الرياضة
الدوري العام لكرة القدم بعد توقف دام 6 سنوات..
تقرير: العيسي.. إقامة القرعة بصنعاء تحت مبرر عدن عاصمة مؤقتة
في موقف اثار جدل واستياء واسعيين، بدأ احمد صالح العيسي الذي يجمع ثلاثة مناصب حكومية في اليمن، بمغازلة صنعاء والتطبيع الرسمي مع ميليشيا الحوثيين المدعومين من إيران من بوابة الرياضة وتحديدا الدوري العام لكرة القدم.
أصر العيسي وهو نائب مدير عام مكتب الرئيس اليمني وامين سر الرئاسة ورئيس الاتحاد العام للكرة، قرارا مؤخرا بإعادة الدوري العام لكرة القدم المتوقف منذ 6 سنوات، في عموم اليمن بنظام الكل مع الكل ذهابا وايابا، لكنه اشترط اقامة قرعة الدوري اليوم السبت، في ما اسماه بالمقر الرئيسي للاتحاد العام للكرة في صنعاء حيث سيطرة ميليشيا الحوثيين، وهو المقر الذي رفض العيسي على نقله الى عدن باعتبارها عاصمة مؤقتة للشرعية، وأصر على استمرار بقاءه في صنعاء وتحت إمرة وسلطة الحوثيين وهيمنتهم على مؤسسات الدولة والشرعية، داعيا من اندية عدن وباقي اندية المحافظات المحررة الذهاب الى صنعاء لحضور مراسيم القرعة، كما الزمهم وفق نظام البطولة بالتردد الى صنعاء ومحافظات الحوثيين والعكس ايضا لاجراء مباريات الدوري.
ومنذ ذلك الاعلان في يناير الماضي، اثير جدلا واسعا واستياء وغضب عارم في ادارات الاندية العدنية والجنوبية من تلك القرارات الرعناء والهوجاء، والتي تؤكد بما لا يدع مجالا للشك انها تعدت حدود المناكفات وردات الفعل الى مغازلة علنية من العيسي لصنعاء وتطبيع رسمي جلي مع الحوثيين، طفى على السطح علانية بعد ان كان لست سنوات يمر تحت الطاولة على استحياء وفق مصالح شخصية وتجارية ومالية عديدة وكبيرة تربط الطرفين.
اعلنت عدد من اندية عدن امس عدم حضورها ومشاركتها في قرعة الدوري المقررة اليوم السبت في صنعاء، كونها في الاصل لا تتناسب مع الاوضاع الحالية للبلاد، فضلا عن كونها نسفا كليا للشرعية اليمنية وسياساتها ومطالبها العلنية، كما انها لا تتوافق مطلقا مع ما تتمسك به الحكومة الشرعية من قرارات دولية ومرجعيات في اي تسوية سياسية لحل الازمة اليمنية وانهاء الحرب، بل وانها تعدت كل ذلك لتصل الى عمليات تطبيع واضحة وعلنية مع الحوثيين الذين مازالت تصفهم الحكومة بأنهم ميليشيات انقلابية متمردة على الشرعية الدستورية لليمن ومطالبها المتكررة بمقاطعتهم وفرض حصار كامل وعزلة تامة عليهم.
من بوابة الرياضة وتحت مبررات عدم تدخل الرياضة بالسياسة تم تمرير تلك القرارات من احمد صالح العيسي احد اكبر التجار و المتنفذين وهامور وتمساح النفط في اليمن والذي يتواجد مع مسؤولي اتحاده الكروي بالخارج متنقلا بين الرياض والقاهرة، وسط رفض واسع وجدل واستياء عارم، بينما يرى محللون ومراقبون سياسيون ان الهدف يتعدي حدود المناكفات والمهاترات الى تطبيع واضح مع الحوثيين، ضمن مساعي العيسي في تدخلاته السياسية وهندسته لقرارات الشرعية ورسم خططها واستراتيجيتها المستقبلية التي يبدو انها جاءت ايضا متوائمة مع تطلعات العيسي لضمان والحفاظ على مصالحه الشخصية والتجارية ومشاريعه واستثماراته واراضيه في صنعاء والحديدة وجزر يمنية مثل كمران وغيرها والتي جميعها ظلت منذ ست سنوات تحت حماية ووصاية وابتزازات الحوثيين، والتي يعكسها العيسي ابتزازا على الشرعية وهيمنته على قراراتها عبر نفوذه وماله ودعمه المستمر لها بالخارج.
وجاء رفض اندية عدن والمحافظات المحررة منسجما ايضا مع مطالب نشطاء رياضيين كثيرين على منصات التواصل الاجتماعي، الذين اندهشوا من ذلك القرار العيساوي وعبروا عن استياءهم واستغرابهم، كون العيسي بقراره يدفع بالاندية واللاعبين في عدن والجنوب للذهاب الى صنعاء بينما يفترض ان يكون العيسي ومسؤولي اتحاده في مقدمة الصفوف واوائل الواصلين الى صنعاء، بدلا من الزج بالاندية الرياضية المحررة ولاعبيها الى وسط عاصمة الانقلاب والارتماء في احضان الميليشيا المتمردة التي فر منها العيسي ورئيسه وكافة مسؤولي الشرعية قبل نحو 6 سنوات.
وفي خضم كل ذلك لم يعلق وزير الشباب والرياضة نايف البكري على تلك القرارات المثيرة للجدل والاستياء، ولم يصدر منه اي رد او موقف معلن واضح بشأن ذلك حتى الان، في الوقت الذي يتطلع الكثيرين لتدخل رسمي وموقف جلي من الوزارة المسؤولة عن الشباب والرياضة في نطاق سيطرة الشرعية.