تقارير وتحليلات
فيروس كورونا في مواجهة مع النظام الإيراني..
تقرير: مافيا شركات الأدوية التابعة لنظام الملالي تمنع استيراد اللقاح
لا شك أن جائحة فيروس كورونا (Covid-19) أحدثت هزة عالمية في الاقتصاد والصحة العامة لسكان الأرض، لكن يظل تعامل الدول مع الجائحة النقطة الفاصلة بين احتوائه أو انتشاره.. وقياس تعامل كل دولة ونظامها الحاكم مع الفيروس.. فهناك من وفر كل ما يلزم من إجراءات وقائية ومستلزمات طبية للمواجهة وحماية مواطنيه.. وهناك من انعدمت لديه مسئولية تحمل المواجهة وترك الفيروس ينتشر بين شعبه دون أدنى إحساس بجرم الآثار المترتبة.
في هذا الحوار مقابلة مع طبيب ايراني رفض ذكر اسمه نلقى الضوء على تعامل الملالي مع الفيروس وكيف تمت المواجهة:
-
ما هي تجربتك الإجمالية في علاج(Covid-19)في مستشفيات إيران؟
تجربتي فيما يتعلق بالطاقم الطبي في علاج كوفيد -19 في المستشفيات الإيرانية مرضية، وهم على مستوى المعايير الصحية العالمية التى فرضتها (منظمة الصحة العالمية)، لكن نظام دعم الطاقم الطبي كان ضعيفا للغاية والمعدات والأجهزة اللازمة والمقدمة من قبل الحكومة غير كافية.
هذا بجانب ضعف أجر الكادر الطبي الإيراني، حيث يعتبر الأقل أجرا في المنطقة والعالم..وشهد القطاع الطبى في إيران خلال السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في أعداد الأطباء المهاجرين إلى الخارج بحثا عن الأجر الأعلى والامكانيات وعوامل الأمان الموجودة خارج إيران.
في بداية وباء فيروس كورونا تعاقدت وزارة الصحة الإيرانية مع طاقم طبي مؤقت للسيطرة على الوباء لمدة 89 يومًا، حتى يمكنه السيطرة على الموجة الأولى من الوباء،لكن في الموجتين الثانية والثالثة وبسبب عدم دفع الأجور وتأخير رواتب الكادر الطبي، ظهرت الاحتجاجات وسط الأطقم الطبية، مما دفع كثير من الأطباء والعديد من الطاقم الطبي وطاقم التمريض إلى الهجرة إلى دول أخرى في المنطقة وحتى إلى أوروبا، بحثا عن محيط عمل آمن وحياة كريمة.
(2) أعلنت إيران أنها تطور لقاح (Covid-19) الخاص بها، ودخلت في التجارب البشرية.. كيف تنظرون إلى فرص تطوير اللقاح ونشره بسرعة؟
تستخدم إيران تقنية قديمة لإنتاج لقاحها، هذه التقنية آثارها الجانبية وفعاليتها غير معروفة؛ لأن التطور التكنولجى في هذا المجال تقدم كثيرا وإيران لم تهتم بذلك.. هذا بجانب أن إنتاج اللقاحات الإيرانية يخضع لإشراف هيئة تنفيذية تحت إشراف المرشد الأعلى لإيران ومصنعها شركة (بركات) للأدوية.
في هذه الطريقة يستخدمون فيروسًا ضعيفًا لإنتاج اللقاحات، بينما في تقنيات الإنتاج الحديثة بدراسات دقيقة يتعرفون على جزء الفيروس المسبب للمرض، وفي المختبر يهيئون الجهاز المناعي للمرض، ومن خلال تقنية (الجينوم) يقومون بالبحث عن الجينوم المؤتلف أو (المكون).. لذلك في التقنيات الحديثة لا يحقنونك بالفيروس.
(3) وافقت إيران مؤخرًا على شراء لقاح (Sinovac)الصيني غير المعتمد، أم لقاح روسي مؤخرًا.. هل تعتقد أنه سيحل الأزمة؟
كانت نتيجة اللقاح الإيراني في مرحلة ما قبل التجربة إيجابية ودون آثار جانبية، وقد نتج عن مرحلته الأولى آثار إيجابية على 3 أشخاص حتى الآن، وفي مرحلته الثانية يتم اختباره على 56 شخصًا، والمرحلة النهائية على آلاف الأشخاص، عندما تتم الموافقة على هذه المراحل الأربع من قبل منظمة الصحة العالمية، وبناءً على القدرة التكنولوجية، فإنها ستنتج 2 مليون جرعة بكميات كبيرة في 6 أشهر أخرى، وسوف يستغرق الأمر نحو عام للوصول إلى 12 مليون جرعة شهريًا.
وعندما حظر خامنئي استيراد اللقاحات الأمريكية والبريطانية لم يجرؤ الكثيرون على الاحتجاج على هذا القرار خوفًا، لكنهم الآن يعبرون عن معارضتهم لقرار خامنئي بسبب رفضه إدخال اللقاح الروسي.
وذكر رئيس لجنة الصحة بمجلس الشورى الإسلامي حسين علي شهرياري، في 30 كانون الثاني (يناير) الحالى، أنه من الواضح أننا لن نحصل على اللقاح الروسي، وأضاف أن اللقاح لن يتم اختباره على الإيرانيين.. موضحا أن "اللقاحات ليست قضية سياسية ولا يجب الحكم عليها على أساس القرب السياسي من الأمن والموافقة".
