تسعى مصر جاهدة الى تشكيل توافق عربي موسع لدعم جهود احلال السلام في ليبيا بعد طرحها لمبادرة تنهي الصراع العسكري بين الفرقاء بما يحفظ امن واستقرار المنطقة ويمنع التدخلات الاجنبية.
وفي هذا الصدد بحث الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة" الثلاثاء الوضع في ليبيا وتطورات جائحة كورونا وسبل مكافحتها.
وصرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية بأن الاتصال - الذي جاء بمبادرة بحرينية - تناول عددا من موضوعات التعاون الثنائي في عدة مجالات، وذلك في إطار العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين.
وتتوافق القاهرة والمنامة في عدد من الملفات في المنطقة خاصة مواجهة الانتهاكات القطرية ورفض سياسة الدوحة في دعم التنظيمات المتطرفة اضافة الى مواجهة الخطر الايراني والتصدي لحلفائه وكذلك مواجهة النفوذ التركي المتصاعد.
وتعرض الامن القومي العربي لانتهاكات طيلة السنوات الماصية حيث تحولت عدد من الدول العربية على غرار سوريا وليبيا واليمن الى ساحات للتدخلات الاجنبية.
وقررت مصر والبحرين اضافة الى المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة قطع علاقاتها مع قطر سنة 2017 بسبب اصرار الدوحة على دعم المتطرفين اعلاميا وماليا.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية إنه تم تبادل وجهات النظر بشأن عدد من الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث تم التوافق علي الاستمرار في جهود التوصل إلى تسوية سياسية للازمات القائمة في المنطقة على نحو يدعم سيادة الدولة الوطنية ووحدتها وعودة مؤسساتها وحماية مقدرات الشعوب.
وأضاف أنه تم التباحث حول القضية الليبية في ضوء إطلاق مبادرة إعلان القاهرة بشان التسوية السياسية الشاملة حيث أكد العاهل البحريني دعمه للمبادرة الهادفة لتحقيق الأمن والإستقرار في ليبيا الشقيقة، وتقويض التدخلات الأجنبية بها.
وعبرت مصر اضافة الى عدد من الدول العربية عن رفضهم للتدخل التركي والدعم غير المشروط لميليشيات الوفاق سواء بالاسلحة والمرتزقة ما صعد من التوتر والقتال في ليبيا.
وندد البرلمان العربي صراحة بالتدخل التركي في ليبيا كما نددت جامعة الدول العربية بالتدخلات الاجنبية التي صعدت من الازمة الليبية.
وتسعى القاهرة الى تحقيق توافق عربي قادر على مواجهة تلك التدخلات وبالتالي حماية الامن القومي الليبي الذي لا يتجزا عن الأمن القومي العربي.
وتبذل مصر الى جانب الجزائر كدولتين عربيتين إقليميتين مجاورتين لليبيا جهودا كبيرة لفتح الباب امام استئناف المفاوضات السياسية رغم اصرار تركيا على مواصلة الحرب للوصول الى حقول النفط والموانئ النفطية في اطار استراتيجيتها للسيطرة على مقدرات الشعب الليبي.
كما تناول الاتصال بين الرئيس المصري وعاهل البحرين كذلك، جهود مكافحة انتشار وباء كورونا المستجد، حيث تم الاتفاق على تعزيز التعاون المشترك في هذا الصدد من خلال تبادل الخبرات والتنسيق بين جهات تقديم الرعاية الصحية بالبلدين الشقيقين.