تقارير وتحليلات

وسط اتهامات متبادلة بالتآمر..

اليمن: التحالف بين الحوثيين وصالح يتجه إلى التفكك

زيارة تفقدية تعقبها اتهامات بوقوف الحوثيين وراء محاولة اغتيال صالح

صالح البيضاني (لندن)

لم يعد الخلاف بين الحوثيين والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح مجرد تخمينات أو تسريبات موجهة لفك التحالف بينهما، فقد خرج الآن إلى العلن، وصار كل منهما يجهز نفسه لمرحلة ما بعد فك الارتباط.

وقالت أوساط يمنية مطّلعة في تصريح لـ”العرب” إن الرئيس السابق يجري اتصالات متعددة لفتح قنوات تواصل مع السعودية تحسبا لمرحلة ما بعد فك الارتباط مع المتمردين الحوثيين، وإنه يريد أن يغادر مركبتهم التي تتجه إلى الغرق في ضوء تغير الموقف الأميركي تجاه إيران.

وكشفت الأوساط ذاتها أن علي عبدالله صالح ينتظر إشارات إيجابية من دول التحالف العربي لينتقل إلى الضفة الأخرى بسرعة، مشيرة إلى وجود عملية تجميع يتولاها مقربون منه للقوات الموالية له، فضلا عن تجميع أنصار حزب المؤتمر الذي يترأسه، ما اعتبرته هذه الأوساط استعدادا لحدث مهم.

وبدأت قيادات حزبية موالية للرئيس السابق بمهاجمة الحوثيين وتحميلهم مسؤولية فشل التحالف في عملياته ضد الحكومة المعترف بها دوليا والتحالف العربي الداعم لها.

ولم يقف الأمر عند تحميل المسؤولية السياسية عن حالة التراجع بل توجيه اتهامات للحوثيين بمحاولة اغتيال حليفهم صالح.

واتهم محامي الرئيس السابق الحوثيين بالتورط في محاولة اغتيال صالح بواسطة نفق تم حفره تحت منزله في أغسطس 2014.

وطالب المحامي محمد المسوري الذي عرف بمناهضته للحوثيين، خلال جلسة عقدتها المحكمة الجزائية المتخصصة في صنعاء أمس الأول للنظر في قضية منفذي عملية حفر النفق، بسرعة ضبط المتهمين الذين قال إن بعضهم تم إطلاق سراحه من سجن البحث الجنائي بصنعاء وتهريبه إلى معقل الحوثيين في صعدة، في إشارة صريحة إلى وقوف الحوثيين خلف محاولة الاغتيال.

علي البخيتي: صالح يريد فك التحالف مع الحوثيين، لكن رسائله لا تصل إلى الجهات المعنية


وكشف المسوري أن منفذي عملية “النفق” أرادوا الوصول إلى غرفة نوم الرئيس اليمني السابق، غير أن الحفر أوصلهم بالخطأ إلى جامع المنزل.

ودعا محامي صالح من أسماهم “حلفاء المؤتمر الشعبي العام”، في إشارة إلى الحوثيين، إلى الإسراع بإرسال محاضر التحقيقات والمتهمين الذين تم التحقيق معهم في صعدة، مشيرا إلى أن جلسة المحكمة التي كانت مقررة الأحد 23 يوليو 2017 قد تم تأجيلها بسبب تغيب المتهمين.

وتأتي اتهامات محامي الرئيس السابق بعد أيام من زيارة مشتركة قام بها صالح الصماد رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى برفقة الرئيس السابق إلى أحد معسكرات التدريب في منطقة سنحان جنوبي العاصمة صنعاء “مسقط رأس صالح”.

ووفقا لمصادر خاصة لـ”العرب” فقد جاءت الزيارة بهدف طمأنة الحوثيين الذين عبروا في أوقات سابقة عن قلقهم من تحركات الرئيس السابق وقيامه بإنشاء معسكرات لاستقطاب وتدريب الموالين له بقيادة ابن شقيقه وقائد الحرس الخاص السابق طارق محمد عبدالله.

وبينما اعتبر الحوثيون أن صالح يعيد تجميع قواته العسكرية، يحاول هو إقناعهم بأن الهدف منها هو دعم جبهات القتال ضد الجيش الوطني الموالي للشرعية وقوات التحالف العربي.

وتناقل ناشطون يمنيون مؤيدون للشرعية على مواقع التواصل الاجتماعي صورا من هذه الزيارة تظهر مرافق القيادي الحوثي وهو يمنع الرئيس السابق من الإمساك بيد الصماد معتبرين أن الأمر ينطوي على محاولة لإذلال صالح.

غير أن مقربين من صالح قالوا لـ”العرب” إن ما حدث مجرد “حركة لاإرادية تعوّد المرافق الشخصي على القيام بها كثيرا عندما يلتقي الصماد بالمواطنين وينزل بينهم وأنها لا تحمل أي دلالات أخرى”.