واحتج شهرياري على هذا القرار قائلا: "الأفضل للسلطات استخدام أي لقاح يدخل إيران أولاً، وإذا لم تكن هناك مشكلة فينبغي استخدامه للجمهور"، لذلك أصبح اللقاح قضية سياسية، وكان سببا في موجة الاحتجاج في المجتمع الإيرانى ضد خامنئي.. يقول الناس على مواقع التواصل الاجتماعي إن خامنئي لا يريد أن يتخلص الناس من فيروس كورونا لأنه يخشى الاحتجاجات الشعبية.
(4) كيف تم استقبال نهج الحكومة تجاه التعامل مع أزمة(Covid-19)بشكل عام بين الممرضات والأطباء والعاملين في مجال الرعاية الصحية في البلاد؟
في ضوء الوضع الحالي يعتقد العديد من العاملين في مجال الرعاية الصحية والأطباء والممرضات في البلاد، حيث لا تستورد الحكومة أي لقاح واللقاحات المحلية ليس لها مستقبل، حيث يقترب العالم من انخفاض عدد المرضى وضحايا الفيروس التاجي، مع نهج الحكومة وإرشادات خامنئي، بحظر اللقاحات من الولايات المتحدة وبريطانيا.
ويتخذ فيروس كورونا مسارًا مختلفًا في إيران وسيظهر تأثيره الخطير ونخشى من سقوط المزيد من الإيرانيين ضحايا له.. قال (محبوبفر)، عضو فرقة العمل الحكومية لمكافحة فيروس كورونا، في هذا الصدد "عندما يرى الناس أنه في العديد من البلدان، بما في ذلك جيراننا مثل العراق وأفغانستان، فإن المرض قد هدأ بسبب اللقاح من الشركات ذات السمعة الطيبة، على ما أعتقد في مثل هذه الحالة سوف يحتج الناس بطريقة ما، لأن الناس اليوم تحت ضغط الحجر الصحي والمشاكل الاقتصادية، ولم يبق لهم تسامح أو فرصة للنجاة إذا استمر الوضع بهذه الطريقة..ففي دول الجوار يتم تطعيم البلدان وما زلنا ننتظر شهر يوليو لإنتاج أو استيراد لقاح، هذه المرونة الاجتماعية قد تنتهي وتتجلى في شكل احتجاجات في الشوارع.
العديد من المهنيين الصحيين يؤكدون أيضًا على الحقيقة المراوغة المتمثلة في منع استيراد لقاح فيروس كورونا، قائلين إن استيراد اللقاح من الشركات العالمية ذات السمعة الطيبة سوف يحد من سيطرة "مافيا الأدوية" المملوكة أساسًا للحرس الثوري الإيراني، تطلعا إلى الفوائد الهائلة المنتظرة من توزيعه.
وقد أقرت صحيفة (Jahan-e-Sanat) التي تديرها الدولة، بتاريخ 14 ديسمبر 2020 ، بهذه الحقيقة في صدر صفحاتها ذكرت: "إن إدارة الغذاء والدواء تتعرض لضغوط كبيرة للموافقة على لقاحات وأدوية فيروس كورونا المنتجة محليًا بسبب الحصول على الموافقة
مع نهج الحكومة وتوجيهات خامنئي بحظر اللقاحات من الولايات المتحدة وبريطانيا، سوف يتخذ فيروس كورونا مسارًا مختلفًا في إيران وسيظهر تأثيره الخطير وسقوط المزيد من الإيرانيين ضحايا فيروس كورونا.
(5) هل كان تقرير الحكومة عن عدد الضحايا خلال الأزمة، من وجهة نظرك، يمثل تمثيلا دقيقا لحجم انتشار الوباء في إيران؟
فيما يتعلق بالإحصاءات الحكومية حول عدد الحالات أو الوفيات بسبب كوفيد -19، فإن مسؤولي وزارة الصحة لديهم
فيما يتعلق بالإحصاءات الحكومية حول عدد الحالات أو الوفيات بسبب كوفيد -19، أبلغ مسؤولو وزارة الصحة عدة مرات، أن العدد الفعلي هو يزيد على 2 إلى 3 أضعاف.. وحذر الأطباء من المغالطة في تقدير الإحصاءات، منهم الدكتور الطبرسي رئيس مستشفى شهيد في تاجريش أهم مركز للأبحاث والوقاية في إيران، والدكتور مالك زاده نائب وزير الصحة المستقيل هو نائب آخر، حتى البرلمان الإيراني في تقريره الأخير زعم أن عدد ضحايا الفيروس كان أعلى بمرتين إلى ثلاث مرات، لذلك حقيقة القول إن عدد الوفيات بسبب فيروس كورونا أعلى بثلاث مرات من التقارير اليومية أقرها الكادر الطبى بناء على تعاملهم المباشر مع الحالات ومشاهداتهم على أرض الواقع.
من ناحية أخرى، ومن خلال فحص إحصائيات الوفيات السنوية والربع سنوية للإيرانيين، التي تعلن عنها منظمة التسجيل الإيرانية، أفاد العديد من الخبراء أن معدل وفيات الإيرانيين ارتفع مرة ونصف المرة مقارنة بالسنوات السابقة، وهذايؤكد أن عدد الضحايا الإيرانيين بسبب فيروس كورونا يزيد على مائة وسبعين ألفًا (170000) حالة وفاة، لكن الحكومة أعلنت أن العدد أقل من سبعين ألفًا (70000).