تقارير وتحليلات
سياسي سعودي يحث الخرطوم على التطبيع...
تقرير: السودان.. ما الذي يخشاه من إعلان السلام مع إسرائيل؟
يبدو أن الخرطوم كانت على وشك اعلان التوصل الى اتفاقية سلام مع تل أبيب، في ثاني اعلان عربي بعد اعلان دولة الإمارات العربية توقيع اتفاقية سلام مع إسرائيل، تلزم بموجبه الأخيرة على وقف الاستيطان والضم للأراضي الفلسطينية واستئناف الحوار على حل الدولتين؛ غير ان اعلان المتحدث باسم الخارجية قد عرقل او أجل الإعلان السوداني.
الأزمة في السودان
ويعاني السودان من أزمات متتالية في ظل تدخلات إقليمية تعمل على ارباك المشهد كما تفعل هذه الأطراف في العديد من الأقطار العربية، غير ان الخرطوم بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير يعمل على إعادة الاستقرار إلى الجزء المهم من المنطقة العربية.
تعمل أطراف إقليمية أبرزها قطر على اثارة الفوضى في السودان، لكن انشغال الدوحة بملفات أخرى أبرزها الجنوب واليمن، جعل السودان يمضي في لملمة أوراقه نحو تجاوز عقبة نظام عمر البشير.
وفق تقارير ومصادر دبلوماسية – اطلع عليها محرر صحيفة اليوم الثامن – تشير الى ان الخرطوم كانت على وشك الإعلان عن توقيع اتفاقية سلام مع إسرائيل، غير ان ضغوطا إقليمية أجلت النظر في ذلك، على الرغم من تصريح المتحدث باسم الخارجية السودانية، الذي أقر بنية بلاده توقيع اتفاقية السلام، قبل ان تتخذ الحكومة قرارا بعزله من منصبه كمتحدث للخارجية، سبقته بنفي التصريحات التي أدلى بها.
السودان والسلام مع إسرائيل
الثلاثاء، أعلن المتحدث باسم الخارجية السودانية حيدر بدوي صادق، أن بلاده تتطلع لاتفاق سلام مع إسرائيل، قائم على الندية ومصلحة الخرطوم "دون التضحية بالقيم والثوابت".
وأضاف صادق في مقابلة مع تلفزيون "سكاي نيوز عربية"، أنه "ما من سبب لاستمرار العداء بين السودان وإسرائيل"، مضيفا: "لا ننفي وجود اتصالات" بين البلدين.
وأوضح صادق أن السودان وإسرائيل سيجنيان فوائد وثمارا من عقد اتفاق سلام.
وأشار المتحدث إلى أن الخارجية السودانية تتطلع لقيادة الاتصالات مع الجانب الإسرائيلي، من أجل توقيع اتفاق سلام.
وأثنى الدبلوماسي السوداني على خطوة الإمارات بتوقيع معاهدة سلام مع إسرائيل، واصفا إياها بـ"الجريئة والشجاعة التي ترسم خط السير الصحيح لباقي الدول العربية".
إسرائيل تعلق على تصريحات الدبلوماسي السوداني
وردا على التصريحات السودانية، ذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على حسابه الرسمي في "تويتر" أن "إسرائيل والسودان والمنطقة بأسرها ستربح من اتفاقية السلام وتستطيع أن تبني معا مستقبلا أفضل لجميع شعوب المنطقة".
وأضاف: "سنقوم بكل ما يلزم من أجل تحويل هذه الرؤية إلى حقيقة واقعة".
ووصف بيان مكتب نتانياهو موقف وزارة الخارجية السودانية بـ"القرار الشجاع الذي اتخذه رئيس مجلس السيادة السوداني الذي دعا للعمل على تعزيز العلاقات بين البلدين".
لقاء نتانياهو والبرهان
وفي فبراير، التقى نتانياهو عبد الفتاح البرهان رئيس الحكومة الانتقالية في السودان، خلال رحلة إلى أوغندا حيث تعهدا بمواصلة إقامة العلاقات بين البلدين.
وزير الخارجية السعودي: أي جهود تعزز السلام في المنطقة وتؤدي لمنع ضم الأراضي الفلسطينية نعتبرها "إيجابية".
إعفاء المتحدث باسم الخارجية من منصبه
الأربعاء، قررت وزارة الخارجية السودانية، إعفاء المتحدث باسمها حيدر بدوي من منصبه، وتكليفه بالعمل في دائرة أخرى، وذلك على خلفية تصريحاته بقرب توقيع السودان اتفاقية سلام مع إسرائيل.
