تقارير وتحليلات
خلافات على تقسيم إيرادات المساعدات الإنسانية المنهوبة..
تقرير: سقوط أقنعة الحوثيين.. هل تنهي الحرب العبثية في اليمن؟
سقطت أقنعة ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيًا بشكل متسارع خلال الأيام القليلة الماضية، ما جعلها أكثر انكشافًا، وبالأخص في الجانب الإنساني، والذي طالما شكل مادة خصبة للمزايدة من قبل قادة الميليشيات وحلفائهم الإقليميين؛ إذ أثارت من جديد قضية نهب المساعدات الإنسانية، ولكن هذه المرة كشفها قادة الحوثيين بأنفسهم وهم يتبادلون الاتهامات علنًا على اقتسام ما يتم نهبه من إيردات المساعدات الإنسانية المخصصة للشعب اليمني.
واتهم القيادي الحوثي عبد المحسن طاووس، وزير المياه والبيئة في حكومة الحوثيين غير معترف بها دوليًا نبيل الوزير، بالتلاعب بأموال المانحين ومساعداتهم، قائلًا: "ما ظهر من ملفات خاصة بوزارة المياه ومشاريعها بالشراكة مع اليونيسيف تمت بعيدًا عن المجلس".
كما كشف الطاووس الذي يرأس المجلس الأعلى لتنسيق الشؤون الإنسانية في حكومة الحوثيين الغير معترف بها دوليًا، في تغريدة له على تويتر، عن صفقة سابقة تقضي بتوفير 15 مليون لتر من مادة الديزل بواسطة إحدى المنظمات الدولية لعدد من مؤسسات الدولة خلال عامي 2017 و2018، ولكن لم يتم توفير سوى 5 ملايين لتر تقريبًا.
اختلاس الحوثيين 1.8 مليون دولار من ميزانية حملات مكافحة الكوليرا
وفي إطار عدة جرائم فضحها الحوثيونبأنفسهم، انطبق عليها مقولة: "ماشافوهمش وهما بيسرقوا شافوهم وهما بيتقاسموا"، كشف الإعلامي الموالي للحوثيين أسامة ساري، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، عن وثائق تتعلق بقضايا فساد مالي لوزير المياه في حكومة الحوثيين غير معترف بها، تتعلق بـ"اختلاس مبلغ 1.8 مليون دولار من ميزانية تمويل حملات مكافحة وباء الكوليرا، وحوالى 60 ألف دولار من ميزانية تمويل مشاريع التفتيش البيئي للمستشفيات المقدمة من اليونيسيف خلال عام 2018".
كما كشف الإعلامي الموالي للحوثيين عن اختلاس صفقتي شراء سيارات ممولة من اليونيسيف، بتكلفة إجمالية بلغت 670 ألف دولار بينها 13 سيارة تم شراؤها لهيئة حماية البيئة عام 2019، بالإضافة إلى اختلاس حوالي 199 ألف دولار من مشروع حملات التقييم البيئي للمناطق المتضررة من الصراع.
اتهامات رسمية
وتأتي تبادل الاتهامات بين قادة الحوثيين بنهب إيرادات المساعدات الإنسانية الموجهة للشعب اليمني بعد أشهر من إفصاح برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة عن سرقة نحو 60% من المساعدات في المناطق اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين وبيعها في السوق السوداء بصنعاء.
ووجّه برنامج الغذاء العالمي، اتهامات رسمية لميليشيات الحوثي بسرقة المعونات الغذائية، واصفًا الأمر بـ"السلوك الإجرامي"، وبأنه سرقة للطعام من أفواه الجياع.
وقال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي، إن غالبية المساعدات الغذائية يتم بيعها في الأسواق السوداء من قبل الحوثيين، ويذهب جزء منها لصالح جبهات القتال، فيما يتم حرمان ملايين الجوعى اليمنيين منها أو توزع في نطاقات محصورة، بما في ذلك على غير المستحقين.
ووفقًا لبيان رسمي، أفاد برنامج الأغذية العالمي، بأن سلطات الحوثيين قاومت مرارًا محاولات للتأكد من وصول المساعدات إلى مستحقيها والذين يتضورون جوعا “.
وطبقًا لإحصائيات اللجنة العليا للإغاثة اليمنية، تمت سرقة ونهب 13815 سلة غذائية من قبل الحوثيين، وتاجروا بها في السوق السوداء خلال ثلاث سنوات، منذ 2015 وحتى 2018.