تقارير وتحليلات
"حوار استراتيجي بين الرياض وواشنطن"..
تقرير: أمريكا والسعودية.. بين اتفاقية أبراهام والسلام في الجنوب
عبر الولايات المتحدة الأمريكية عن دعمها لجهود المملكة العربية السعودية في التوصل إلى تسوية سياسية في (الجنوب)، بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الرئيس اليمني المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي، والأخيرة يتحكم فيها تنظيم الإخوان الإرهابي، الرافض بشكل قطي المضي في تنفيذ بنود اتفاقية الرياض التي رعتها قائدة التحالف العربي.
ويرفض إخوان اليمن الذين يتلقون دعما عسكريا وماليا من انقرة والدوحة، تنفيذ بنود اتفاق الرياض، من بينها الانسحاب من شبوة وأجزاء من أبين ووادي حضرموت والمهرة التي أصبح التنظيم يهدد بإسقاطها بإخراج قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية.
وعبر وزير الخارجية الأمريكي عن دعم بلاده لجهود السعودية في التوصل لتسوية سياسية في جنوب اليمن، وكذا اتفاقيات ابراهام.
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إنه بحث مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان اتفاقات إبراهام، في إشارة إلى اتفاقات تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات والبحرين مع إسرائيل، حيث تسعى الولايات المتحدة لضم الرياض إلى تلك الجهود.
وأوضح في تغريدة نشرها الثلاثاء، أن “من الجيد التحدث مع وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان. بحثنا اتفاقات أبراهام وشكرته على سعي السعودية لدفع السلام في جنوب اليمن. وأتطلع إلى حوار إستراتيجي مثمر في أكتوبر”.
وقالت صحيفة العرب "إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تنظر إلى السعودية كحليف تقليدي داعم لسياسات الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط وتتطلع معها لحوار إستراتيجي يعيد الحيوية إلى تلك العلاقات التاريخية على الرغم من محاولات دوائر ضغط مدعومة من جهات نافذة في واشنطن للتأثير في هذا الملف.
وعن تصريحات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، قالت الصحيفة انها أكدت تطلع واشنطن لحوار إستراتيجي مثمر مع الرياض في أكتوبر رغبة أميركية في توسيع وزيادة التعاون مع الرياض في ملفات إقليمية ودولية. ويصب في اتجاه عودة العلاقات السعودية الأميركية إلى حيويتها بعد التراجع الذي حدث منذ مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول.
وعملت دوائر سياسية في الولايات المتحدة مدعومة بشكل مباشر من قطر، التي تقاطعها السعودية وثلاثة بلدان عربية أخرى، على تأجيج صناع القرار في واشنطن ضد المملكة العربية السعودية وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي يقود إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية واسعة منذ صعوده إلى ولاية العهد.
وحسب ما نقلت صحيفة نيويورك تايمز، يؤكد مسؤولون أميركيون أن الإدارة الأميركية تصب اهتمامها على السعودية وبلدان عربية أخرى لضمها إلى قائمة الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية واسعة مع إسرائيل، على الرغم من عدم ترجيح هؤلاء المسؤولين لإمكانية ضم السعودية إلى هذه الاتفاقات هذا العام.
وقالت صحيفة العرب إن موعد عقد الحوار الإستراتيجي مع السعودية حيوي جدا بالنسبة للولايات المتحدة لأنه يتزامن مع الانتخابات الرئاسية الأمر الذي يعني أن ترامب مازال يعطي هذا الملف أهمية كبيرة.
وأشارت الصحيفة إلى أن التحرك صوب السعودية يأتي في خضم تزايد التوترات مع إيران بسبب ملفيها النووي والصاروخي وأنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة، حيث تحشد الإدارة الأميركية إقليميا ودوليا لتضييق الخناق أكثر على طهران للتفاوض على اتفاق جديد أكثر صرامة.
وقالت العرب إن السعودية عملت على مراجعة علاقاتها مع واشنطن كشريك إستراتيجي وحيد وبناء علاقات متنوعة مع الصين والهند وروسيا وفرنسا لكسر حالة الاحتكار والارتهان لجهة واحدة، بعد التناقضات العجيبة في علاقاتها بالأميركيين خلال ولايتين من رئاسة أوباما وولاية ترامب التي تنتهي أواخر هذا العام.
وأعادت الولايات المتحدة هذا الشهر تفعيل آلية “سناب باك” لإعادة فرض عقوبات أممية على إيران، كانت رفعت بموجب الاتفاق النووي.
وكان الاتفاق النووي الإيراني، الذي أبرمته إدارة الرئيس السابق باراك أوباما وأنهى ترامب التعامل معه، مثار انتقاد واسع من الرياض كونه لم يلجم التدخلات الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط وعملها الدؤوب لدعم ميليشيات متطرفة وطائفية سواء في سوريا أو لبنان أو العراق أو اليمن.
وأكدت الصحيفة الصادرة أن الرئيس الأميركي يرتبط بعلاقات وثيقة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حيث عملا معا لإعادة تصحيح الفتور غير المسبوق الذي شهدته العلاقات الأميركية السعودية في عهد أوباما، إضافة إلى ظهور قضايا بدت خلافية في ملفات النفط والدفاع والأمن بين البلدين بعد الحديث عن سحب الولايات المتحدة لأنظمة الدفاع الجوي من السعودية في مطلع مايو الماضي.