تقارير وتحليلات
الإفتقار إلى التخطيط الإستراتيجي..
مجلة أمريكية: مغامرة أردوغان في ليبيا محفوفة بالمخاطر
قالت مجلة ”فورين بوليسي“ الأمريكية اليوم الجمعة، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قرر التدخل العسكري المباشر في ليبيا دون سياسة خارجية واضحة بل بداعي الانتقام، وإن قواته في ذلك البلد العربي ستكون منهكة ومكشوفة دون إستراتيجية محددة.
ورأت المجلة أن أردوغان يحيد كثيرا عن السياسة الأمنية الوطنية بإرسال قوات عسكرية على بعد آلاف الكيلومترات عن تركيا في الوقت الذي ينشغل فيه بمواجهة الأكراد في العراق وشمال سوريا، معتبرة أن الهواجس الأمنية لأنقرة تجاه الأكراد ”منطقية“.
ووفقا للمجلة الأمريكية، فإن مغامرة أردوغان في ليبيا ”ليست منطقية“، ومن الصعب تصورها في إطار الإستراتيجية الخارجية والأمنية لتركيا، واصفة إياها بـ“محاولة من أجل الانتقام واثبات القوة“ دون هدف أو إستراتيجية واضحة حتى الآن.
وأشارت المجلة إلى أن سياسة إبراز العضلات التي يمارسها أردوغان أيضا ضد اليونان، ”غير مبررة“ وزادت التوتر بين البلدين بشكل كبير.
وقالت المجلة: ”دون إستراتيجية واضحة في ليبيا، سيجد الأتراك أنفسهم مكشوفين ومنهكين، ومن غير الواضح حتى الآن لماذا يعتقد أردوغان أنه قادر على ترويض ليبيا ومنع العنف والتقسيم“.
وأكدت المجلة أنه ”حتى وإن قرر خليفة حفتر (قائد الجيش الوطني الليبي) الاستسلام فإن الأتراك سيجدون أنفسهم في بلد منهار كليا، مشيرة إلى أن مصر ”لن تقبل بتواجد تركي عسكري قرب حدودها“.
ولفتت المجلة إلى تحذيرات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الشهر الماضي بشأن الخطوط الحمر في ليبيا، ورفض بلاده التدخل العسكري التركي في هذا البلد العربي.
وأشارت المجلة إلى تصريحات أنقرة المتكررة الأخيرة بِشأن إحياء ”الوطن الأزرق“، وهي إستراتيجية تهدف إلى توسيع نفوذ تركيا في بحر أيجة والبحر الأبيض المتوسط لاستغلال مصادر النفط والغاز، التي طرحها جنرال بحري تركي أول مرة عام 2006.
وقالت المجلة ”إن هذه الخطة السامة والمربكة هي التي باتت توجه السياسة التركية الأكثر عدوانية في المنطقة، خاصة في البحر المتوسط وليبيا، وهي في الحقيقة مثيرة للاهتمام لأنها تعكس حقيقة تفكير قيادات تركيا السياسية والعسكرية“.
وختمت المجلة تقريرها بالقول أن هذه السياسات التركية تعكس حنين الأتراك للقوة والنفوذ، مشيرة إلى أن خطة ”الوطن الأزرق“ تفتقر إلى التخطيط الإستراتيجي.