بحوث ودراسات
بن دغر يلعب دور المنقذ كبديل الرئيس هادي..
تحليل: كيف أصبحت الحكومة المؤقتة الطرف المعرقل في اليمن؟
يتضح يوما بعد آخر أن حكومة الشرعية اليمنية أصبحت جزء اساسي من المشكلة وليس من الحل للازمة اليمنية.
وتؤكد المتغيرات العسكرية على الأرض في مختلف الجبهات أن الشرعية تخدم حزب سياسي وحيد وليس شرعية لجميع القوى التي تناهض مشروع الحوثي باليمن.
ووقف حزب الإصلاح المسيطر على مفاصل الشرعية عائقًا أمام تحرير المناطق الشمالية من الحوثيين وسخر الدعم الكبير الذي قدمه التحالف العربي منذ انطلاق عاصفة الحزم لأغراض سياسية تخدم داعمين الحزب الإقليميين باليمن.
تحرير الجنوب الذي جاء سريعا بفضل المقاومة الجنوبية ودعم التحالف العربي وعلى راسه الدعم الإماراتي حقق الجنوبيين انتصارات على الحوثي وعلى الإرهاب ازعج حزب الإصلاح الإخواني الذي غير مسار معركته من تحرير الشمال الى غزو الجنوب تحت مبررات واهية.
واستغل حزب الإصلاح سيطرته على قرار الشرعية وصوب سهامه نحو القوات التي تناهض مشروعه في الجنوب وفي الساحل الغربي فقام بتسليم جبهاته في الشمال للحوثي واتجه جنوبا في مؤشر واضح للتقارب مع الحوثي لتسليم الشمال للحوثي واخضاع الجنوب تحت الهيمنة التركية القطرية.
ويعتقد الإخوان ان الحلول الدولية تفقدهم السيطرة على الشرعية وعلى مراكز نفوذهم وقوتهم سواء في بعض مناطق الشمال أو الجنوب ولهذا يعمل الاخوان على عرقلة اتفاق الرياض مع المجلس الانتقالي الجنوبي، وايضا مبادرة الأمم المتحدة بـ"الإعلان المشترك" للحل الشامل باليمن.
ورغم توقيع اتفاق الرياض بين الشرعية الإخوانية والمجلس الانتقالي في الجنوب الذي يوكد على توحيد الجهود ضد مليشيات الحوثي وهزيمة الانقلاب على الشرعية الا ان الشرعية وعبر قيادات الإصلاح التي تتحكم بمفاصلها تعمل على افشال الاتفاق منذ اليوم الأول لتوقيعه حتى اللحظة.
هل انهى الحوثي الوحدة رسميًا؟
ويردد الإخوان (الوحدة اليمنية أو الموت) فيما الشمال يقع تحت سيطرة مليشيات الحوثي التي تظهر في الشمال كقوة حديدية ومن الصعب هزيمتها شمالا.
وشارك أنصار الحوثي الخميس الماضي في حشود في بعض محافظات الشمال التي تقع تحت سيطرتهم في ذكرى المولد النبوي وهو حشود كبير يؤكد ان الحوثي أصبح قوة حقيقية بالشمال.
ويرى مراقبون ان: "الشمال أصبح مع مشروع الحوثي وان الحديث عن عودة الشرعية إلى صنعاء اصبح مستحيلًا، ولهذا انهى الشمال الذي يقوده الحوثي الوحدة".
وقال حسين حنشي رئيس تحرير صحيفة المرصد ان: "الحوثي لم يعد مسيطر امنيا فقط وكما نقول من مدة انه صاحب اكبر قاعدة شعبية في الشمال بينما انتهت الاحزاب والجماعات".
واضاف: "السؤال الكبير.. عندما يقول البعض من الجنوبيين نحن مع الوحدة ومع اليمن الكبير.. اين هو اليمن الكبير واي وحدة تريد؟ وحدة مع الحوثي مثلا فهو ممثل الشمال حقيقة رسميا وشعبيا!".
وبعد أن أصبح الشمال ايرانيا عبر مليشيات الحوثي وبتساهل مع من الشرعية يحاول الاخوان تسليم الجنوب لقطر وتركيا حيث يكثف جهوده لإخضاع الجنوب واسقاط القوات الجنوبية لكن ذلك على ما يبدو مستحيلا على المشروع الإخواني المرفوض شعبيا في الجنوب بالإضافة لقوة المجلس الانتقالي الجنوبي المفوض شعبيا والمدعوم من التحالف العربي.
