الأدب والفن
قصة قصيرة..
ليتها قالت أكثر
تعبيرية
رن الهاتف الثابت داخلاً معترضاً على صوت قطرات الماء المتساقطة من الحنفية الذي كان يقطّع حبل أفكاره إرباً إرباً .. بينما هو جالس على طاولته القديمة يحاول وصل أفكاره علّه يكتب شيئاً غير الشخبطة في أوراق دفتره ..
هبّ ليرد على المتصل , وما أن امسك سماعة الهاتف وقال : مرحباً حتى ردت بصوت ناعم من الجانب الآخر معتذرة : الرقم خطأ . واغلقت الخط منهيةً لأقصر مكالمة تليفونية ..
بقي عدة ثوانٍ لم ينطق .. بل لم يعي وكأنما هي لحظات غاب فيها عن الوعي ..
وعاد إلى حيث كان جالساً فامسك القلم وورق مذكراته .. وانسابت الكلمات من طرف سن القلم على الأوراق ورقة ورقة وأمطرها أروع إبداعاته ..
من كلمة المعذرة التي نطقت بها بصوتها الناعم أستطاع أن ينسج خيالاً واسعاً من الأفكار الخصبة شكّل بها فصول روايته الجديدة .. وفتحت أمامه شعاعاً من النور أضاء غرفته البسيطة التي هي كل بيته والتي تعبق جدرانها برائحة ذكريات سنين عمره بكل تعرجاتها وفصولها المظلمة .. أخيراً أصبح له نوراً أضاء جوانحه وانعش خافقه .. وحرّك الركود في مجارير حواسه ومع كل كلمة يكتبها كانت تنتابه قشعريرةً من اللذة وهو يردد : عدتُ إلى الحياة أيها الموت .. حقاً لقد كان صوتها الناعم ترياق الحياة بالنسبة له ..
ليتها قالت أكثر لألّف كتباً من النثر والشعر !!
سعاد علوي