تقارير وتحليلات

رسائل الزبيدي لرعاة الاتفاق..

تقرير: هل أصبحت العودة إلى تنفيذ بنود اتفاق الرياض مشروطة؟

رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي - ارشيف

قدم السيد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، رسائل سياسية ذات أهمية لرعاة اتفاق الرياض، الذي تعرقل كثيراً، بفعل ما اسماها، قوى الإرهاب والفساد التي تعمل على تعطيله، وهو ما يبدو انها بمثابة شروط للعودة إلى تنفيذ بنود الاتفاق، على الرغم من التحشيد العسكري المتواصل لإخوان اليمن الذين يدفعون بالمزيد من التعزيزات صوب أبين وشبوة وساحل حضرموت.

وتحدث الزبيدي في خطاب متلفز بمناسبة ذكرى اعلان عدن التأريخي وذكرى تحرير عدن، امام حضور قيادات عسكرية وأمنية رفيعة، عن الاتفاق الذي لم تنفذ بنوده المتعقلة بالطرف الآخر المتمثلة في الحكومة اليمنية التي يتحكم فيها تنظيم الإخوان الممول من أطراف اقليمية بينها قطر.

وقال الزبيدي "إن اتفاق الرياض جسد الإقرار الإقليمي والدولي بـ " الانتقالي " وقضية شعب الجنوب ومكانته السياسية، ووفّر فرصة حقيقية لإحلال السلام وتصويب بوصلة المعركة، لكن قوى الفساد والإرهاب لا زالت تعمل على تعطيله؛ في إشارة الى تنظيم الاخوان الإرهابي.

ودعا رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي "الأطراف الراعية لـ"اتفاق الرياض" إلى إلزام الطرف الآخر بإلغاء كافة القرارات أحادية الجانب، والتزام التشاور المسبق وفق نصوص الاتفاق، واستكمال تنفيذ كافة بنوده دون انتقائية، وفي مقدمتها تشكيل الوفد التفاوضي المشترك، وتشكيل الهيئات الاقتصادية، وهيكلة ووزارات الداخلية والدفاع والخارجية، وكافة الوزارات والمؤسسات العامة، وخروج المليشيات المعتدية التي جعلت مقراتها في شبوة ووادي حضـرموت والمهرة معسكرات لاحتضان الإرهاب وتصديره، ونهب موارد الجنوب، وقتل أبنائها ومصادرة حقوقهم، وتهديد الأمن والسلم الدوليين".

وجدد الزبيدي "التأكيد على موقفنا الثابت والراسخ وشراكتنا الفاعلة مع التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في التصدي لميليشيات الحوثيين الموالية لإيران، ومكافحة التطرف والإرهاب، وحماية المصالح الإقليمية والدولية في البحر العربي وخليج عدن وباب المندب".

وبشأن مفاوضات إنهاء الحرب، التي تجري بشكل سري بين السعودية وإيران، رحب الزبيدي بـ"كافة المساعي الجارية لإنهاء الحرب والشـروع في عملية سياسية شاملة، ونجدد بأن موقف المجلس الانتقالي الجنوبي كان ولا يزال وسيبقى حاملاً لراية السلام، ساعياً لإيقاف الحرب ومعالجة الوضع الإنساني، داعماً لكل المبادرات الأممية والإقليمية، حريصاً على إنجاح الجهود المبذولة لإحلال السلام في الجنوب واليمن، غير إننا لن نقبل بأية تسويات أو حلول تتجاوز قضية شعبنا الجنوبي، أو ترسم مستقبله السياسي خلافاً لإرادته وتطلعاته".

ويبدو واضحا أن العودة إلى اتفاق الرياض قد أصبحت مشروطة، "إلغاء كافة القرارات إحادية الجانب التي اتخذها الرئيس اليمني المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي، والتي تمثلت في تعيين نائبا عاما من القياديات الأمنية لتنظيم الإخوان، وكذا تعيين شخصيات عرفت بمواقفها العدائية للجنوب وقضيته، في مناصب عليا، ناهيك عن اصدار هادي قرارا بإقالة احد ابرز القيادات الأمنية وهو العميد فضل باعش قائد قوات الأمن الخاصة.

تعرقل اتفاق الرياض أكثر من مرة، وهو ما دفع المجلس الانتقالي الجنوبي في أواخر أبريل من العام الماضي، إلى اعلان الإدارة الذاتية لمدن الجنوب، قبل ان يقوم بإلغائها في الـ29 من يوليو من العام ذاته، تاركا الفرصة أمام السعودية راعية الاتفاق الى الزام حكومة هادي بتنفيذ البند السياسي، والذي تم بتعيين محافظ ومدير أمن للعاصمة عدن وتشكيل حكومة المناصفة، قبل ان يعود الإخوان الى عرقلة عمل الحكومة وفرض حصارا مطبقا على عدن، بفعل تحكم نائب مدير مكتب هادي في توريد المشتقات النفطية إلى عدن.

ولا تزال عدن ومدن الجنوب الأخرى بما فيها ساحل حضرموت، الأمرين جراء سياسة العقاب الجماعي التي تمارسها الأطراف السياسية المتحكمة بحكومة هادي، الذي اظهر عجزا في إدارة البلد منذ تسلمه السلطة في فبراير من العام 2012م.

ويبدو ان الزبيدي في خطابه الأخير قد وضع الكرة في ملعب السعودية التي تحتضن حكومة هادي وتقدم لها كل سبل الدعم العسكري والمالي، والمتمثلة في إلغاء كافة القرارات المتخذة دون تشاور، وفق ما تضمنه اتفاق الرياض، للعودة الى تنفيذ بنود اتفاقية الرياض.

لكن يبدو ان هذا الشرط من الصعوبة القبول به، وهو ما تعكسه حالة التحشيد العسكري لإخوان اليمن صوب أبين وشبوة، ومساعي قوات علي محسن الأحمر للتقدم صوب ساحل حضرموت للسيطرة على الموارد النفطية.

ولم تستطع الحكومة المشكلة بتقاسم بين الجنوب والشمال في تحقيق أي انجاز يذكر على الصعيد الخدمي والتنموي، وبرر رئيسها معين عبدالملك السبب إلى عدم التزام السعودية بتقديم الدعم اللازم بإنجاز مهامها.

وزار معين عبدالملك حضرموت، قادما من الرياض العاصمة السعودية، قبل ان ينتقل لزيارة مأرب التي تتعرض لحرب شرسة من الحوثيين الذين يسعون للسيطرة على أخر معاقل حلفاء حكومة هادي في الشمال.

مؤتمر الفجيرة الدولي للفلسفة: منصة لتجديد الفكر العربي واستعادة المركزية الفكرية


معركة في الدوري الإنجليزي: غوارديولا أمام اختبار البقاء وتوتنهام لرد الاعتبار


دراسة أمريكية تسلط الضوء على العلاقة بين الأمراض النسائية والموت المبكر


هل يؤدي قرار المحكمة الجنائية الدولية إلى تغيير في السياسة الأوروبية تجاه إسرائيل؟