وفتح الإخوان عدة جبهات لاسقاط عدن مركز قوة الانتقالي الجنوبي حيث قامت مليشيات الإصلاح بفتح جبهة شقرة بابين وايضا في طور الباحة بلجج لاسقاط مضيق باب المندب لخنق عدن لكن القوات الجنوبية افشلت كل ذلك وكانت درعًا حصين على أسوار أبين والصبيحة بلحج.
وبالعودة الى اتفاق الرياض الذي وقع بين الشرعية والمجلس الانتقالي، واجه ويواجه الاتفاق كثيرا من العقبات من قبل ما تسمى بالشرعية التي ترى في الاتفاق خروجها من المشهد السياسي والعسكري خصوصا فيما يخص الجنوب ويعد انتصارا حقيقيا للمجلس الانتقالي.
وقال وزير النقل المُقال صالح الجبواني ان: "اتفاق الرياض يشرعن المجلس الانتقالي ويستهدف القوات التي تقاتل مشروع الإمارات في الجنوب الذي يقوده الانتقالي".
وكشفت تغريدة الجبواني وقوفه خلف مشروع قطر وتركيا في الجنوب واوضحت ان حديثه المتكرر عن الشرعية ومشروع اليمن الاتحادي لكسب تعاطف شعبي.
بن دغر يلعب دور الرجل المنقذ كبديل للرئيس هادي
واستهدف القيادي في حزب المؤتمر ومستشار الرئيس هادي د.احمد بن دغر المملكة العربية السعودية وسفيرها، وقال إن: "هناك تدخلات من سفراء دول في الحكومة الجديدة الذي اعترف بانتصار الانتقالي الجنوبي فيها".
وتحدث بن دغر في منشور عن سبب قبول المؤتمر الشعبي العام الذي يعيش انقساما لم يحدث له مثيل وذلك في الحكومة الجديدة وفقا لاتفاقية الرياض.
واضاف بن دغر: "ليست المشاركة المؤتمرية في الحكومة بهذا التوزيع غير العادل للحقائب الوزارية إلا محاولة أخرى، أخشى أن تكون الأخيرة، الإنقاذ ما يمكن انقاذه في جبهة الشرعية، التي تعيش مراحل صعبة من وجود يرغب البعض في غيابه كلية من المشهد السياسي، ونحرص على بقائها حرصا على وحدة الوطن".
تصريح بن دغر وصفه الكثير استهداف للمملكة وسفيرها باليمن محمد آل جابر وهو سرعان ما وضح بن دغر في منشور اخر نفى استهدافه للسفير السعودي.
ويقدم بن دغر نفسه الرجل الجنوبي الابرز ليكون بديلا للرئيس هادي بدعم من حزب الإصلاح الإخواني كرئيس لليمن خصوصا في طل الوضع الصعب الذي تعيشه جبهة الشرعية الذي أكد بن دغر بأنها تعيش اسوء مراحلها.
في السياق ذاته، أكد القيادي في المجلس الانتقالي على الزامكي ان ما نشره بن دغر سيغضب دول التحالف وبالذات المملكة, حينما تناول التدخلات الاجنبية في تشكيل الحكومة القادمة.
واضاف الزامكي: "بن دغر يراهن على لعب دور الرجل الجنوبي المنقذ لليمن والبديل للرئيس هادي, لكنه يجهل ان الرجل الاكثر حضاً لقيادة المؤتمر الشعبي العام في حال حصلت تسوية شامله".
واكد أن: "وزير خارجية عفاش السابق القربي, سيكون الاكثر حضاً لقيادة وتوحيد قيادات المؤتمر الشعبي العام المشردين في الخارج والمتواجدين بصنعاء".
الانتقالي هزم خصومه عسكريًا وأربكهم سياسيًا
بدوره، قال الاستاذ منصور صالح، نائب رئيس الدائرة الإعلامية في الامانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، ان المجلس اربك خصومه السياسيين وافقدهم حصافتهم.
وغرد صالح في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) بالقول: "هزم الانتقالي خصومه عسكرياً، وأربكهم سياسياً، ما أفقدهم حصافتهم حتى ان الواحد منهم اصبح يكتب تغريدة واضحة ثم يضطر لكتابة أخرى لتفسيرها رغم وضوحها".
معركة الانتقالي السياسية والعسكرية مع شرعية الإخوان في الجنوب الذي نجح فيها الانتقالي عسكريا وسياسيا حيث فرض قوته على الأرض ومنع اي تقدم عسكري نحو الجنوب رغم الحشد الكبير الذي تقوم به مليشيات الإصلاح على مختلف الجبهات.
وفي الجانب السياسي نجح الانتقالي في المعركة مع قيادة الشرعية التي استخدمت كل أوراقها وابرزها العسكرية والخدماتية وملف الرواتب وفلشت وفرض الانتقالي شروطه عليها.