ولم تنفى الخرطوم صحة التصريحات التي أدلى بها صادق، غير انها اعتبرت تصريحات المتحدث المقال بشأن العلاقات مع إسرائيل "أوجدت وضعا ملتبسا يحتاج إلى توضيح".
وأضافت الخارجية السودانية أنه "لم يتم تكليف الناطق باسم الوزارة الإدلاء بأي تصريحات حول السلام مع إسرائيل".
طي صفحة عمر البشير
قال رئيس حزب الأمة السوداني، مبارك الفاضل المهدي، الثلاثاء، إنه يأمل أن تطوى "صفحة عمر البشير" العدائية مع إسرائيل وأن يفي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بتعهداته.
وذكر الفاضل، في حوار مع "سكاي نيوز عربية": "صفحة عمر البشير مع إسرائيل أدت إلى العديد من الهجمات الإسرائيلية على الخرطوم والعقوبات الاقتصادية الأميركية".
وأضاف "نأمل أن نطوي هذه الصفحة وأن يفي نتانياهو بتعهادته المتمثلة في مساعدة السودان على الخروج من قائمة الدول الراعية للإرهاب ورفع كافة العقوبات الاقتصادية، حتى تستطيع بلادنا أن تنضم للأسرة الدولية ويرتب أحواله الاقتصادية".
وتابع "علاقتنا مع اليهود قديمة جدا، حيث كانت لدينا جالية كبيرة في السودان، كما كنا نصدر المنتجات الزراعية في الخمسينيات إلى إسرائيل".
وأوضح "العلاقة مع إسرائيل تواجه الكثير من الحوائط النفسية المرتبطة بالإعلام المضاد.. لكن الخطوة التي قامت بها الإمارات ستسهل الوضع بالنسبة للسودان".
وأردف مبارك الفاضل قائلا "أرى أنه يجب أن يكون هناك تنسيق مع الإمارات في عقد هذا الاتفاق.. خطوة الإمارات شجعت الموقف السوداني لكي يتابع هذه الخطوة".
تل أبيب تقر بوجود اتصالات مع الخرطوم
وأقرت تل ابيب بوجود اتصالات مع الخرطوم بشأن توقيع اتفاقية سلام، حيث قال وزير المخابرات الإسرائيلي، إيلي كوهين، إنه خلافًا لتصريحات وزارة الخارجية السودانية، فإن هناك “مفاوضات مع السودان حول اتفاق سلام”.
وقال كوهين للقناة الإسرائيلية (12): “هناك اتصالات تجري بالفعل بين الطرفين”.
وأضاف "هناك اتصالات مع السودان والاتفاق سيشمل موضوع إعادة المتسللين من إسرائيل إلى السودان".
وتابع كوهين: “سيتم التوصل إلى اتفاقيات إضافية مع دول أخرى في الخليج ودول في إفريقيا".
نصيحة سعودية للسودان بالتطبيع
وجه كاتب وسياسي سعودي بارز نصيحة للسودان بالتطبيع مع إسرائيل، معتبرا ان ذلك جزء من الانفتاح على العالم المتطور.
ودون الكاتب والسياسي السعودي محمد آل الشيخ على منصة تويتر قائلا :"أيها السودانيون، طبعوا مع اسرائيل، ولا تكترثوا بأصوات المتخلفين العرب، فلقد جربتم التأسلم السياسي ايا البشير وقبله القوميين العرب، ولم تحصدوا الا الإفلاس والخببة والفشل، فانفتحوا على العالم المتطور، وعلى المستقل، وأول خطوة في هذا الانفتاح السلام مع إسرائيل".
ما الذي يخشاه السودان من اعلان التطبيع
لا يبدو ان السودان يخشى التطبيع مع إسرائيل، فالحوارات تبدو قد بدأت منذ إزاحة عمر البشير، لكن الخرطوم تريد المضي بخطوات مدروسة نحو اعلان معاهدة سلام مع تل ابيب، وهو ما يبدو قريبا نظرا للكثير من المعطيات على الأرض.
وإعلان السودان المنتظر ربما يسبقه او يتبع اعلان من دول عربية تعتزم القيام بالخطوة ذاتها التي قامت بها الإمارات.
------------------------------
المصادر| سكاي نيوز عربية، صحيفة اليوم الثامن، وكالات أنباء