تقارير وتحليلات
بايدن قدم الدبلوماسية مع إيران والحوثيين فلم يجن إلا التصعيد..
تقرير: إلغاء تصنيف الحوثي تنظيم إرهابي.. هل كان خطأ استراتيجي؟
جددت الولايات المتحدة الاثنين، التزامها بالدفاع عن أمن المملكة السعودية، معتبرة ذلك "أمرا ثابتا"، منددة في بيان صدر عن السفارة الأميركية في الرياض بالهجمات التي يشنها الحوثيون على أهداف مدنية واقتصادية في المملكة.
وأضافت أن "اعتداءات الحوثيين الشنيعة على المدنيين والبنية التحتية الحيوية تظهر عدم احترامهم للحياة البشرية وعدم اهتمامهم بالسعي لتحقيق السلام".
وتعمل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على مسارين مسار يشمل عقوبات وضغوطات على الحوثيين وآخر دبلوماسية تحاول من خلالها إحياء محادثات السلام المتعثرة لإنهاء الحرب في اليمن وهو ما يفسر بياناتها أو ممارساتها التي لم ترق بعد للحزم لوقف حدّ للجرائم الإرهابية للميليشيا المدعومة من إيران.
ورغم الدعم والتضامن الأميركي مع السعودية فإن الوضع يحتاج إلى إجراءات أشدّ صرامة حيال إيران وحليفتها جماعة أنصارالله الحوثية، وهو ما يطالب به شق واسع من الشخصيات السياسية البارزة في الولايات المتحدة خاصة من قبل الجمهوريين فيما تدفع لوبيات ممولة من أعداء المملكة لزيادة الضغوط على الرياض في أكثر من ملف يجري توظيفها سياسيا لتبرير تراخي بايدن في وضع حدّ لأنشطة إيرانية حوثية مزعزعة للاستقرار في المنطقة.
والأحد، أعلنت السعودية أن "طائرة مسيرة تابعة للحوثيين ضربت منشأة لتخزين النفط في رأس تنورة وهي ميناء رئيسي لشحن النفط لكن الحادث لم يسفر عن إصابات أو أضرار".
وتتزامن التصريحات الأميركية مع شطب الولايات المتحدة جماعة الحوثيين من قائمة الإرهاب وتعيين مبعوث خاص لليمن، إضافة إلى وقف الدعم العسكري المقدم للسعودية في حربها باليمن وهو أمر يعتبره محللون وسياسيون أميركيون "خطأ استراتيجيا" من شأنه أن يشجع الحوثيين على زيادة وتيرة الإرهاب والجرائم في اليمن وأيضا تهديد الأمن والإستقرار في المنطقة.
ويتساءل هؤلاء عن الجدوى من تمسك بايدن بسياسة إرخاء الحبل لإيران ووكلائها في المنطقة من دون نتيجة تذكر، فليس ثمة حتى الآن أي تجاوب لا من إيران في ما يتعلق بأزمة الملف النووي ولا من الحوثيين للعودة لمحادثات السلام ووقف الاعتداءات الإرهابية على السعودية.
وتصرّ إدارة بايدن على استمرار اعتبارها الرياض "شريكا هاما" في المنطقة لكن من دون أن تقدم على أي تحرك ملموس يعزز الشراكة الإستراتيجية خاصة في مواجهة التهديدات الإيرانية والحوثية.
وبشكل متكرر يطلق الحوثيون صواريخ باليستية ومقذوفات وطائرات مسيرة على مناطق سعودية إيرانية الصنع، خلف بعضها خسائر بشرية ومادية، فيما تقول الجماعة إن الهجمات هي رد على غارات التحالف المستمرة ضدها في مناطق متفرقة من اليمن.
وعزز الحوثيون ترسانتهم من لصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة زاعمين أنهم يقومون بتطوير ترسانتهم بقدرات ذاتية، بينما تؤكد تحليلات لحطام صواريخ ومسيرات اعترضتها دفاعات التحالف العربي أنه إيرانية الصنع بامتياز وأن ميليشيا الحوثي لا تملك قدرات على تطوير مثل هذه الأسلحة.
وإستراتيجية بايدن في اليمن تبدو متذبذبة على خلاف إستراتيجية سلفه الجمهوري دونالد ترامب الذي وضع الحوثيين على قائمة التنظيمات الإرهابية وفرض عقوبات على قيادات بينهم زعيم أنصارالله عبدالملك الحوثي.
لكن الإدارة الأميركية الحالية قامت بمراجعة بعض السياسات وألغت تصنيف الحوثيين كتنظيم إرهابي وهو ما يثير تساؤلات حول خطة الرئيس جو بايدن لإنهاء الحرب في اليمن بينما يرغب في احداث محادثات سلام نسفها الحوثيون أنفسهم، بشهادة الأمم المتحدة التي نددت مرارا بانتهاكات المتمردين لاتفاقيات سابقة.