تقارير وتحليلات
الهروب من واقعة اغتيال حسن زيد..
تقرير: طهران تقدم وعودا لحكومة صنعاء باعتراف إقليمي ودولي
قدمت جمهورية إيران الإسلامية الداعمة للانقلابيين الحوثيين في اليمن، وعودا باعتراف إقليمي ودولي بحكومة صنعاء غير المعترف بها والوليدة نتيجة الإطاحة بالرئيس اليمني المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي، في الـ21 من سبتمبر (أيلول) 2014م.
واطاح الحوثيون وهم اقلية شيعية في أقصى الشمال اليمني، بالرئيس هادي الذي دفعت به مبادرة خليجية لمعالجة انتفاضة ما عرف بالربيع العربي في اليمن، واحكموا قبضتهم على المدن اليمنية الشمالية، دون أي مقاومة تذكر، باستثناء الجنوب الذي طردوا منه عقب مقاومة شديدة استمرت لأربعة أشهر.
وساهمت العديد من العوامل، من بينها وصول قيادات زيدية أبرزهم علي محسن الأحمر، إلى منصب نائب الرئيس اليمني، في بقاء الحوثيين وصمودهم، على الرغم من الحصار المطبق والغارات الجوية التي ينفذها تحالف دعم حكومة هادي، بقيادة السعودية.
ونقلت قناة العالم الإيرانية عن رضوان الحيمي الوزير المفوض في السلك الدبلوماسي في حكومة صنعاء (غير المعترف بها)، قوله إن هناك "ترتيبات على مستوى عال لإرسال بعض الدول سفرائها إلى صنعاء قريبا".
وبحسب القناة الإيرانية فقد برر الحيمي عدم وصول السفراء الى صنعاء، نتيجة الحصار الذي يفرضه التحالف العربي على البلد، لكنه تهرب من الإجابة حول كيف وصل السفير الإيراني الى العاصمة اليمنية، وقال "إن إيران لم تغلق سفارتها في صنعاء، منذ ما قبل الانقلاب، وان هناك سفارات اعترف بها الحوثيون".
وحول ردود الفعل الإقليمية والدولية على وصول السفير الإيراني إلى صنعاء قال الحيمي: "استقبال السفراء والبعثات الدبلوماسية هو حق سيادي لليمن، لذا فنحن لا نعير هذه الأمور أي اهتمام ونعتبرها تدخل سافر ومرفوض في الشأن الداخلي اليمني".
وأشار إلى أن "على هذه الدول أن تحترم الأعراف والاتفاقيات الدبلوماسية، اليمن اليوم عازم على تحريك هذا الجانب بشكل كبير، ونحن نرحب بكل الدول الصديقة والشقيقة التي تربطها علاقة صداقة وأخوة مع الشعب اليمني بأن ترسل سفرائها إلى صنعاء، فنحن نرحب بالجميع، خاصة وأن معظم دول العالم تدرك جيدا بأن لا شرعية إلا في صنعاء وما يسمى بشرعية هادي التي تقطن في الفنادق لا تمثل الشعب اليمني".
وجاء هذه التصريحات في اعقاب اغتيال وزير الشباب والرياضة في حكومة صنعاء (غير المعترف بها)، حسن زيد، في واقعة استهداف وقعت جنوبي العاصمة اليمنية المعقل الرئيس للانقلاب الحوثي.
ويبدو واضحا التناول الإعلامي الإيراني للواقعة بانه استهداف خارجي لأحد القيادات العقائدية للميليشيات الحوثية، فيما تؤكد تقارير عديدة "ان عملية الاغتيال تأتي في ظل وجود خلافات داخلية تعصف بالجماعة التي تدين بالولاء لإيران.
وتشير مصادر سياسية يمنية تحدثت لـ(اليوم الثامن) إلى "أن طهران قدمت وعودا للحوثيين بحصولهم على اعتراف إقليمي ودولي"، وتحصل إيران على دعم قطري واضح للحوثيين، وهو ما يوحي بان الدوحة قد تذهب إلى الاعتراف بالحوثيين، ولكنها لا تريد تخسر الدعم السعودي الذي يقدم لأذرعها المحلية تنظيم الإخوان.
وتسعى قطر وإيران وتركيا إلى تقاسم النفوذ في اليمن، في ان يذهب الشمال لإيران والجنوب لقطر وتركيا، ويبدو ان تأخر هذا المشروع مرتبط بمستقبل السيطرة الإخوانية على العاصمة عدن وباب المندب، بعد السيطرة على شبوة النفطية والاستراتيجية والتي تقع على شريط بحر العرب، وأنشأ الاتراك في ميناء قنا قاعدة عسكرية لتدريب العناصر الإخوانية على كيفية استخدام الطيران المسير.