تقارير وتحليلات
انتهاكات الحوثيين المستمرة منذ سنوات..
أميركا أم الإرهاب.. مظاهرات شمال اليمن ضد الحملة الأميركية
تظاهر آلاف الحوثيين المسلحين ومؤيدين لهم في صنعاء الاثنين تنديدا بقرار وزارة الخارجية الأميركية تصنيف حركة التمرد في اليمن منظمة إرهابية، في وقت تعيد فيه إدارة الرئيس جو بايدن النظر في الخطوة التي أثارت مخاوف المنظمات الإنسانية، بينما لاقت ترحيبا دوليا وعربيا واسعا.
وتخشى هذه المنظمات أن يُعرقل قرار إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب إيصال المساعدات إلى ملايين السكان في البلد الغارق في نزاع مسلح منذ أكثر من ست سنوات، خصوصا في المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين في شمال وغرب البلاد ومن بينها العاصمة، في وقت أثبتت فيه التقارير أن انتهاكات الحوثيين الصارخة أدت ساهمت في تكوّن الأزمة الإنسانية في اليمن.
وسار آلاف المسلحين ومؤيدون آخرون للمتمردين المدعومين من إيران، في ما بدا استعراض قوة، قرب المدينة القديمة حاملين لافتات منددة بالخطوة الأميركية التي دخلت حيز التنفيذ قبل ساعات من خروج ترامب من البيت الأبيض.
وكُتب على إحدى اللافتات "أميركا أُم الإرهاب" وعلى أخرى "الموت لأميركا"، وهتف المشاركون "من يقتل الشعب اليمني؟ أميركا".
وقال المسؤول السياسي في صفوف الحوثيين حسن أحمد شرف الدين خلال مشاركته في التظاهرة، "لا يجوز للإرهاب أن يصف غيره بهذه الصفة. هذا القرار سيزيدنا قوة ويوحدنا أكثر".
وزعم أحد المتظاهرين أن "خروج الشعب اليمني ضد الحملة الأميركية تعبير عن الصمود".
ويسيطر الانقلابيون الحوثيون على العاصمة صنعاء ومناطق شاسعة من اليمن منذ 2014، ويخوضون معارك يومية في مواجهة قوات موالية للحكومة المعترف بها دوليا المدعومة من قبل قوات التحالف العربي بقيادة السعودية منذ مارس/آذار 2015.
وعلى وقع انتهاكات الحوثيين الصارخة والمستمرة منذ سنوات، خلّف النزاع عشرات آلاف القتلى ودفع نحو 80 بالمئة من السكّان للاعتماد على الإغاثة الإنسانية وسط أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقاً للأمم المتحدة. وتسبّب كذلك بنزوح نحو 3.3 ملايين شخص وتركَ بلداً بأسره على شفا المجاعة.
وبينما رحّبت السعودية والحكومة اليمنية بالقرار الأميركي، دعا نواب أميركيون بارزون إلى التراجع سريعا عن الخطوة، فيما حذّر مسؤولون كبار في الأمم المتحدة من حصول مجاعة في حال جرى تطبيق القرار.
وكان أنتوني بلينكن الذي اختاره بايدن لتولي حقيبة الخارجية، تعهّد الثلاثاء الماضي "إعادة النظر فوراً" بقرار وزير الخارجية المنتهية ولايته مايك بومبيو.
وعشية التظاهرة، حثّت 22 منظمة إغاثية إدارة بايدن على العودة سريعا عن القرار.
وبينما يرى البعض أن التصنيف قد يعرقل الكثير من التعاملات مع الحوثيين بما في ذلك التحويلات المالية والدفعات المالية للطواقم الطبية والمواد الغذائية والمحروقات، خشية التعرّض لعقوبات أميركية، يتهم كثيرون الحوثيين أنفسهم بالتعمد مرارا لإعاقة وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في اليمن.
وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية عن إعفاءات تشمل أنشطة منظمات معيّنة من بينها الامم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمات غير حكومية تدعم "المشاريع الإنسانية".
لكن رغم ذلك اعتبرت المنظمات أنه حتى مع وجود الإعفاءات، فإن "التصنيف سيكون له آثار خطيرة مما يتسبب في حدوث تأخيرات وعدم يقين في قدرتنا على تقديم المساعدة".