تقارير وتحليلات

الوصول إلى بر الأمان..

تقرير: ما هو دور الإمارات في تعزيز السلم اليمني الداخلي بالمنطقة؟

رحبت وزارة الخارجية والتعاون الدولي بتنفيذ اتفاق الرياض

تبذل دولة الإمارات العربية المتحدة قصارى جهدها للمساهمة بفعالية في نشر السلام والأمن والاستقرار بالعالم. وتدعم الدولة، كما أفادت افتتاحية صحيفة "الاتحاد" اليوم، الأحد، كل تسوية سياسية تنهي الأزمات والصراعات الإقليمية والدولية. لذا، رحبت وزارة الخارجية والتعاون الدولي بتنفيذ اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية الشرعية، والمجلس الانتقالي الجنوبي، والإعلان عن تشكيل حكومة كفاءات سياسية في اليمن. فهي خطوة إيجابية تدفع قدماً صوب إنهاء معاناة اليمنيين الناجمة عن الانقلاب الحوثي.

بلغ إجمالي المساعدات التي قدمتها دولة الإمارات لليمن 22 مليار درهم خلال الفترة من نيسان (أبريل) 2015 حتى شباط (فبراير) 2020

وأبصرت حكومة يمنية جديدة النور، مساء أول من أمس، الجمعة، بعد مخاض عسير؛ حيث أصدر الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، قراراً جمهورياً بتشكيل حكومة جديدة برئاسة الدكتور معين عبدالملك، بناء على اتفاق الرياض الذي رعته السعودية.

وأشار مسؤول إلى أنّ الحكومة الجديدة تضم في أطيافها وزراء موالين للرئيس عبد ربه منصور هادي وآخرين مؤيدين للمجلس الانتقالي الجنوبي، إضافة إلى ممثلين لأحزاب أخرى، وفق "فرانس برس".

تغيير في وزارة الخارجية

واحتفظ رئيس الوزراء معين عبد الملك بمنصبه في الحكومة الجديدة التي تضم 24 وزيراً، بالإضافة إلى رئيسها، بينما جرت تغييرات في عدة وزارات من بينها وزارة الخارجية.

رحبت وزارة الخارجية والتعاون الدولي بتنفيذ اتفاق الرياض

وأشار عبد الملك في تغريدة على "تويتر" إلى أننا "واثقون بأنّ الحكومة الجديدة بدعم ومشاركة القوى والمكونات السياسية والمجتمعية، وإسناد الأشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، ستكون عند مستوى التطلعات الشعبية المعقودة عليها بالرغم من كل التحديات والتعقيدات".

ورأت مصادر متعددة أنّ اليمن دخل مرحلة جديدة في أعقاب الإعلان عن تشكيل حكومة كفاءات ستعمل على توحيد معسكر الشرعية وتوجيهه صوب معركة إنهاء الانقلاب الحوثي.

ومن شأن التوافق الذي صنعه "اتفاق الرياض" بين الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي من خلال الإعلان عن تشكيل وزارة كفاءات سياسية وتنفيذ الترتيبات العسكرية، وفقاً للاتفاق الموقع في تشرين الثاني (نوفمبر) 2019، أن يعيد تصويب المهام نحو أولويات عسكرية وسياسية واقتصادية، وإنقاذ الريال اليمني من انهيار تاريخي.

وتُسقط ولادة الحكومة اليمنية بعد المخاض العسير، رهانات الحوثي وداعميه الإقليميين إيران وقطر على تعميق خلافات الأطراف المناهضة للمليشيات الانقلابية لوأد اتفاق الرياض وجهود تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية، وفقاً لخبراء يمنيين.

على طريق إنهاء الانقلاب الحوثي

وأوضح الخبراء، في تصريحات متفرقة لموقع "العين الإخبارية"، أنّ تشكيل حكومة كفاءات جديدة وفقاً لاتفاق الرياض يعد ثمرة لجهود التحالف ونقطة فاصلة في طريق إنهاء الانقلاب الحوثي، وردع التصعيد الإيراني الذي حوّل اليمن إلى منصة تهديد لدول الجوار والملاحة الدولية.

وأحدث إعلان الحكومة انفراجة مهمة في الأزمة اليمنية عقب شد وجذب في مشهد البلد المضطرب منذ 6 سنوات، كما يفتح مساحات جديدة للفريق الحكومي لمواصلة العمل مع التحالف العربي لإنجاز الملفات المتعثرة، بحسب السياسي اليمني، عصام محمد. الذي قال إنّ إعلان حكومة الشراكة بين مكونات الشرعية والمجلس الانتقالي ونزع فتيل التصعيد العسكري في أبين إنجاز جديد يسجل للتحالف العربي في مسار تطبيع الأوضاع وترتيب ملفات القوى المناهضة للمليشيات الحوثية.

