تقارير وتحليلات
احياء الذكرى الثالثة لشهداء إدارة البحث الجنائي..
تقرير: شرطة عدن.. ودورها في استهداف معاقل الإرهاب بشمال اليمن
كشف العميد صالح القملي مدير البحث الجنائي في العاصمة الجنوبية عدن، عن دور شرطة العاصمة في استهداف قوات مكافحة الإرهاب الدولي لمعاقل التنظيمات الإرهابية في البيضاء ومأرب اليمنيتين، وكيف جاءت هجمات التنظيمات الانتقامية في استهداف أمن واستقرار الجنوب.
وأحيت شرطة العاصمة الجنوبية عدن، الذكرى الثالثة لشهداء الهجوم الإرهابي الذي استهدف إدارة البحث الجنائي، وأعلن تنظيم داعش المفترض مسؤوليته عن الهجوم الذي اودى بحياة عدد من منتسبي الإدارة، والذي وقع في الـ5 من نوفمبر العام 2017م.
وفي فعالية التأبين التي حضرها مساعد أمين العام للمجلس الانتقالي الجنوبي فضل الجعدي، وضع منتسبو إدارة البحث الجنائي أكليل الزهور على ضريح الشهداء الذين قضوا في الهجوم الإرهابي الدامي.
وقال النقيب خالد السنمي في تصريح لـ(اليوم الثامن) "نحيي اليوم الذكرى الثالثة لاستشهاد كوكبة من ضباط وجنود ومنتسبي إدارة البحث الجنائي، الذين قضوا في الهجوم الإرهابي، يوم الخامس من نوفمبر العام 2017م".
وقال السنمي :"ندرك بان الورد وحده لا يكفي، فالموقف والتضحية التي سطرها الابطال كانت وستظل خالدة وستدرس للأجيال، شجاعتهم وصمودهم و تضحياتهم كانت اسطورية، هزموا الإرهاب وبعثوا في طريقنا النور و السلام رحمكم الله جميعا وثقوا باننا على طريقكم سائرون".
مدير البحث الجنائي عدن العميد صالح القملي، ألقى كلمة بالمناسبة في حماة الوطن وأمن واستقراره، منتسبي إدارة البحث الجنائي وشرطة عدن، قائلا :"اخوتي وزملائي الابطال ، يا جنود الوطن وحماة الامن، اهلي واحبتي مواطني وسكان العاصمة المقدسة عدن، اني اجتمع معكم اليوم في مناسبة يصعب علينا توصيفها .. مناسبة لا ندري هل هي للحزن ام هي للفرح، لكنها مناسبة قيمة تستحق منا الوقوف بإجلال لتذكر تضحيات رفاقنا الابطال ،و التمسك مجددا بأحلامهم النبيلة ، والتعلم من تجاربنا السابقة".
وقال "قبل ثلاثة اعوام حاولت قوى الارهاب ان تضرب العمود الفقري لقوات أمن عدن، وبكل وحشية واجرام خاضت القوى التكفيرية معركة شرسة لتقتحم مبنى البحث الجنائي في العاصمة عدن، و قد تحولت مغامرتهم الوحشية الى عملية تطهير جماعي لكوادر الامن و للموظفين الابرياء والمدنيين العزل .. قابلها رجالنا الابطال بعملية تطهير واسعة للعناصر التكفيرية الاجرامية".
وأضاف :"حاول تنظيم داعش ان يسجل استعراضا وحشيا للقتل كما هي عادته، لكنه فشل في تحقيق أهدافه الاستراتيجية، واليوم سوف نكشف للراي العام بعضا من كواليس هذه الواقعة".
وتحدث القملي عن جهود مكافحة الإرهاب، قائلا "لقد ادت عملياتنا الاستخبارية والاستباقية الى توسيع نطاق مكافحة الإرهاب في العاصمة عدن و جميع المحافظات المجاورة لها وصولا الى معاقل التنظيم في محافظتي البيضاء ومأرب، ولم تقتصر عملياتنا على الطابع الميداني فقط بل اهتمت بشدة بالجانب المعلوماتي".
وقال "بفضل تعاون استخباري تمكنت قواتنا من معرفة معسكرات تدريب التنظيم في البيضاء، وقامت بالتعاون مع شركائها العرب والدوليين بقصف هذه المعسكرات وتصفية عشرات القيادات الداعشية ومئات المجندين، لذا جاء رد التنظيم الانتقامي على قدر كبير من الدموية، وقد مثلت هذه العملية زفرة المذبوح الأخيرة".
ولفت القملي إلى أنت" تنظيم داعش حاول ان يضرب عقل وعصب اجهزة الامن، وان يقوض البناء المؤسسي لقواتنا، لكن محاولاته هذه لم تزدنا الا اصرارا وعزيمة واحترافا، ومن حينها عجز التنظيم عن تسجيل اي عملية نوعية في العاصمة المؤقتة لان قيادة امن عدن ممثلة باللواء شلال علي شائع استطاعت ان تتجاوز هذه التجربة وان تعالج الكثير من نقاط ضعفها وان تستأنف عملياتها الاستباقية بوتيرة اعلى، بفضل هذه الجهود المحلية وجهود شركائنا الدوليين يعيش تنظيم داعش اليوم حالة من التآكل والانهزام في جميع المحافظات اليمنية وفي الشرق الأوسط ككل".
وقال مدير البحث الجنائي :"ان ما نحظى به اليوم من تماسك واستقرار امني ما هو الا ثمرة لتضحيات مئات الأبطال الذين ضحوا و خاطروا بحياتهم ضد قوى الشر والإرهاب ليضمنوا حياة كريمة لأهلهم، ومثلما كانت عدن عاصمة التحضر والتنوير فإنها ستظل كذلك ما حيينا، ولن نسمح ابدا بتحويلها الى امارة للتكفيريين الذين يشوهون الدين الإسلامي الحنيف و يسفكون دم المسلمين المحرم".
وختم مدير بحث عدن "اننا وبعد مرور ثلاثة أعوام على هذه الواقعة القاسية، ندرك جيدا انه صراع الخير والشر لن يتوقف ولن ينتهي، وخلال هذا الصراع لا مفر من تقديم التضحيات النفيسة، لكن ذلك لن يثني عزيمتنا ولن يثبط من تفاؤلنا بالغد القادم، وفي كل مواجهة لابد وان تحدث المأساة، لكن عزيمة الرجال هي من تحول المأساة الى نصر مؤزر".