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تركيا دفعت مبالغ طائلة للإرهابيين للانتقال إلى اليمن قبل ١٥ يونيو الجاري من أجل الرد على الاتفاق.
وأكد «عبدالرحمن» أن تركيا ستدفع لكل مقاتل من المرتزقة السوريين 5 آلاف دولار شهريا للانتقال إلى اليمن
وكثف مسؤولون يمنيون من دعواتهم لتدخل عسكري تركي مساند للمليشيات الإخوان الإرهابية التي فشلت في احداث أي تقدم عسكري صوب العاصمة زنجبار.
وكشف مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، في مقابلة مع إحدى القنوات المصرية، عن أن "هناك غرفة عمليات تم تأسيسها في أنقرة طلبت من الفصائل السورية، التي تجند مرتزقة، 300 مجند من كل فصيل مقابل 5 آلاف دولار للفرد، لإرسالهم لليمن لدعم حزب الإصلاح".
ورقة جديدة يبدو أن أنقرة تحاول اللعب بها لصب الزيت على نار الحرب المتأججة أصلا في الجنوب المحرر، وإنقاذ جبهة الإخوان والحوثيين، من خسائر تكبدتها في محاور القتال مع القوات المسلحة الجنوبية، وذلك عبر نقل الإرهابيين الذين يقاتلون معها في سوريا.
ويرى موقع العين أنه لم يعد سرا تزايد حجم الدعم التركي لحزب التجمع اليمني للإصلاح في اليمن، إذ زادت أنقرة من وتيرة تهريب الأسلحة والأموال إلى الإخوان في الفترة الأخيرة.
كما كثفت من إرسال عناصر الاستخبارات التركية إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة الإصلاح، وتدريب مئات عناصر الجماعة داخل أراضيها، وسط تزايد حجم الخطاب الإعلامي الداعم للجماعة من خلال القنوات الإخوانية التي تبث من إسطنبول.
في مقال نُشر في مارس/ آذار الماضي، تطرق الباحث السوري والمتخصص في الشؤون التركية والكردية خورشيد دلي، إلى الدعم العسكري والمالي والإعلامي الذي تقدمه أنقرة لجماعة الإصلاح في اليمن.
وقال دلي إن أنقرة تواصل انتشارها في المناطق الواقعة تحت سيطرة الإصلاح من خلال هيئة الإغاثة التركية (IHH)، إذ أن الدعم الإنساني أصبح ستارا للتدخل التركي عبر عناوين إقامة مستشفيات ومدارس وتقديم المعونات الغذائية.
لكن في حقيقة الأمر، تحول هذا النشاط إلى جهد استخباراتي بامتياز، كما يشير الكاتب- ولعل مثل هذا النشاط في العراق وسوريا وليبيا والصومال وغيرها من المناطق، يؤكد هذه الحقيقة، ويترجم طبيعة المتاجرة بالشعارات الإنسانية والأخلاقية لصالح أجندة توسعية لها علاقة بالسيطرة والهيمنة من خلال إنشاء جماعات عسكرية تابعة لها، وتمكين هذه الجماعات من السيطرة وامتلاك عناصر القوة، تطلعا للوصول إلى السلطة
ومع تصاعد وتيرة المخططات المشبوهة لمحور قطر ـ تركيا في اليمن عبر أدواتهم في حزب الإصلاح، وبعد تفجير معركة خاسرة في محافظة أبين، مؤخرا، باتت حضرموت مهددة بدوامة من الفوضى يسعى إليها التنظيم الإرهابي
وعلى وقع هذا التهديد، بدأت الأصوات اليمنية تتعالى رفضا لتلك المؤامرات، وتطالب بتعبئة وطنية شاملة ضدها.
رفض جاء على لسان وكيل وزارة الإعلام اليمنية، نجيب غلاب، الذي أكد أن هناك حاجة ملحة لإعلان عربي رسمي وشعبي ضد التدخلات الإيرانية والتركية.
كما دعا إلى تعبئة وطنية شاملة ضد وكلاء الدولتين، في إشارة للحوثي والإصلاح، معتبرا أنهما "رأس حربة استعمار من النوع الحاقد المتغطرس الذي يستعبد جماعات دينية جشعة غارقة في خرافة الولاية والخلافة".
وأشار غلاب، في سلسلة تغريدات عبد تويتر، إلى أن "تركيا تتحرك في المناطق الهشة وأداتهم الإخوان".
ورأى المسؤول اليمني، أن التواجد التركي في ليبيا وقطر والصومال ومساعيه المحمومة في اليمن، يجعل تركيا عمليا تدير حرب كإيران ضد العرب".
وفي اليمن، يقول خبراء وتقارير صحافية إن تركيا تترك بصمتها التخريبية في مناطق التوتر الغنية بالنفط، كما حدث في سوريا حيث تعاونت مع تنظيم داعش للحصول على نفط رخيص، ولاحقا في ليبيا.
بيْد أن اللافت في النشاط التركي في اليمن تداخله بعوامل محلية وإقليمية عددها الباحث السوري خورشيد دلي، والتي تتمثل في بروز حالة من الاصطفاف الإقليمي التركي الإيراني القطري في مواجهة التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن.
مجموعة عوامل لم تغفل التحالف الوظيفي والتقاطع المشترك في الداخل اليمني بين جماعة الحوثي والإخوان في هذا البلد، إلى جانب التنسيق العسكري بين الطرفين لضرب وحدة التحالف العربي وقوات الشرعية.
وتعتقد أنقرة أن الفجوات الأمنية التي خلفها تنظيم القاعدة بالمحافظات اليمنية، خصوصا تلك المجاورة لشبوة وأبين، توفر أرضية ملائمة يمكن من خلالها استنساخ سيناريو تدخلها في ليبيا عبر تجنيد ونقل فصائل متطرفة، لكنها تتبنى فكر وأيديولوجيا قريبة من جماعة الإخوان، علاوة على المرتزقة.
فكما عولت في ليبيا على ما يسمى بحكومة الوفاق الإخوانية، تنظر أنقرة إلى حزب الإصلاح فرصة لسيناريو مماثل في اليمن، في نوايا خبيثة بدأت تركيا بإبرازها منذ تمسك الحزب الإخواني بعرقلة تنفيذ اتفاق الرياض، الموقع برعاية السعودية، قبل أشهر بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي.
مخطط كان لابد وأن يجري التمهيد له إعلاميا عبر أذرع أردوغان التي صبت كامل اهتمامها على الملف اليمني، معتمدة ذات المسار في الأزمة الليبية، عبر الترويج لـ"تثبيت الشرعية" في اليمن.
كما نقل إعلام تركي رسمي، الإثنين، حيثيات ندوة عقدها دبلوماسيون أتراك ونشطاء يمنيون عبر دائرة تلفزيونية مغلقة بعنوان "حرب اليمن والمجتمع الدولي"، ناقشت حاجة اليمن إلى تدخل تركي مباشر كما حدث في كل من ليبيا والصومال.