تقارير وتحليلات
مفاوضات جوهريّة..
وقف إطلاق النار بين أرمينيا وأذربيجان.. هل يتيح تبادل أسرى الحرب؟
نجحت روسيا في عقد اتفاق بوقف اطلاق النار بين أذربيجان وأرمينيا في منطقة ناغورني قره باغ وذلك على الرغم من استمرار الاشتباكات في المنطقة المتصارع عليها بين البلدين.
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل حيز التنفيذ بحضور وزيري خارجي البلدين ظهر السبت في منطقة ناغورني قره باغ.
وقال وزير الخارجيّة الروسي سيرجي لافروف في بيان إثر المفاوضات إنّ وقفاً لإطلاق النار يبدأ ظهر السبت لأغراض إنسانيّة".
وأشار لافروف إلى أنّ وقف إطلاق النار سيتيح "تبادل أسرى حرب وأشخاص آخرين وجثث القتلى بما يتوافق ومعايير لجنة الصليب الأحمر".
وتبادلت ارمينيا وأذربيجان الاتهامات بمواصلة عمليات القصف حيث صرح مسؤول في إقليم ناغورني قره باغ قبيل دخول وقف لإطلاق النار حيز التنفيذ أن صواريخ أذربيجانية سقطت في ستيباناكرت صباح السبت.
وقال المسؤول أن أذربيجان قصفت مناطق مدنية في ستيباناكرت مرة أخرى بالصواريخ"، موضحا أنه لم ترد معلومات بعد عن الضحايا.
ورصدت مصادر صحافية دوي انفجارين صباح السبت بعد موافقة أرمينيا وأذربيجان على وقف لإطلاق النار .
في المقابل أعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية السبت أن أرمينيا "تقصف بكثافة" مناطق مأهولة بالسكان.
وقالت الوزارة في بيان قبل دخول الاتفاق حيز التنفيذ إن "القوات المسلحة الأرمينية تقصف بشكل مكثف المناطق المأهولة بالسكان وأذربيجان تتخذ إجراءات للرد بالمثل".
واتّفقت أرمينيا وأذربيجان على بدء "مفاوضات جوهريّة" للتوصّل إلى حلّ سلمي للنزاع في ناغورني قره باغ.
وقالت الخارجيّة الروسيّة في بيان، إنّ أذربيجان وأرمينيا ستُباشران "بوساطة الرؤساء المشاركين في مجموعة مينسك التابعة لمنظّمة الأمن والتعاون في أوروبا مفاوضات جوهريّة بهدف التوصّل إلى تسوية سلميّة" للنزاع في ناغورني قره باغ وسيتمّ التوافق لاحقًا "على المعايير المحدّدة" لاتّفاق وقف النار.
وبعد دعوات المجتمع الدولي المتواصلة إلى الهدنة، أرسلت باكو ويريفان وزيري خارجيتيهما إلى العاصمة الروسية لبدء مفاوضات، لإنهاء القتال الذي بدأ في 27 سبتمبر.
وجاء الاتفاق بين الطرفين، على خلفية دعوة وجهها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أطراف النزاع لوقف القتال لأسباب إنسانية.
ورحبت فرنسا التي تشارك برئاسة مجموعة مينسك، بوقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه ودعت إلى احترامه "الكامل".
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية أنييس فون دير مول "ترحب فرنسا بإعلان وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية بين أرمينيا وأذربيجان. ويتعين الآن تنفيذه والتقيد به بشكل كامل من أجل تهيئة الظروف الكفيلة بوقف دائم للأعمال القتالية بين البلدين".
ويثير تجدد القتال مخاوف في الخارج من "تدويل" النزاع في منطقة تتداخل فيها مصالح روسيا وتركيا وإيران والغرب، لا سيما أن باكو تحظى بدعم تركي فيما ترتبط موسكو بمعاهدة عسكرية مع يريفان.
ووجهت اتهامات إلى تركيا بالتدخل في النزاع عبر إرسال معدات عسكرية ومرتزقة سوريين ما أثار موجة انتقادات دولية.
وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه في حال امتدت المعارك إلى خارج قره باغ لتطال أرمينيا، فإن موسكو ستفي بـ"التزاماتها" بموجب تحالفها العسكري مع يريفان.
واندلع القتال مجددا في ناغورني قره باغ في 27 سبتمبر بين الأرمن والقوات الأذرية في هذه المنطقة التي يطالب بها البلدان.
وارتفع العدد الرسمي للقتلى صباح الجمعة إلى أكثر من 400 قتيل، بينهم 22 مدنيا أرمنيا و31 أذريا. لكن الحصيلة قد تكون أعلى من ذلك بكثير إذ يعلن كل جانب أنه قضى على الآلاف من جنود العدو ولم تعلن باكو عن خسائرها العسكرية.