تحليلات
أعلنوا سيطرتهم على جبل هيلان..
تقرير: الحوثيون يقتربون من اسقاط أخر معاقل حلفاء حكومة هادي
مقاتلون موالون لحكومة هادي في شمال اليمن - أرشيف
اقترب الحوثيون الموالون لإيران من السيطرة على أخر معاقل حلفاء حكومة الرئيس اليمني المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي، في اعقاب اعلانهم الجمعة السيطرة على جبل هيلان الاستراتيجي المطل على مركز المحافظة النفطية والعاصمة الافتراضية لتنظيم الإخوان الموالي لقطر.
وقالت وكالة فرانس برس إن الحوثيين حققوا تقدما باتجاه مدينة مأرب بعد سيطرتهم على جبل استراتيجي عقب ساعات من القتال الشرس.
وسيطر الحوثيون على جبل هيلان المطل على مأرب بعد معارك خلفت عشرات القتلى والجرحى من الطرفين". وذكر مصدر عسكري يمني أن سقوط جبل هيلان يشكل "تهديدا لجبهات الدفاع الاول لمأرب"، موضحا أن الحوثيين "تمكنوا من قطع خطوط امداد بعض الجبهات وباتوا يسيطرون ناريا على جبهة المشجح شمال غربي مأرب".
وبحسب الوكالة الفرنسية فقد حذر المسؤول من أن مدينة مأرب "بعد سقوط جبل هيلان باتت في خطر" مشيرا إلى أنه أعلى مرتفع يطل على المدينة. وقال مسؤول آخر إن قوات التحالف بقيادة السعودية شنت عشر غارات جوية على مواقع تابعة للحوثيين بعد ذلك. وأكد الحوثيون عبر قناة المسيرة المتحدثة باسمهم وقوع غارات جوية في مأرب. ولا يعلن الحوثيون في العادة عن خسائرهم.
منذ عام ونيّف يحاول الحوثيون المدعومون من إيران السيطرة على مدينة مأرب الغنية بالنفط بهدف وضع أيديهم على كامل الشمال اليمني. وبعد فترة من التهدئة، استأنف الحوثيون في الثامن من شباط/فبراير هجومهم على القوات الحكومية المدعومة من تحالف عسكري تقوده السعودية في أفقر دول شبه الجزيرة العربية منذ آذار/مارس 2015.
ويسعى الحوثيون للسيطرة على مأرب قبل الدخول في أي محادثات جديدة مع الحكومة المعترف بها خصوصا في ظل ضغوط إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للدفع باتجاه الحل السياسي. ومن شأن سيطرة الحوثيين على مأرب توجيه ضربة قوية إلى الحكومة المدعومة من تحالف عسكري تقوده السعودية منذ آذار/مارس 2015، إذ سيسيطرون بذلك على كامل شمال اليمن. وبقيت مدينة مأرب الواقعة على بعد حوالى 120 كيلومترا شرق العاصمة صنعاء حيث يفرض الحوثيون سيطرتهم منذ 2014، في منأى من الحرب في بدايتها.
دان مجلس الأمن الدولي الخميس "التصعيد" في المواجهات المسلحة حول مدينة مأرب اليمنيّة، وحذّر من تفاقم المأساة الإنسانيّة في البلد المنهار أصلا. وقال مجلس الأمن الدولي في بيان إن معركة مأرب "تعرّض مليون نازح داخليا لخطر كبير وتهدد جهود التوصل إلى حلّ سياسي، في وقت يتحد المجتمع الدولي بشكل متزايد لإنهاء النزاع".
وشدد على "ضرورة وقف التصعيد" من كلّ الأطراف، ودعا خصوصا الحوثيين المدعومين من إيران إلى وقف أعمالهم العسكرية في مأرب. ويشهد اليمن بعد ست سنوات من الاقتتال على السلطة في نزاع حصد أرواح الآلاف، انهيارا في قطاعات الصحة والاقتصاد والتعليم وغيرها، فيما يعيش أكثر من 3,3 ملايين نازح في مدارس ومخيمات تتفشى فيها الأمراض كالكوليرا بفعل شح المياه النظيفة.