تقارير وتحليلات
الدور القطري المشبوه في أوروبا..
تقرير: ما علاقة أوراق قطر بالهجوم الإرهابي في مدينة نيس؟
عاد الدور القطري المشبوه إلى واجهة النقاش في أوروبا، مؤخرا، بعدما أبدت السلطات الفرنسية عزمها على التصدي لجمعيات تُوصف بـ"الإسلامية"، على خلفية تورطها في خطاب التحريض والكراهية وسط الجالية المسلمة.
وقبل ذلك، تم ذبح أستاذ تاريخ فرنسي من قبل شاب شيشاني، بعدما قام بعرض رسوم وصفت بالمسيئة للنبي محمد خلال حصة دراسية.
وفي هذا السياق، كان كتاب "أوراق قطر" الذي صدر في العام 2019، قد رسم صورة مفصلة عن الدعم السخي الذي تقدمه قطر لتنظيمات وجمعيات متشددة في فرنسا وأوروبا، سواء تحت غطاء العمل الخيري أو إقامة دور العبادة والمراكز الإسلامية.
وكشف الكتاب الذي أعداه صحافيا الاستقصاء الفرنسيان، جورج مالبرونو وكريستيان شيسنو، أن الدوحة أغدقت أموالا طائلة على جمعيات الإخوان التي تتحمل مسؤولية في دفع عدد من أفراد الجالية المسلمة نحو التطرف والتشدد.
واستند العمل الذي يقعُ في 295 صفحة، إلى 140 وثيقة جرى نشرها لأول مرة، فأوضح كيف مولت قطر عشرات المساجد والجمعيات من أجل زيادة نفوذ تنظيم الإخوان في بلدان أوروبية مثل سويسرا وفرنسا.
وأشار الكتاب إلى أن قطر قدمت دعما يقارب 80 مليون دولار إلى جماعات مرتبطة بتنظيم الإخوان حتى تنشط في سبعة بلدان أوروبية.
في فرنسا، مثلا، تم التركيز على مدينة ليل، شمالي البلاد، إضافة إلى مدينة بوردو (جنوب غرب)، فتم تمويل الكثير من المشاريع المشبوهة في هاتين المدينتين.
وتحدث الكتاب أيضا عن العلاقة التي تجمع قطر بحفيد مؤسس جماعة الإخوان، طارق رمضان، الذي يتابعه القضاء السويسري، بتهم اغتصاب.
وأورد الكتاب أن رمضان الذي كان ينتحل صفة الأكاديمي والمحاضر كان يتقاضى مبلغا يناهز 35 ألف دولار من قطر، مقابل عمله على نشر أفكار تنظيم الإخوان والترويج لمشروعهم.
وقبل توقيفه، على خلفية شبهة الاغتصاب في سنة 2018، كشفت الوثائق أن حفيد مؤسس الإخوان الذي يجوب بلدان أوروبا، سحب 590 ألف دولار من حسابات في بنوك قطرية.
وأشار الكتاب إلى تنظيمات تعملُ تحت غطاء ثقافي وفكري مثل "متحف حضارات الإسلام" الذي أقيم في مدينة جنيف السويسرية، لكن ما يقوم به في الواقع بعيد عن العمل الحضاري والثقافي، بل يسعى إلى ترويج دعاية تنظيم الإخوان المدعوم من قطر.
ورجحت بعض التقديرات الواردة في الكتاب أن يكون هذا "المتحف" قد تلقى 1.5 مليون دولار من قطر.
وفي هذا السياق، تحدث الكتاب عن القيادي الإخواني البارز، يوسف ندى، وكيف عمل على استمالة مسؤولين محليين في أوروبا من أجل تعبيد الطريق أمام مشروع الإخوان.
جرسُ إنذار
وإذا كانت الدول الأوروبية، ومن بينها فرنسا، قد تغاضت طيلة سنوات وربما عقود عن الجماعات المرتبطة بالإخوان، فإن تزايد الهجمات بعد 2015، شد انتباه السلطات إلى هذا الدور المشبوه لتنظيمات تقدمُ نفسها تحت غطاء "دور العبادة" والمراكز الإسلامية في حين أنها تعملُ لأجندات خطيرة.
