تقارير وتحليلات
لقاء جمع رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بالسفير المصري..
تقرير: إشارات مصرية إلى حضور أكثر فاعلية في المشهد اليمني
استحوذ اللقاء الذي جمع رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اللواء عيدروس الزبيدي، بالسفير المصري لدى اليمن، أحمد فاروق، في الرياض، على اهتمام عدد من السياسيين والمتابعين، خاصة مع ما حمله من إشارات إلى حضور مصري أكثر فاعلية في المشهد اليمني.
والجمعة الماضية؛ التقى سفير جمهورية مصر العربية غير المُقيم لدى اليمن، أحمد فاروق، برئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزُبيدي، وتناول اللقاء تطورات الأزمة اليمنية وجهود تنفيذ اتفاق الرياض.
وبحسب بيان مقتضب للخارجية المصرية عبر "فيسبوك"، جرى خلال اللقاء استعراض سُبل التوصل لحل سياسي للأزمة اليمنية، بما يُعيد لليمن أمنه واستقراره.
وأكد السفير المصري موقف بلاده الثابت الداعم لليمن ولتنفيذ اتفاق الرياض، وترحيبها بالتعاون مع الحكومة اليمنية الجديدة في مختلف المجالات بمجرد تشكيلها.
في حين أشار رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، إلى أن مصر تلعب دوراً أساسياً لحماية أمن واستقرار المنطقة والأمن القومي العربي، كما لفت الى الأهداف والمصالح المشتركة، المتمثلة في حماية باب المندب وخليج عدن وخطوط الملاحة البحرية، ومحاربة قوى الإرهاب والتطرف والأفكار الدخيلة والتدخلات السافرة التي تتعرض لها المنطقة.
وفي غضون ذلك، نوه سياسيون يمنيون، إلى أهمية أن تلعب مصر دوراً محوريا في الملف اليمني، قياسا بالأهمية المتبادلة للبلدين على أكثر من صعيد، ونظراً للمصالح المشتركة.
فيما اعتبر مراقبون أن اللقاء على صلة وثيقة بالتحولات الدولية والإقليمية المرتقبة في الملف اليمني، التي قد تنتج واقعا جديدا في المشهد اليمني وتحولا في الاصطفافات الداخلية والإقليمية، لا سيما مع تزايد النشاط التركي في اليمن، عبر جماعة الإخوان المسلمين، وعلى مقربة من مضيق باب المندب.
وفي هذا السياق علق الصحافي اليمني خالد سلمان على لقاء جمع رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي بالسفير المصري أحمد فاروق في القاهرة، قائلا إنه تعبير عن المخاوف المصرية من تزايد النشاط التركي في جنوب اليمن، في ظل شعور القاهرة بأن “عدن مجال نفوذها القادم، وقضية أمن قومي، فيما ترى أنقرة أن الجنوب خط أحمر أمام التوسع المصري، صوب تأمين باب المندب”.
وأضاف سلمان، في تصريح لصحيفة العرب: “الصراع القادم يتلخص في محاولات إحكام الحصار على مصر ابتداء من ليبيا، مرورا بإثيوبيا وانتهاء بعدن، والعمل المضاد لتكسير مخطط الحصار التركي والإفلات من مخاطره المدمرة”.
في حين وصف الكاتب السياسي الدكتور عبدالسلام عامر لقاء الزبيدي مع السفير المصري بأهم لقاء عقدته رئاسة الانتقالي لما للقاهرة من دور ريادي وفعال في مكافحة ارهاب الاخوان وغيرها وتعزيز الأمن القومي العربي.
وعبر عبدالسلام في تغريدة له على "تويتر"، أن أمله في يمثل اللقاء بداية لشراكة في وجه التنظيمات الارهابية بما فيها تنظيم الاخوان المسلمين، الموالي لقطر وتركيا وكذلك جماعة الحوثيين الذراع الإيرانية في اليمن، وذلك للحفاظ على أمن وسلامة الممرات المائية.
ولم يتوقف التفاعل مع اللقاء عند السياسيين اليمنيين، إذ ان المحلل السعودي خالد الزعتر اعتبر أن اللقاء يمثل خطوة لها دلالات كثيرة من أهمها دخول مصر على خط الايمان بالقضية الجنوبية.
وقال الزعتر على حسابه في "تويتر"، إن لقاء قيادة الانتقالي الجنوبي بالجانب المصري يؤكد مدى الثقة الكبيرة التي حظي بها المجلس إقليميا.
وأوضح الزعتر أن وجود قنوات تواصل بين مصر والمجلس انتصار سياسي للقصية الجنوبية بعدما نجح "الانتقالي" في لفت الانتباه والاهتمام المصري تجاه الجنوب، الذي رسخ نفسه كفاعل في المشروع العربي في مواجهة التنظيمات الارهابية ومشاريع الفوضى.