قضايا وحريات
عرض الصحف البريطانية..
غسل اليدين قد يكون أكثر فاعلية من لقاح محتمل بمواجهة كورونا
لا زالت القضايا ذات الصلة بفيروس كورونا مثل سبل التصدي للجائحة واجراءات فتح الاقتصاد بعد شهور من الإغلاق العام والمخاوف من موجة ثانية لوباء كوفيد 19 هي الشغل الرئيسي للصحف البريطانية الصادرة الثلاثاء. ومن بين القضايا الشرق أوسطية التي تناولتها الصحف رد الفعل البريطاني على اعتزام رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ضم مناطق في الضفة الغربية.
نبدأ من صحيفة الديلي ميل، التي انفردت بمقابلة مع هانز كلوغ، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا.
ويقول ديفيد تشرشل، صحفي الديلي ميل الذي أجرى المقابلة مع كلوغ، إن منظمة الصحة العالمية حذرت من أنه لا يمكن الاعتماد على لقاح مضاد لفيروس كورونا، وأن غسل اليدين والتباعد الاجتماعي قد يكونا هو السبيل للتعامل مع فيروس كورونا على المدى وقد يمثلان السبيل لمكافحته.
وقال كلوغ للصحيفة إن غسل الأيدي والتباعد الاجتماعي قد يكون لهما دور مماثل للدور المتوقع للقاح المضاد لفيروس كورونا في مكافحة كوفيد19.
وأضاف أنه "من الممكن أن يتم تطوير لقاح مضاد في غضون عام"، لكنه حذر من أنه (اللقاح) لن يكون "حلا سحريا" للأزمة الصحية العالمية.
وأشار، أثناء المقابلة، إلى أنه لا يعتقد أن اللقاح المنتظر المضاد للفيروس سوف يقضي تماما على الوباء، مؤكدا أنه لا ضمانات لفاعلية هذا اللقاح مع كل شخص يتناوله.
وأعرب كلوغ عن مخاوف حيال ألا تكون لدى كل دول العالم "فرص متساوية" للحصول على اللقاح المضاد. ومعنى ذلك أن إجراءات مثل غسل الأيدي والتباعد قد تكون من أكثر الأسلحة فاعلية في مواجهة فيروس كورونا حتى يتحول إلى مرض متوطن أو يكون الناس مناعة ضده.
ولدى سؤاله عما إذا كان اللقاح المضاد "سوف يغير كل شيء" في المشهد الحالي، أجاب كلوغ: "لا. الجميع يعتقدون أن اللقاح سوف يكون علاجا ناجعا. أما الأهم من كل شيء هو أننا لا نعرف ما إذا كانت فاعليته سوف تتحقق مع جميع الفئات العمرية".
وأضاف "الجميع يتحدثون عن أن اللقاح المضاد سوف يكون حلال سحريا. لكن ذلك غير صحيح على الإطلاق. فمنذ مئة عام كانت لدينا الإنفلونزا الإسبانية، فماذا كانت الاستراتيجية الأفضل للتعامل معها؟ ينطبق ذلك على ما نمر به في الوقت الحالي؛ غسل الأيدي والتباعد".
وأكد أن حلمه "الأكبر" هو أن يتعرض الفيروس لطفرة تجعله أقل فتكا بالمصابين.
وقال: "سوف يكون في هذه الحالة مرضا متوطنا مثل الإنفلونزا العادية، تتصاعد أعراضها ثم تصبح أقل فتكا ثم يتوجب علينا حينها أن نتعلم كيف نتعايش معها".
وننتقل لصحيفة الغارديان وتقرير لباتريك وينتور، المحرر الدبلوماسي للصحيفة، بعنوان "انتقادات لبريطانيا إزاء ردها الفاتر على خطة إسرائيل بشأن الضفة الغربية".
ويقول الكاتب إن بريطانيا تواجه ضغوطا لاتخاذ إجراءات مادية ملموسة، وليس فقط مجرد إدانة "هزيلة"، لقرار ضم إسرائيل مناطق من الضفة الغربية. وتتمثل هذه الضغوط في انتقادات أطلقتها 14 مؤسسة خيرية بريطانية وجماعة حقوقية.
ويضيف أن ذلك يأتي ذلك بعد تأكيد ليزا ناندي، وزير خارجية حكومة الظل في بريطانيا، على دعم حزب العمال فرض حظر على الواردات البريطانية التي تنتج في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة حال مضي حكومة إسرائيل قدما في ضم أي جزء من المناطق الفلسطينية.
وأعلن كير ستارمر، زعيم حزب العمال البريطاني دعمه لمقترح ناندي الذي من المتوقع أن يُطرح للمناقشة في مجلس العموم البريطاني الثلاثاء.
ويقول وينتور إنه لا تتوافر بيانات رسمية عن صادرات المستوطنات الإسرائيلية إلى الاتحاد الأوروبي لأن إسرائيل لا تفرق بين صادراتها التي تنتج في المستوطنات وباقي الصادرات التي تخرج من مناطق أخرى. رغم ذلك، تشير أحدث الإحصائيات إلى أن قيمة هذه الصادرات الإسرائيلية تقدر بحوالي 229 مليون يورو أي ما يمثل 2.00 في المئة من صادرات إسرائيل إلى منطقة اليورو التي سجل إجماليها 14.7 مليار يورو عام 2017.
وأضاف وينتور أن وزارة الخارجية البريطانية قالت إن أي ضم غير شرعي للأراضي الفلسطينية المحتلة لا يمكن السكوت عنه أو عدم الاعتراض عليه، لكنها أضافت أنها لا تزال تأمل في أن تتراجع إسرائيل عن خططها في هذا الشأن.
كما أشار بيان الخارجية إلى أن الملكة اللمتحدة تنسق لرد على القرار الإسرائيلي مع دول أوروبية كبرى، لكن الاتحاد الاوروبي لا يزال منقسما حول الرد الرسمي مثل بدء البرلمان البلجيكي إجراءات للتصويت على عقوبات ضد إسرائيل، وهو التنسيق الذي قد يتوصل إلى تشكيل تحالف أوروبي ضد القرارات الإسرائيلية.
واتهم البيان الصادر عن مؤسسات خيرية، في مقدمتها مؤسسة المعونة المسيحية، بريطانيا بأنها أصدرت رد فعل "هزيل وفاتر"، مؤكدا على أنه في حين تشدد بريطانيا على "معارضتها القاطعة للضم، وتأكيدها على أنه إجراء غير شرعي، فشلت المملكة المتحدة في إظهار كيفية معارضتها بخطوات واضحة".