تقارير وتحليلات
مليونية المكلا تبعث برسائل هامة..
تقرير: الجنوب يلفظ هادي.. ما مستقبل حكومة الرئيس المؤقت؟
تقلص نفوذ حكومة الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور، وبات يواجه رفضا شعبيا، وذلك بفضل تحالف هادي، مع أشد خصوم الجنوب، تنظيم الإخوان الإرهابي الممول من قطر وتركيا.
فقد عززت المليونية التاريخية التي شهدتها مدينة المكلا بمحافظة حضرموت، كبرى مدن الجنوب، عصر السبت، الحضور الشعبي والسياسي للمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يخوض وفده مفاوضات مطوّلة في العاصمة السعودية الرياض مع حكومة اليمن المؤقتة، وعلى العكس من ذلك أصبح هادي مهددا بخسارة آخر معاقل حلفائه "مأرب" التي يعتزم الحوثيون السيطرة عليها.
مئات الآلاف من أهالي مختلف مديريات محافظة حضرموت الساحل والوادي، خرجوا في مليونية حاشدة كانت قد دعت لتنظيمها الإدارة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في المحافظة، عبرّت عن دعمها للمجلس الانتقالي الجنوبي، وجددت موقف حضرموت الشعبي إلى جانب المجلس، وطالبت هذه المرة بتطبيق قرار الإدارة الذاتية في المحافظة.
حضرموت سجلت تاريخا جديدا كتب في الثامن عشر من يوليو (تموز)، بعد ان خرج مئات الآلاف من أبناء المحافظة في تظاهرة كبيرة، دعما للإدارة الذاتية للجنوب، وتأكيدا على تمسك أبناء الجنوب بالاستقلال واستعادة دولتهم السابقة على ترابها الوطني قبل الثاني والعشرين من مايو (آيار) العام تسعين ميلادية.
تظاهرة السبت حملت رسائل سياسية عديدة، بل أنها جاءت كاستفتاء شعبي شامل يتجدد دائما للإدارة الذاتية، وحق تقرير المصير، ودعما لتمسك المجلس الانتقالي الجنوبي كممثل عن الجنوب في اي مفاوضات للحل السياسي النهائي، للأزمة في اليمن.
الرسائل السياسية أكدت على حق أبناء حضرموت في السيادة على أرضهم وثرواتها النفطية واستعادة الموارد المنهوبة، وفي طليعتها استعادة ميناء الوديعة البري، ودعم قوات النخبة في اجتثاث التطرف والإرهاب الذي يعبث بوادي حضرموت ومدن الجنوب الأخرى.
أحمد سعيد بن بريك، رئيس الإدارة الذاتية للجنوب، أكد أن هذه المليونية جاءت تأييدا للإدارة الذاتية، معتبرا ان اعلانها في محافظة حضرموت ساحلها وواديها، أتت ليقول أبناء الجنوب من خلالها لقوى الفساد "أرحلوا من أمامنا، أرحلوا لنسير من أجل انقاذ هذا الشعب، فلا يجوز أن تكون محافظة حضرموت وهي تنتج ما يوازي 120مليون دولار شهرياً وتحرم من الكهرباء والماء".
تصريحات بن بريك مهدت الطريق لاستعادة وادي حضرموت من قبضة قوات عسكرية تدين بالولاء لنائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر، وكذا نحو استعادة ميناء الوديعة البري الذي تسيطر عليه حكومة مأرب الإخواني، وتذهب موارده إلى بنك مأرب المنفصل عن بنك عدن المركزي.
لكن اجمالا تؤكد حضرموت على ان مشروع "هادي" الذي اقره عقب انتهاء مؤتمر حوار صنعاء بالفشل في العام 2014م، بتقسيم الجنوب إلى اقليمين، في محاولة لضرب المشروع الوطني الجنوبي، قد لفظته تظاهرة السبت، وحددت مستقبل الحكومة اليمنية، وبدأت العد التنازلي لرحيل السلطة التي كانت سببا رئيسا إلى جانب الحوثيين في انتاج الحرب المدمرة.
ونهاية حكم هادي، تبدو أيضا رغبة إقليمية في وضع النهاية الحتمية للحرب المدمرة التي كان مخطط لها ان تستعيد اليمن الشمالي من قبضة الذراع الإيرانية، قبل ان يحرف حلفاء الرئيس المؤقت بوصلتها صوب الجنوب الذي استطاع هزيمة المشروع الحوثي.