وذكر الكتاب أن المخابرات الفرنسية سبق لها، مثلا، أن نبهت إلى الدعم الذي تقدمه قطر اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا.
وشكل صدور هذا الكتاب صورة متكاملة عن مشاريع قطر التي تتنكر بالعمل الإنساني مثل مؤسسة "قطر الخيرية" وما أقامته من مشاريع تثير أكثر من علامة استفهام.
وشرح هذا العمل كيف أن قطر استفادت من تقاربها مع فرنسا على عهد الرئيس السابق، نيكولا ساركوزي، الذي تحوم حوله تهم فساد، من أجل تعزيز حضور الدوحة وأجنداتها في البلد الأوروبي.
وإذا كانت هذه المراكز "الإسلامية" قد تورطت في نشر خطاب متطرف، بحسب خبراء، فإن تصفية هذا الإرث الثقيل لن يكون بالمهمة السهلة، على الأرجح، نظرا إلى تغلغل التنظيمات المدعومة من قطر، فضلا عن استغلالها لاعتبار "حقوق الإنسان" في الدول الأوروبية من خلال تصوير أي عملية حازمة ضدها بمثابة مظهر من مظاهر "الإسلاموفوبيا".
لكن السلطات الفرنسية أكدت عزمها، مؤخرا، على التصدي لجمعيات متورطة في بث خطاب الكراهية والتشدد، من بينها "مؤسسة الشيخ ياسين" المقربة من الإخوان.
وتم تأسيس هذه الجمعية من قبل عبد الحكيم الصفريوي، وهو شخص موقوف من قبل السلطات الفرنسية، في الوقت الحالي، إلى جانب والد إحدى طالبات الأستاذ الذي لقي مصرعه ذبحا، بعد واقعة الرسوم، وأجج نقاشا في فرنسا حول داعمي ورعاة "الخطاب المتشدد" وفي مقدمتهم قطر.
">وعاشت فرنسا على وقع هجمات إرهابية دامية، في أكتوبر الجاري، آخرها في مدينة نيس، جنوبي البلاد، يوم الخميس، حيث قتل ثلاثة أشخاص على يد متشدد شاب من تونس نفذ عمليته بسكين.
وقبل ذلك، تم ذبح أستاذ تاريخ فرنسي من قبل شاب شيشاني، بعدما قام بعرض رسوم وصفت بالمسيئة للنبي محمد خلال حصة دراسية.
وفي هذا السياق، كان كتاب "أوراق قطر" الذي صدر في العام 2019، قد رسم صورة مفصلة عن الدعم السخي الذي تقدمه قطر لتنظيمات وجمعيات متشددة في فرنسا وأوروبا، سواء تحت غطاء العمل الخيري أو إقامة دور العبادة والمراكز الإسلامية.
وكشف الكتاب الذي أعداه صحافيا الاستقصاء الفرنسيان، جورج مالبرونو وكريستيان شيسنو، أن الدوحة أغدقت أموالا طائلة على جمعيات الإخوان التي تتحمل مسؤولية في دفع عدد من أفراد الجالية المسلمة نحو التطرف والتشدد.
واستند العمل الذي يقعُ في 295 صفحة، إلى 140 وثيقة جرى نشرها لأول مرة، فأوضح كيف مولت قطر عشرات المساجد والجمعيات من أجل زيادة نفوذ تنظيم الإخوان في بلدان أوروبية مثل سويسرا وفرنسا.
وأشار الكتاب إلى أن قطر قدمت دعما يقارب 80 مليون دولار إلى جماعات مرتبطة بتنظيم الإخوان حتى تنشط في سبعة بلدان أوروبية.
في فرنسا، مثلا، تم التركيز على مدينة ليل، شمالي البلاد، إضافة إلى مدينة بوردو (جنوب غرب)، فتم تمويل الكثير من المشاريع المشبوهة في هاتين المدينتين.
