تحليلات
بين الشرق والغرب..
تقرير: هجوم فيينا هل يهدف إلى إبقاء الصراع مشتعلا؟
استهدف العاصمة النمساوية فيينا "أرشيفية"
تناولت صحف عربية الهجوم الذي استهدف العاصمة النمساوية فيينا والذي خلّف أربعة قتلى وعددًا من الجرحى.
ويبلغ المسؤول عن تنفيذ الهجوم من العمر 20 عاما، وهو "إرهابي" أُطلق سراحه من السجن في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
"شعلة الصراع بين الشرق والغرب"
يقول حمد الماجد في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية إن "الغاية النهائية للهجمات الإرهابية التي تبنّاها داعش ومَن دار في فلكه من الحركات الإرهابية في مدينة فيينا مؤخراً، بل سائر الدول الغربية والشرقية إسلامية ومسيحية، هي إبقاء شعلة الصراع بين الشرق والغرب ملتهبة، فبيئة الصراعات هي الحاضنة لسر وجودها وهي إكسير حياتها وضمانة استمرارها، وهي البيئة الخصبة لتجنيد الأتباع وتكثير المتعاطفين".
ويرى الماجد أن "أكبر دليل على خبث ومكر مقصد مَن يقف وراء هذه الحوادث الإرهابية في فيينا وغيرها، وأن الغاية ليست نصرة إسلام ولا مسلمين، أن هذه الجماعات الإرهابية تدرك جيداً الأثر السيئ الذي تتركه هذه الهجمات الإرهابية على أوضاع الأقليات المسلمة في الدول الغربية، فارتفاع وتيرة الحوادث الإرهابية يعني المزيد من التضييق على المسلمين وسَنّ المزيد من القوانين التي تتشدد في مراقبتهم ومراقبة مؤسساتهم، كما حدث مؤخراً في فرنسا وفي دول غربية أخرى".
ويضيف الكاتب: "أيضًا تدرك الحركات الإرهابية جيدًا أن كل حادث إرهابي يقع تصاحبه دومًا حوادث مؤسفة تستهدف المسلمين المسالمين في الدول الغربية، ومع ذلك تمعن في تعزيز هجماتها الإرهابية كَمًّا ونوعا، وهذا ما حمل البعض على ترجيح نظرية المؤامرة حول الجهات الخفية التي تقف وراء هذه الجماعات الإرهابية المشبوهةأما وائل قنديل فيقول في صحيفة العربي الجديد اللندنية إن "الجريمة تدمي القلوب وتستوجب الإدانة الكاملة من دون النظر في مقدمات أو خلفيات، فهي قبل كل شيء نموذج للجرائم ضد الإنسانية في أوضح معانيها. ولا يصح النظر إليها على قاعدة الأفعال وردود الأفعال، بل تفرض على كل من ينتمون إلى البشرية الاتحاد بمواجهة إرهاب يعربد في كل مكان".
ويضيف قنديل: "بعد الجريمة، سارع مهاويس الإسلاموفوبيا بمضاعفة كميات العنصرية والكراهية ضد الدين الإسلامي، كما يفعل ماكرون الآن، بقيد كل جريمة ضد الإسلام، أو 'الإسلاموية' بتعبيره المخادع".
ويتابع الكاتب: "لو عدت بالذاكرة إلى مطلع هذه الألفية، ستجد أن فرنسا كلها كانت تباهي الأمم بأنها سيدة كرة القدم في العالم، إذ حصدت بطولتي أمم أوروبا ثم كأس العالم بفريق نصفه من اللاعبين المسلمين. لكنك لو طبقت نظرية ماكرون البائسة ستكون النتيجة أن 'الإبداع الإسلاموي فاز بالبطولتين وليس منتخب فرنسا'".
ويمضي قائلا: "لكن شيئًا من ذلك لم يحدث بالطبع، بل كانوا يتحدثون، وهم محقون في ذلك، عن تفوق قيم التسامح والمساواة والمواطنة في الجمهورية الفرنسية، وتحقيق منجَز رياضي لفرنسا الحرّة المتعدّدة المتنوعة المتسامحة".
ويخلص قنديل: "الشاهد أن السيد ماكرون في أشد الحاجة إلى أن يتعلم هذه القيم من جديد، فهذا أفضل لفرنسا ولأوروبا وللعالم كله".