تحليلات

عرض الصحف العربية..

تقرير: استفزازات تركيا في ليبيا.. لماذا أثارت غضب باريس؟

سعي فرنسي للجم أنقرة

وكالات

اتسع الغضب العالمي من التدخل التركي في الأزمة الليبية، خاصة بعد خروج فرنسا عن صمتها وإعرابها عن استيائها من الاستفزازات التركية المستمرة بحق دول المنطقة.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الخميس، كثفت تركيا من تحضيراتها لتنفيذ تحرك عسكري واسع في ليبيا، فيما أدانت دول ومنظمات أممية تعدي تركيا وإيران على سيادة العراق.

سعي فرنسي للجم أنقرة
أشارت صحيفة الشرق الأوسط، في تقرير لها، إلى أن وزراة الدفاع الفرنسية دخلت على خط التنديد بدور تركيا في ليبيا وفي مياه المتوسط، بعد قصر الإليزيه ووزارة الخارجية.

وذكرت أن باريس تسعى لدفع حلف الأطلسي "الناتو"، من أجل لجم ما تسميه أوساطها "المغامرة" التركية الجديدة، الذي ترى فيه مع عدد من البلدان الأوروبية تهديداً لمصالحها في منطقة نفوذ تقليدية لها.

وأوضحت أن ما يجري اليوم ليس سوى استمراراً للحرب الكلامية بين باريس وأنقرة، على خلفية الملفات المتفجرة بينهما، سواء كان ذلك فيما يخص الابتزاز التركي للاتحاد الأوروبي في موضوع اللاجئين بالأراضي التركية، أو سياسة أنقرة تجاه أكراد سوريا، أو دورها داخل الحلف الأطلسي والتزامها بقواعد التعامل المتبعة في إطاره.

ووفقاً للصحيفة، ترى الأوساط الفرنسية أن أردوغان يسعى لفرض واقع ميداني وعسكري واقتصادي جديد، وأنه بصدد تجميع أوراق متنوعة لما يمكن أن يحصل من مفاوضات لاحقة.

عملية التفاف تركية
ومن جهتها، ذكرت صحيفة العرب اللندنية أن الضباط الأتراك الناشطون في ليبيا كثفوا من تحضيراتهم لتنفيذ تحرك عسكري واسع يُوصف بأنه "عملية التفاف" كبيرة ستُضيف إلى الدور التركي زخماً إضافياً بأبعاد تكتيكية وأخرى استراتيجية، ستكون لها تأثيرات مباشرة على موازين القوى السياسية، وعلى مصالح فرنسا وروسيا التي باتت مُهددة بالأطماع التركية.

وقالت مصادر عسكرية ليبية إن "هذه التحضيرات بلغت مرحلة مُتقدمة، وهي تندرج في إطار عمل عسكري نوعي، مدفوع بنزعة عدوانية لوضع المشهد العام في ليبيا أمام متغيّر مفصلي، سيُمكن أنقرة من أدوات ضغط على باريس ويُقلص مساحة المناورة لدى موسكو".

وكشفت أن خطة هذا العمل العسكري الذي وصفته بـ"العربدة التركية المُنفلتة"، مُدرجة في جدول أعمال الزيارة غير المسبوقة إلى طرابلس التي بدأها أمس الأربعاء وفد وزاري تركي رفيع، يضم وزير الدفاع خلوصي أكار، ووزير الخزانة والمالية براءت ألبيرق، ووزير الاقتصاد نهاد زيبكجي، ومدير المخابرات هاكان فيدان.

وذكرت أن الأتراك يُريدون السيطرة على قاعدة "تمنهنت" في جنوب غرب ليبيا، من أجل أن تكون نقطة تحول ليتم البناء عليها لاحقاً في مسار التحرك العدواني التركي، باعتبار أن السيطرة على تلك القاعدة تفتح الطريق أمام السيطرة بسهولة على أبرز الحقول النفطية في البلاد.

وأوضحت المصادر أن الأيام الثلاثة الماضية اتسمت بتحركات ميدانية مُريبة لها صلة بهذه الخطة، منها رصد دخول أكثر من 30 آلية عسكرية، تحمل مرتزقة سوريين، وعناصر إرهابية موالية لتركيا إلى مناطق الجنوب الليبي، للقتال ضمن ميليشيات حكومة السراج.