وتحدث الكتاب أيضا عن العلاقة التي تجمع قطر بحفيد مؤسس جماعة الإخوان، طارق رمضان، الذي يتابعه القضاء السويسري، بتهم اغتصاب.
وأورد الكتاب أن رمضان الذي كان ينتحل صفة الأكاديمي والمحاضر كان يتقاضى مبلغا يناهز 35 ألف دولار من قطر، مقابل عمله على نشر أفكار تنظيم الإخوان والترويج لمشروعهم.
وقبل توقيفه، على خلفية شبهة الاغتصاب في سنة 2018، كشفت الوثائق أن حفيد مؤسس الإخوان الذي يجوب بلدان أوروبا، سحب 590 ألف دولار من حسابات في بنوك قطرية.
وأشار الكتاب إلى تنظيمات تعملُ تحت غطاء ثقافي وفكري مثل "متحف حضارات الإسلام" الذي أقيم في مدينة جنيف السويسرية، لكن ما يقوم به في الواقع بعيد عن العمل الحضاري والثقافي، بل يسعى إلى ترويج دعاية تنظيم الإخوان المدعوم من قطر.
ورجحت بعض التقديرات الواردة في الكتاب أن يكون هذا "المتحف" قد تلقى 1.5 مليون دولار من قطر.
وفي هذا السياق، تحدث الكتاب عن القيادي الإخواني البارز، يوسف ندى، وكيف عمل على استمالة مسؤولين محليين في أوروبا من أجل تعبيد الطريق أمام مشروع الإخوان.
جرسُ إنذار
وإذا كانت الدول الأوروبية، ومن بينها فرنسا، قد تغاضت طيلة سنوات وربما عقود عن الجماعات المرتبطة بالإخوان، فإن تزايد الهجمات بعد 2015، شد انتباه السلطات إلى هذا الدور المشبوه لتنظيمات تقدمُ نفسها تحت غطاء "دور العبادة" والمراكز الإسلامية في حين أنها تعملُ لأجندات خطيرة.
وذكر الكتاب أن المخابرات الفرنسية سبق لها، مثلا، أن نبهت إلى الدعم الذي تقدمه قطر اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا.
وشكل صدور هذا الكتاب صورة متكاملة عن مشاريع قطر التي تتنكر بالعمل الإنساني مثل مؤسسة "قطر الخيرية" وما أقامته من مشاريع تثير أكثر من علامة استفهام.
وشرح هذا العمل كيف أن قطر استفادت من تقاربها مع فرنسا على عهد الرئيس السابق، نيكولا ساركوزي، الذي تحوم حوله تهم فساد، من أجل تعزيز حضور الدوحة وأجنداتها في البلد الأوروبي.
وإذا كانت هذه المراكز "الإسلامية" قد تورطت في نشر خطاب متطرف، بحسب خبراء، فإن تصفية هذا الإرث الثقيل لن يكون بالمهمة السهلة، على الأرجح، نظرا إلى تغلغل التنظيمات المدعومة من قطر، فضلا عن استغلالها لاعتبار "حقوق الإنسان" في الدول الأوروبية من خلال تصوير أي عملية حازمة ضدها بمثابة مظهر من مظاهر "الإسلاموفوبيا".
لكن السلطات الفرنسية أكدت عزمها، مؤخرا، على التصدي لجمعيات متورطة في بث خطاب الكراهية والتشدد، من بينها "مؤسسة الشيخ ياسين" المقربة من الإخوان.
وتم تأسيس هذه الجمعية من قبل عبد الحكيم الصفريوي، وهو شخص موقوف من قبل السلطات الفرنسية، في الوقت الحالي، إلى جانب والد إحدى طالبات الأستاذ الذي لقي مصرعه ذبحا، بعد واقعة الرسوم، وأجج نقاشا في فرنسا حول داعمي ورعاة "الخطاب المتشدد" وفي مقدمتهم قطر.