ورجح الخبير اليمني أن يقود التوافق الذي صنعه اتفاق الرياض إلى إعادة رسم خريطة التموضع العسكري للقوات، وإنهاء التحشيد نحو معارك فرعية أسهمت في التأثير على مجريات المعركة مع المليشيات الحوثية، خصوصاً في جبهات شمال اليمن كـ"مأرب" و"الجوف" و"نهم صنعاء".

الكاتب محمد خليفة: لم يهن على دولة الإمارات، أن ترى جارها القريب يقع ضحية مؤامرة، فسارعت إلى نجدته وقدمت له الغالي والنفيس

ويعول الشارع اليمني، طبقا للخبير اليمني، على الحكومة الجديدة لإيقاف التدهور الكبير في سعر العملة اليمنية والعودة إلى الداخل لتحسين الأوضاع المعيشية وللقيام بالدور المنوط بها وفقا لاتفاق الرياض.

وفي السياق ذاته، اعتبر الناشط السياسي، حيدر سالم، إعلان تشكيل الحكومة خطوة مهمة في مسار الأزمة اليمنية، وبداية مرحلة جديدة لإنهاء الانقلاب بتحرير العاصمة المختطفة صنعاء وتأمين الملاحة الدولية باستعادة محافظة الحديدة عقب دخول اتفاق ستوكهولم المتعثر عامه الثالث ورفض الحوثيين لمساعي السلام.

وأبلغ سالم "العين الإخبارية"، أنّ حكومة معين عبدالملك أمام حمل ثقيل بالنظر إلى الخلافات العميقة بين أطراف معسكر الشرعية، لكن توجيه كل "المؤسسات المدنية والعسكرية في صف واحد لتحرير واستعادة ما تبقى من محافظات" هو الخطوة الأهم لدى كل يمني نهب الانقلاب الحوثي طعام أطفاله.

وأضاف الخبير اليمني، أنّ التفرغ كلياً لتخليص البلاد من مليشيات الحوثي ورأب تصدعات الشرعية يعد جزءاً رئيسياً من تطبيع الأوضاع المعيشية في المحافظات المحررة، لأنّ بقاء الانقلاب يعني استمرار الحرب الاقتصادية والعسكرية واستمرار إيران من وراء الحوثي في زعزعة أمن كل اليمن والمنطقة.

ما دور الإمارات في تعزيز السلم اليمني؟

أكدت دولة الإمارات أنّ السعودية تستحق بالتأكيد كل التقدير والإشادة للجهود الكبيرة التي تبذلها لتحقيق مصالح الشعب اليمني وضمان استقراره. والإمارات تدعم بكل قوة هذه الجهود للوصول باليمن إلى بر الأمان.

ودعت الإمارات القوى الوطنية اليمنية أن تتكاتف وتتعاون لضمان مستقبل زاهر للبلاد. ولن يتحقق ذلك إلا بتغليب المصلحة الوطنية، وتجاوز التحديات، والمصالح الضيقة، والتصدي بكل قوة للمخاطر التي تتهدد اليمن وشعبه تحت شعارات مذهبية بالتواطؤ مع قوى خارجية.

وستظل الإمارات دائماً، كما أكدت صحيفة "الاتحاد" سنداً لليمنيين حتى يحققوا طموحاتهم المشروعة في التنمية والازدهار والسلام والاستقرار.

ومنذ استولت جماعة الحوثي على السلطة، وقفت دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية إلى جانب اليمن، وتدخلت عسكرياً لإنقاذه من المنحى الخطر الذي وقع فيه، وحققت كثيراً من الإنجازات واسترجعت معظم الأرض اليمنية، وقدمت مساعدات كثيرة للشعب اليمني في مختلف المجالات، حتى استطاع هذا الشعب أن يعاود الوقوف ومتابعة الحياة في المدن والقرى المحررة، كما أشار الكاتب محمد خليفة في صحيفة "الخليج" الإماراتية.

وبلغ إجمالي المساعدات التي قدمتها دولة الإمارات لليمن 22 مليار درهم خلال الفترة من نيسان (أبريل) 2015 حتى شباط (فبراير) 2020.

