صعد الإعلام الموالي لتنظيم الإخوان الإرهابي، حملته ضد الإمارات، في سياق خطة مستمرة لتضليل الرأي العام اليمني والعربي، بافتعال قضايا ومشاكل وهمية متى سنحت المناسبة، وفي ظل التطور المفاجئ الذي أفحم التنظيم ورعاته في الدوحة، وأنقرة دخل اليمن على خط المزايدات من باب أرخبيل سقطرى، هذه المرة.
ورغم شهادات موثقة بالفيديو، والصورة، والتقارير التلفزيونية والصحافية، وشهادات أهالي سقطرى أنفهسم، أطلق الإعلام الإخواني منذ فترة قصيرة، حملة للتصدي"لإقامة قاعدة عسكرية إماراتية في سقطرى".
ورغم تكذيب المسؤولين اليمنيين أنفسهم، بمن فيهم الذين يمثلون الشق الموالي للتنظيم الإخواني في عدن، والمتحدثين باسم أنقرة والدوحة الذين لم يتجرأوا على مثل هذا الاتهام، ورغم تكذيب المواطنين اليمنيين، أصرت هذه الجهات على اتهاماتها، وتأكيد وجود مشروع لإقامة قاعدة عسكرية في الأرخبيل.
ووفاءً للاستراتيجيات الإخوانية المعروفة، والتكتيك الذي أصبح مكشوفاً وبمجرد إعلان معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل، تحول المشروع من قاعدة إماراتية، إلى "محطة عسكرية تشترك الإمارات وإسرائيل لإقامتها في الأرخبيل".
وبالتوازي مع هذه الحملة، ورغم أن القاصي والداني يعرف أن السفن الإماراتية التي تصل إلى الأرخبيل مثل غيره من المناطق اليمنية الأخرى، لم تكن محملة بأسلحة لا خفيفة ولا ثقيلة، ولكن بأطنان من المواد الإغاثية والمساعدات الإنسانية المختلفة، ورغم عجز هذه الجهات عن الإتيان بدليل أو نصف دليل على ما تزعم، إلا أن الحملة لم تتوقف، واتخذت منحى تصعيدياً في الفترة القليلة الماضية، ما يؤكد أنها مرحلة في مخطط أوسع، هدفه تركيز التهجم على الإمارات، خاصةً بعد المفاجأة المدوية التي خلفها القرار الاستراتيجي الذي اتخذته أبوظبي بالمضي في خيار السلام، والارتقاء به إلى مرحلة تبادل العلاقات الطبيعية مع إسرائيل، ما شكل صفعة قوية، أربكت حسابات قطر وتركيا، وأجبرتهما على الترنح لتفادي السقوط، ما يفسر ولو جزئياً ضرواة الحملة الشرسة الجديدة.
وتكشف هذه الحملة سعي التنظيمات الدائرة في فلك الإخوان إلى زعزعة استقرار الأرخبيل ومحاولة السيطرة عليه بإشعال فتيل الفتنة، واللعب على مبدأ فرق تسد لتحقيق طموحاتها، ويؤكد تقرير لموقع "المشهد" اليمني، نشر يوم الأحد الماضي، أن محافظة سقطرى تتعرض لمؤامرة مشبوهة من صنع وجوه يمنية معروفة، أبرزها المحافظ الإخواني رمزي محروس الذي عمل على فرض الهيمنة الإخوانية على المحافظة، وتمكين عناصر حزب الإصلاح من مناصب نافذة فيها.
وتؤكد التقارير، أن فقدان تنظيم الإخوان لسقطرى حرمه من نفوذ واسع، خاصةً أن الأرخبيل يعتبر بوابة باب المندب، وأفضل موقع لمراقبة حركة السفن والملاحة فيه، أي المنفذ الذي كان يُهيمن عليه إخوان اليمن، للتهريب بمختلف أنواعه من الأسلحة والممنوعات وصولاً إلى الجماعات الإرهابية للإضرار بالأمن الإقليمي وحركة الملاحة الدولية في بحر العرب بالشراكة مع الجماعات المتطرفة في القرن الأفريقي خاصة في الصومال، وفقاً لما ذكر موقع "الأمناء نت" يوم الأحد الماضي.
وتشير المصادر، إلى أن القيادي في حزب الإصلاح اليمني الإخواني حميد الأحمر، أشعل حملة التضليل والتهديد في سقطرى، بعد نشره تصريحات عن استعادة السيطرة على الأرخبيل سلماً أو حرباً، في حين يعكف بعض الإعلاميين الموالين للدوحة وأنقرة، مثل مختار الرحبي على التحريض على الإمارات والترويج لطائرات وسفن الأسلحة وغيرها، في الوقت الذي سارع فيه يمنيون كُثر إلى كشف هذه المغالطات وفضح التلاعب بصور وفيديوهات قديمة، لدعم الحملة.
وقال موقع "الأمناء" اليمني في 17 سبتمبر (أيلول) الجاري، إن حميد الأحمر أعد مشروعاً استثمارياً في سقطرى، بعد إبرام عقد مع المحافظ رمزي محروس الذي كان يُقيم في تركيا منذ أكثر من عام، ما يكشف بعض الجوانب في ملف سقطرى الجديد، الذي طرحه إعلام الإخوان على الساحة اليمنية من جديد في الفترة القليلة الماضية.