تقارير وتحليلات
الحوثيون يسمحون لخبراء دوليين بتفقد الخزان..
سواحل اليمن تواجه كارثة بيئية بسبب تسرب النفط من خزان صافر العائم
أعلنت الأمم المتحدة، الثلاثاء، تلقيها رسالة رسمية من جماعة الحوثي" تؤكد فيها موافقتها علي وصول فريق من الخبراء الدوليين" لتفقد ناقلة النفط صافر الراسية قبالة سواحل اليمن على البحر الاحمر غربي البلاد.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك عبر دائرة تلفزيونية مع الصحفيين بمقر المنظمة الدولية في نيويورك.
وأوضح المتحدث في اشارة الى الحوثيين "سلطات الأمر الواقع في صنعاء أبلغتنا في رسالة رسمية يوم السبت الماضي بالموافقة على وصول فريقنا الأممي إلى الناقلة صافر".
وأضاف "هذه الموافقة تأتي بعد أسابيع عديدة من المناقشات مع سلطات الأمر الواقع، ونحن من جانبنا سنتخذ الإجراءات الضرورية فورا لنشر خبراء فريقنا إلى الناقلة".
وكانت الأمم المتحدة أرسلت في مايو/أيار فريقاً فنياً لمعاينة الخزان، لكن الحوثيين عرقلوا وصوله.
وواصل الحوثيون طيلة سنوات انتهاكاتهم في اليمن والتي وصلت إلى حد تهديد الحياة البحرية ليس على السواحل اليمنية فقط وانما في المنطقة بأسرها.
ويبدو ان الضغوط الدولية نجحت الان في اقناع الحوثيين بالسماح للخبراء بمواجهة الازمة قبل ان تتحول الى كارثة بيئية تهدد البحر الاحمر.
وكانت الأمم المتحدة قد حذرت من أن "صافر" يمكن أن تُسرب ما يصل إلى 4 أمثال النفط الذي تسرب من الناقلة "إكسون فالديز" عام 1989 قبالة ألاسكا.
وتقول الحكومة اليمنية ان جماعة الحوثي ترفض منذ 5 سنوات السماح لفريق أممي بصيانة الخزان، وهو ما تنفيه الجماعة.
ويبلغ وزن ناقلة خزان "صافر" 4 آلاف و9 أطنان متر، وسميت بذلك نسبة إلى الموقع الذي تم اكتشاف النفط فيه أول مرة باليمن.
وتشترط جماعة الحوثي بيع النفط المتواجد في الخزان لصالحها، وهو ما ترفضه الحكومة اليمنية بشدة، ما جعل أزمة الخزان مستمرة منذ سنوات.
فيما تبذل الأمم المتحدة جهودا من أجل بيع النفط وتوزيع إيراداته على الطرفين، كحل وسط ينهي الأزمة.
ويعاني اليمن عدم الاستقرار منذ عقود، وبدأ أحدث صراعاته في أواخر 2014 عندما طردت قوات الحوثيين حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي من العاصمة صنعاء. وتدخل على أثر ذلك تحالف تسانده السعودية من قوات يمنية وعربية في مارس آذار 2015 لإعادة حكومة هادي إلى السلطة.
وتسيطر حركة الحوثي الممولة من إيران على صنعاء ومعظم المراكز الحضرية في اليمن.
ودفع الصراع اليمن، أحد أفقر البلدان العربية بالفعل، إلى شفا المجاعة وأودى بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص.
وتحمل الناقلة "صافر"، التي تم بناؤها في اليابان خلال سبعينيات القرن الماضي، 1ر1 مليون برميل من النفط الخام، وهي متوقفة قبالة مرفأ رأس عيسى النفطي المطل على البحر الأحمر منذ عام 2015.