وأكدت مصادر سياسية خاصة لـ”العرب” أن التحالف بين صالح والحوثيين يشهد معارضة كبيرة في صفوف أنصار الطرفين، مشيرة إلى أن زيارة الصماد لأحد المعسكرات الخاضعة لسيطرة صالح، كانت لنزع فتيل مواجهات عسكرية كانت على وشك الحدوث في ظل مطالبة التيار الراديكالي القوي في الجماعة الحوثية بضرورة التخلص من الرئيس السابق، ويعتبر أن التحالف معه غير مأمون الجوانب.

ووفقا لهذه المصادر يتزعم هذا التيار رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي وعدد من القادة الميدانيين للجماعة الحوثية، بينما يقف الصماد على رأس تيار يرى ضرورة الاستمرار في التحالف مع الرئيس السابق، واعتبار أي توجهات للصدام معه خطوة غير محسوبة العواقب وتصب في صالح الشرعية والتحالف العربي.

وبرر مراقبون الهجوم الإعلامي المتبادل بين شركاء الانقلاب بحالة عدم الثقة وتزايد وتيرة تيارات الرفض في صفوف الحوثيين وصالح على حدّ السواء لاستمرار هذه الشراكة الإجبارية.

زيارة تفقدية تعقبها اتهامات بوقوف الحوثيين وراء محاولة اغتيال صالح

وبعد يوم واحد من توقيع اتفاق تهدئة إعلامية بين حزب المؤتمر بقيادة صالح والحوثيين، انتقد عبدالملك الحوثي زعيم أنصارالله الحوثية في كلمة له الخميس الماضي، التحركات الأخيرة للرئيس السابق واهتمام حزب صالح بتنسيب أكبر عدد ممكن من الشباب ضمن قوائمه الحزبية، قائلا “لسنا أمام موسم انتخابي حتى ينشغل البعض بالإساءة إلى أنصارالله وينسى العدو، أو نركز على الشأن الحزبي بشكل كبير”.

وجاءت انتقادات الحوثي ردا على دعوة الرئيس السابق لأنصار حزبه بتفعيل النشاط الحزبي والبدء بحملة لجمع أعداد جديدة من الأعضاء لحزب المؤتمر.

كما رد الحوثي على اتهامات صالح للحوثيين بالفساد بالقول “أقول للإخوة في المؤتمر الشعبي العام لا يحق لأحد حماية هؤلاء ويجب اتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم”.

وهاجم عادل الشجاع، القيادي البارز وعضو اللجنة العامة بحزب المؤتمر الشعبي العام، الحوثيين واصفا إياهم بأنهم “جماعة معطوبة يقودها إنسان شرير انتهازي يلحق شره باليمن واليمنيين البسطاء”.

ولفت الشجاع في مقال طويل له إلى أن زعيم الحوثيين يعتمد على الذاكرة المثقوبة لأتباعه لذلك يمارس الكذب لكي يستمر في المشهد.

وقال الكاتب والسياسي اليمني علي البخيتي "إن العلاقة بين الحوثيين وصالح لم تكن في أي يوم من الأيام جيدة، فلا توجد ثقة بين الطرفين ولا قواسم مشتركة، فالمؤتمر والحركة الحوثية على النقيض تماما من بعضهما البعض”.

وأضاف البخيتي في تصريح لـ”العرب” أن “المؤتمر حزب سياسي ولد من رحم اليمن الجمهوري، ويعبر عن مصالح تيار ليبرالي واسع داخل اليمن، لا يحمل أيديولوجية مذهبية، ويعيش في القرن الحادي والعشرين. والحوثيون جماعة ولدت من رحم مشروع الإمامة ومعركة صفين والجمل، وتحمل على عاتقها تطبيق نظرية طائفية سلالية، تتلخص في أحقية عرق بالحكم، وتعيش في القرن الأول الهجري”.

وعن مآلات هذا التحالف يضيف البخيتي، وهو قيادي سابق في الجماعة الحوثية ومقرب من الرئيس السابق، “يحاول صالح الخروج من الزاوية التي وضعته الظروف فيها واضطرته للتحالف مع الحوثيين، ويبعث بالكثير من الرسائل، إلا أن الأطراف المعنية لم تتلقها بما تستحق، ومصرة على أن تستمر في حشره في زاوية التحالف مع الحوثيين، وهذا ما أخر حل النزاع في اليمن، سواء بتسوية سياسية أو بحسم عسكري أو بمزيج منهما”.

الولايات المتحدة والعالم: انتخابات تعكس مسارات متباينة في ملفات ساخنة


ألمانيا ترد بقوة على إعدام شارمهد: إغلاق القنصليات وتصنيف الحرس الثوري إرهابيًا


تحقيقات أمنية حول تسريبات من مكتب نتنياهو تهدد جهود إسرائيل في قطاع غزة (ترجمة)


خامنئي يتوعد برد ساحق على الهجمات الإسرائيلية والأميركية ضد إيران