إدانة واسعة
وبدورها، قالت صحيفة الاتحاد الإماراتية في افتتاحيتها إن "سيادة الدول مسألة مقدسة للشعوب لا جدال فيها، محمية بموجب ميثاق الأمم المتحدة، والقانون الدولي، غير قابلة للانتهاك تحت أي مبرر".

وأضافت "ووفق مبدأ السيادة، ترتسم العلاقات بين الدول، سواء كانت مجاورة، أو تفصل بينها محيطات، لكن هناك دائماً من يشذ عن القاعدة في الخروج عن الأعراف والاعتداء على حدود الآخرين، والمثال الأقرب تركيا المصرة على صم آذانها عن أي احتجاج أو تنديد، والمضي في انتهاك سيادة دولة بعد أخرى، من العراق وسوريا إلى ليبيا، وإيران المصرة أيضاً على تدخلاتها، سواء في اليمن أو العراق وسوريا ولبنان".

وأشارت إلى أن الاعتداءات التركية والإيرانية التي تجاهلت الاحتجاجات العراقية الرسمية، والتنديد العربي الواسع بهذه الأعمال غير المسؤولة، تشكل انتهاكاً واضحاً لا لبس فيه لمبادئ القانون الدولي.

وأوضحت الصحيفة أن السيادة خط أحمر، والتدخلات العسكرية التركية والإيرانية التي باتت تشكل تهديداً للأمن القومي العربي لما تحمله من أطماع توسعية، لم تعد تخفى على أحد مرفوضة قطعياً أياً كان المبرر".

العقدة الروسية
وأما الكاتب أيمن سمير، فقد لفت في مقال له بصحيفة البيان الإماراتية، إلى العلاقات الروسية التركية قائلاً "هناك حكمة بالغة تقول إن من يقرأ التاريخ لا يخطئ القرار في المستقبل، وعلى مدار أكثر من 3 قرون منذ حرب القرم الأولى وحتى الحرب العالمية الأولى، كان الصراع هو العنوان الوحيد للعلاقات التركية الروسية".

وأضاف "رغم الخلافات التي نشبت بين البلدين، عمدت روسيا إلى الوقوف بجانب تركيا ومساعدتها في كثير من الأحداث، إلا أن ذلك لم يغير من عقلية أنقرة تجاه موسكو، والشاهد على هذا هو محاولة أردوغان اعتماد نظرية اللعب على المتناقضات في العلاقة مع موسكو وواشنطن".

وتابع" في النهاية أيقنت موسكو أن أنقرة لا تزال تحلم بتفكيك الاتحاد الروسي من خلال نشر الإرهاب والتطرف داخل بعض الجمهوريات الروسية كالشيشان وبشكيريا وأنغوشيا، كما أنها تتحالف مع جمع أعداء روسيا في آسيا الوسطى خاصة جورجيا وأوكرانيا، حيث الخلافات عميقة بين هذه الدول وروسيا".

وأوضح الكاتب أن "المشكلة الكبرى التي يستعد لها الطرفان الروسي والتركي ستكون عام 2023، حيث يقول أردوغان إن العمل باتفاقية حرية الملاحة في مضيق البوسفور سوف تنتهي، وأن المضيق سيتحول لمضيق وطني محلي داخل الأراضي التركية، ومن يريد العبور فيه عليه دفع رسوم ضخمة، وهو أمر لا يمكن لروسيا أن تقبله على الإطلاق".

وأردف قائلاً "يضاف إلى كل ما سبق، فشل كل المشروعات المشتركة خلال السنوات الأخيرة، كما أن رواية تركيا للغرب عن احتلالها لغرب ليبيا ينطلق من ادعائها بأنها ستكون قوة مانعة وحاجزة لأي نفوذ روسي في المستقبل، كما أن تفاصيل المشهد السوري دليل آخر على أن تركيا وروسيا لا يمكن أن يكونا في الخندق ذاته".

النزاهة على المحك.. تحليل قانوني لفضيحة السيرة الذاتية لرئيس وزراء السودان المؤقت


"كوسباس-سارسات" في الإمارات: تعزيز التعاون الإنساني بتقنيات الأقمار الصناعية


دبلوماسية أم حرب؟ مفاوضات روما تواجه شبح الهجوم الإسرائيلي على إيران


بعد عقود من الفوضى: هل يتمكن لبنان من نزع سلاح المخيمات وحزب الله؟