وأبرزت الحرب في اليمن قيم العروبة الحقيقية، فلم يهن على دولة الإمارات، كما تابع الكاتب، "أن ترى جارها القريب يقع ضحية مؤامرة حيكت في غفلة من أبنائه، فسارعت إلى نجدته وقدمت الغالي والنفيس لديها حتى تمكنت بالتعاون مع دول التحالف العربي من إيقاف تلك المؤامرة وإعادة البهاء إلى معظم الأرض اليمنية، ولولا ذلك التدخل الإماراتي المبارك في حينه، لكان اليمن قد وقع في كارثة حقيقية، ولربما تم تهجير الملايين من شعبه".

"هيئة الهلال الأحمر" الإماراتي

وأكد مراسل صحيفة "الاتحاد" في عدن، أنّ "هيئة الهلال الأحمر" الإماراتي بذلت جهوداً إنسانية كبيرة لدعم القطاعات الخدمية المرتبطة بحياة الأهالي في المناطق المحررة بالساحل الغربي اليمني، وذلك ضمن الاستجابة الطارئة التي تبنتها دولة الإمارات العربية المتحدة للتخفيف من حدة الأوضاع، وإعادة إعمار ما خلفته الحرب.

وعلى مدى أربع سنوات، سعت الهيئة بدعم إماراتي إلى تنفيذ ودعم كثير من مشاريع التنمية في القطاعات الأساسية والإنسانية التي ترتبط بحياة الأهالي، بدءاً من الجوانب الإيوائية والإغاثية الطارئة، وصولاً إلى تنفيذ المشاريع الخدمية التي أسهمت في تطبيع الحياة بشكل متكامل.

وبلغت المشاريع التي جرى تنفيذها على امتداد المناطق المحررة في الساحل الغربي نحو 160 مشروعاً، بمجالات عدة كالتعليم والصحة والمياه والكهرباء والثروة السمكية وقطاع المرأة.

وحظي قطاع الصحة باهتمام كبير من حزمة المشاريع والبرامج الإغاثية والتنموية التي جرى دعمها من قبل الإمارات، منذ اللحظات الأولى لتحرير المناطق في الساحل الغربي قبل أربع سنوات، حيث بلغ عدد المنشآت الصحية التي جرى بناؤها وترميمها وصيانتها 23 منشأة، موزعة بين مستشفى ومركز ووحدة صحية موزعة على المديريات المحررة بالساحل الغربي، وتابعة لمحافظتي الحديدة وتعز.

وتتواصل المساعدات الإماراتية لليمن في مختلف الحقول. ففضلاً عن الدعم الصحي، قدمت "هيئة الهلال الأحمر" الإماراتي منتصف أيلول (سبتمبر) الماضي 16 طناً من المواد الإغاثية لـ 1200 أسرة بمخيم العليلي بمدينة الخوخة الساحلية في محافظة الحديدة ضمن المرحلة الثانية للعام 2020، حسبما أفادت وكالة الأنباء الإماراتية (وام).

كما واصلت "هيئة الهلال الأحمر" الإماراتي أعمالها الإغاثية والإنسانية في محافظة حضرموت؛ حيث وزعت 500 سلة غذائية تزن 21 طناً و400 كيلوجرام من المساعدات الغذائية، استفاد منها 2500 فرد من الأسر غير القادرة بمنطقتي تبالة وزغفة بمديرية الشحر بمحافظة حضرموت.

يذكر أنّ عدد السلال الغذائية التي تم توزيعها منذ بداية عام 2020 بلغت ( 31.910) من السلال الغذائية تزن 2483 طناً و328 كيلوجراماً، استفاد منها 150 ألفاً و550 فرداً من الأسر غير القادرة في محافظة حضرموت.

وبالإضافة إلى الدعم الصحي والغذائي، والإسناد السياسي لدولة الإمارات لليمن والذي أسفر عن تشكيل الحكومة الجديدة، فقد كان دور الإمارات بارزاً في طرد تنظيم "القاعدة" من المحافظات الجنوبية في حضرموت والمكلا، وإعادة الأمن والاستقرار في هذه المناطق، علاوة على دور القوات الإماراتية في عملية تحرير عدن ومناطق واسعة من مأرب واسترجاع سد مأرب، من أجل الحفاظ على سيادة الدولة اليمنية، ومنع الحوثي من اختطاف الشرعية، لتبقى مجرد ميليشيا معزولة محلياً وإقليمياً ودولياً.

--------------------------

المصدر

وزراء إسرائيل يوافقون على خصخصة هيئة البث ويدينون صحيفة "هآرتس" (ترجمة)


علي لاريجاني: إسرائيل فشلت في محاولات إضعاف حزب الله والسيطرة على المنطقة


الذكاء الاصطناعي وحقوق النشر: مداولات جديدة في عالم الكتب


الشيوخ المصري يوافق على رفع الحصانة عن أحمد دياب للتحقيق في قضية وفاة اللاعب أحمد رفعت