تقارير وتحليلات
الملف الإيراني..
تقرير: نظام الملالي يعترف بتفككه: إنهم متحدون للغاية ونحن مبعثرون
لم تسفر المفاوضات الجارية في فيينا لإحياء الاتفاق النووی عن نتائج ملموسة بعد، حيث قال بعض أصحاب المصلحة إن "نتائج هذا المؤتمر لا تزال غير واضحة"، لكن داخل النظام هناك جلبة غريبة مثارة حوله، لدرجة أن وزارة خارجية النظام، بصفتها راعية للمحادثات، أصدرت بيانًا تشکو فیه من العصابة المنافسة، التي "بذلت كل ما في وسعها لاستهداف (مفاوضي فيينا)"، وقد حمل البيان عنواناً يتحدث عن نفسه: "إنهم متحدون للغاية ونحن مبعثرون".
وبالفعل ، فإن مثل هذا الخلاف غير مسبوق في هذا النظام الذي كان غير منسجم منذ اليوم الأول وكان مسرحًا لصراعات واصطدامات بين عصابات النظام المنافسة، فيما تضع كل عصابة مصالحها كأولوية في هذه الصراعات.
وتتصدر وسائل الإعلام كأدوات وأسلحة في هذه الحرب، حيث باتت هذه الوسائل ميادين للمواجهة يطلق فيها الطرفان على بعضهما البعض اتهامات وصفات كالجواسيس والمدسوسين أو رجال أعمال أجانب.
وقال بيان وزارة الخارجية، في إشارة إلى بعض الأفلام والمسلسلات التي أنتجتها العصابة المهيمنة لتشويه سمعة الطرف الآخر، إن "الحركة التي استهدفت في الأسابيع الأخيرة، بالتزامن مع المحادثات في فيينا، ممثلي النظام كل ليلة وتصف فريق التفاوض مجموعة مدسوسه وساذجة، وتصورهم على أنهم ملحنون لمراكز أبحاث أجنبية، وفي اتفاقية 1911 يقارنهم برجال دولة قاجار الخونة".
من جهة أخرى، أضاف البيان: "إن شبكة الاذاعة والتلفزيون باللغة الإنجليزية، التي يجب أن تكون الصوت الموحد للنظام، تشوه سمعة المفاوضين أمام الطرف المقابل بأهداف سياسية داخلية بحتة وتقوض الجهود الدبلوماسية للنظام، ويقول البيان: لا تلعبوا بمصداقية النظام".
"ولو ثانية" لماذا؟
قبل إصدار هذا البيان؛ قال روحاني، متحدثا في اجتماع لمجلس الوزراء يوم الأربعاء 21 ابريل، في إشارة إلى عرض أفلام "لم تنفعهم" وبينما بالكاد تمكن من السيطرة على غضبه، "لا نضيع ثانية من هذا وذاك"، نحن لا نستمع إليها...تحدثوا كثيرًا حتى تتعبوا، ليس لها تأثير علينا، لقد وضعنا إطارًا (خامنئي). نتحرك في هذا الإطار، ولا نضيع ثانية".
يتضح من كلام روحاني سبب حدوث مثل هذه الاضطرابات والصراعات داخل النظام، بالنسبة لروحاني، الذي يدعمه بالطبع خامنئي ، فمسألة ثوان تصبح مهمة له، بمعنى آخر، وصل النظام إلى طريق مسدود نتيجة العقوبات والعديد من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تتراكم مثل الأنهار الهائجة، والتناقضات المتفجرة في النظام.
بالطبع، لا يقتصر هذا المأزق على روحاني وعصابته، لكن أولئك القلقين يشعرون أيضًا أنهم إذا قصّروا هنا، فإنهم سيفقدون السيطرة.
كل هذا التسرع في النظام، خاصة بعد الضربة العسكرية الشديدة التي نتج عنها تضرر الهيبة التي تلقاها النظام في نطنز، لها مغزى وتظهر عجز النظام الشديد.
وحول تلك القضية كتب عبد الله كنجي رئيس تحرير صحيفة جوان (التابعة للحرس) في حسابه على تويتر، مشيرا إلى نفس المعنى، بالقول: "لو كنت مؤثرا في قرارات النظام بعد التخريب الأخير في نطنز، لكنت قد أمرت بإلغاء محادثات فيينا، ماذا يعني التخريب عندما نلتزم بالعودة والإغلاق؟ "لا ينبغي آن نلاقی الأمرین."
من المهم أخذ عبارة "الالتزام بالتراجع" في بيانات هذا العنصر بعين الاعتبار، ويمكن رؤية آثارها العديدة بوضوح في جميع تصريحات روحاني هذه الأيام.
لكن الذي "يعمل" في هذا النظام ويتخذ "قرارات النظام" يصمت حاليا بعد الموافقة على المفاوضات، تماما مثل الاتفاق النووي الأول، لأنه يعلم أن أي تصريح واضح في هذه المرحلة يخل بالتوازن الداخلي الهش للنظام ويمكن أن يخرج الوضع عن السيطرة.
لكن السؤال إلى أي مدى يمكن لخامنئي أن يواصل هذه اللعبة المزدوجة واللعب على الحبال في عاصفة الأحداث المتلاحقة تلك؟.