تقارير وتحليلات
صحيفة دولية تؤكد خلايا تابعة لتيار قطر تنشط بشكل حذر في بعض المناطق..
تقرير: مخطّط إخواني لنشر الفوضى يسبق حكومة المناصفة إلى عدن
تعود الحكومة اليمنية الجديدة المنبثقة عن اتفاق الرياض برئاسة معين عبدالملك الأربعاء، إلى العاصمة عدن، بعد أن قامت بأداء اليمين الدستورية أمام الرئيس عبدربه منصور هادي في مقر إقامته بالعاصمة السعودية الرياض.
وكشفت مصادر سياسية لصحيفة العرب الدولية، عن اكتمال الاستعدادات لممارسة الحكومة مهامها من داخل اليمن، بعد الانتهاء من إعادة انتشار القوات الأمنية هناك، وتسليم قصر معاشيق لقوات الحماية الرئاسية، إضافة إلى وصول وحدات من الجيش السعودي التابعة للتحالف العربي بهدف تعزيز الإجراءات الأمنية.
وتترافق حالة التقدم في تنفيذ الشقين السياسي والعسكري من اتفاق الرياض مع تحركات للتيار المدعوم من قطر بهدف وضع العراقيل أمام عمل الحكومة، في ظل معلومات عن عودة عمليات الاغتيال في العاصمة عدن.
واغتال مسلحون مجهولون في منطقة الشيخ عثمان بمدينة عدن الأحد، الرائد نادر الشرجبي ركن الإمداد والتموين في قوات المقاومة الوطنية، التي يقودها العميد طارق صالح.
ويخشى مراقبون أن تكون عملية الاغتيال ضمن مخطط يستهدف نشر الفوضى في العاصمة عدن وإرباك برنامج الحكومة، ومحاولة الوقيعة بين قوات المقاومة المشتركة في الساحل الغربي وقوات الحزام الأمني، التي تتولى مسؤولية حفظ الأمن في عدن.
وتشير تقارير أمنية إلى وجود عدد من الخلايا التابعة لتيار قطر وجماعة الإخوان، تنشط بشكل حذر في بعض مناطق عدن، التي تشهد مواجهات متقطعة بين الحين والآخر بين بعض القوات الأمنية، وبعض العناصر المسلحة التي تحاول التمترس في الأحياء الشعبية المكتظة بالسكان.
وعملت وسائل إعلام تابعة للدوحة وجماعة الإخوان المسلمين في اليمن خلال الأيام الماضية، وخصوصا بعد إعلان الحكومة، على التشكيك في اتفاق الرياض ومهاجمة الحكومة الجديدة، وتضخيم الحوادث الأمنية التي شهدتها مدينة عدن، وهو ما يؤكد وفقا لمراقبين وجود أجندة سياسية تقف خلف التصعيد الأمني والسياسي والإعلامي.
خطة للتصعيد في عدن ولحج وتعز وشبوة تشرف عليها قيادات إخوانية وقبلية ووزيران في الحكومة السابقة
وكشفت مصادر سياسية يمنية، عن مخطط يقوده عدد من القيادات المدعومة من قطر أو ما تعرف بخلية مسقط التي يتواجد أعضاؤها في العاصمة العمانية لإرباك المشهد اليمني خلال الفترة القادمة من خلال التصعيد السياسي والإعلامي بالتزامن مع تحركات ذات طابع عسكري، عبر المعسكرات التي تمولها الدوحة في جنوب محافظة تعز لخلق بؤرة توتر جديدة في منطقة “طور الباحة” التابعة لمحافظة لحج تقوم بدور بديل عن منطقة “شقرة”، التي استطاع التحالف العربي واللجنة العسكرية السعودية تفكيكها من خلال دفع قوات الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي للانسحاب منها.
وفي هذا السياق، قالت مصادر محلية، إن قيادات قبلية وعسكرية مدعومة من قطر تحاول تجميع القوات المنسحبة من منطقة “شقرة” إلى معسكرات ممولة من الدوحة تم استحداثها في منطقة “قرن الكلاسي” بقيادة الشيخ القبلي وعضو مجلس الشورى، علي سالم القفيش.
كما أشارت المصادر إلى شروع ميليشيات الإخوان في محافظة شبوة بتغيير طلاء أطقم تابعة لوحدات ما يسمى الجيش الوطني وطلائها بألوان القوات الخاصة بشبوة، في إطار مساعيها الحثيثة للالتفاف على الشق العسكري من اتفاق الرياض والذي ينص على انسحاب تلك القوات من شبوة.
وأشارت المصادر إلى أن وزير الداخلية السابق أحمد الميسري ووزير النقل السابق صالح الجبواني، إضافة إلى القيادي الإخواني حمود المخلافي والشيخ القبلي علي سالم الحريزي، يشرفون على خطة التصعيد القادمة التي تستهدف بالدرجة الأولى محافظات عدن ولحج وتعز وشبوة.
ونقلت وسائل إعلام قطرية عن الشيخ علي سالم الحريزي وكيل محافظة المهرة السابق والمشرف على الحراك المعادي للتحالف العربي في المهرة رفضه الاعتراف بالحكومة الجديدة والتعامل معها واتهامها بالتبعية للسعودية والإمارات.
واعتبرت مصادر سياسية يمنية أن أكبر تحدّ يواجه الحكومة الجديدة خلال الفترة القادمة، هو النشاط الذي يقوم به بعض المحسوبين على الدوحة من داخل مؤسسات الشرعية لمهاجمة المجلس الانتقالي الجنوبي والتحالف العربي والتشكيك في اتفاق الرياض، وبث خطاب معاد للقوى والمكونات الأخرى المناهضة للانقلاب الحوثي.
وتحث أطراف سياسية يمنية الحكومة الجديدة على التعامل بجدية مع الأنشطة العسكرية المشبوهة، التي تمولها الدوحة وأنقرة في بعض المحافظات الخاضعة للشرعية، وتحديدا المعسكرات التابعة لما يسمى “الحشد الشعبي”، التي يشرف عليها حمود المخلافي في تعز ومثيلتها في شبوة، والتي تتبنى خطابا معاديا لدول التحالف، ويعتقد أنها ستقوم بدور وشيك في فتح جبهات عسكرية ليس ضد الحوثيين ولكن ضد المجلس الانتقالي الجنوبي وقوات المقاومة المشتركة في الساحل الغربي اليمني.
وفي تصريح أشار وكيل وزارة الإعلام اليمنية نجيب غلاب، إلى أن الخطاب الذي تتبناه الجماعة المرتبطة بقطر وخلية إسطنبول ضد التحول الذي أسس له اتفاق الرياض، يؤكد أن تيار الفوضى والتخريب ما زال مستمرا في تنفيذ مخططاته من خلال التشكيك بكل تحول يقوي الشرعية في الميدان كدولة نافعة للناس.
وتؤكد مصادر أن الإرادة السياسية لدول التحالف العربي باتت أكثر إدراكا من أي وقت مضى لضرورة تحجيم حالة الاختراق القطري داخل الشرعية، التي تسببت خلال الفترة الماضية في عرقلة مشروع استكمال تحرير اليمن.
ودأب مسؤولون رفيعون في الشرعية اليمنية من بينهم قادة أحزاب وزراء ووكلاء وزارات ومستشارون وأعضاء في مجلسي النواب والشورى، على مهاجمة التحالف العربي والتلويح بطلب التدخل التركي، وحتى الإشادة بالميليشيات الحوثية والدعوة إلى التقارب معها على قاعدة مواجهة دول التحالف، من دون أن يتم اتخاذ أي إجراء تجاه تلك الأصوات.